تريد أن يصبح موظفوك أكثر تماسكا؟ إليك هذه الطريقة
هل يشعر العاملون لديك كما لو أنهم يعيشون في جزر مُنعزلة؟ هل لا يوجد بينهم قواسم مُشتركة على الإطلاق سوى مهام العمل التي يضطرون إلى القيام بها معاً؟ حسناً، إذا كانت إجابتك نعم فأنت في مشكلة كبيرة.
لا يرغب الموظفون في أن يتم التعامل معهم وكأنهم طائرات بدون طيار، أو أنهم روبوتات تقوم بعملها وتنفذ مهامها ثم تتقاضى راتبها في آخر كل شهر، الوضع تغير كثيراً هذه الأيام، إذ أثبتت الدراسات والأبحاث أن الموظفين الموهوبين لا يمانعون التضحية بالرواتب الكبيرة، والحصول على رواتب أقل من أجل العمل في وظائف ذات مغزى، وتعم بالفائدة على أكبر عدد ممكن من الأشخاص.
إيجاد مغزى للعمل بشكل يومي
ما هو العمل المُجدي؟ بالنسبة لمعظم الموظفين والعمال، فإن هذا يتمثل في أنهم يفهمون الغرض والرؤية من وراء المهام التي يقومون بها. هذا يساعدهم على الشعور بالرضا ويحثهم على الذهاب إلى العمل وهم في كامل نشاطهم وحيويتهم، كما أنهم يجعلهم أكثر إخلاصاً إزاء المؤسسة. عندما تتماشى رؤيتهم الشخصية مع تلك التي تروج لها المنظمة، فإنهم يشعرون باتصال أقوى مع مديرهم، ومع بعضهم البعض، ويعملون جميعاً على تحقيق الهدف الأكبر.
خلق توازن بين العمل والحياة يمكن أيضاً أن يساعد على جعل العمل له مغزى. يقدم الموظفون أفضل ما لديهم عندما يتمتعون بحرية اختيار وقت الاستراحة والعمل في الأوقات التي تناسبهم. بالنسبة لبعض الموظفين فإن العمل الذي يغذي عقلهم، ويساعدهم على أن يكونوا أفضل عوضاً عن استنزاف طاقاتهم، هو العمل المُجدي.
من المؤكد أن غرس الشعور بالانتماء لدى الموظفين، وجعلهم يشعرون بأنهم يقومون بشيء مُجدٍ وله قيمة ليس صعباً. كل شخص يريد شيئاً مُختلفاً لكي يشعر بالسعادة والرضا الوظيفي، كما أن القادة عليهم أن يتعاملوا مع الأمر على محمل الجد. عليهم أن يسألوا أنفسهم، هل الموظفون سعداء؟ هل العمل الذي يقومون به مُجدٍ وله مغزى فعلا؟
وفيما يلي نُقدم لك بعض النصائح التي تساعدك على جعل العمل مُجديا، وهو ما يخلق بيئة عمل أكثر هدوءًا واتزاناً، بما يساعد على تأسيس فريق أكثر تماسكاً.
صل بين النقاط
على المديرين التنفيذيين أن يجدوا استراتيجية مناسبة لتحقيق نتائج إيجابية، وإشباع حاجات الموظفين. في بعض الأحيان قد ينضم أشخاص إلى شركتك؛ لأنهم يريدون إحداث فرق أو أن يكونوا جزءًا من رحلة مثيرة، لذلك عليك أن تعرف كيف تربط بين الرؤية والاستراتيجية التي تتبناها شركتك والموظفين. من الضروري أن تتأكد من أن الكل يقف على أرض ثابتة وأنهم جميعاً لديهم رؤية واحدة ومُشتركة.
تخلص من أي فجوة قد تكون موجودة بين الموظفين والإدارة، وتأكد من أن الجميع لديهم قنوات اتصال، واسمح لهم بالتعبير عن آرائهم وأفكارهم، ولا تدع أحدهم يترك العمل وهو يشعر بالاضطهاد أو الظلم؛ لأنه في هذه الحالة سيفقد شغفه بالعمل، ما يترتب عليه فقدانه لانتمائه.
اعرض قيم شركتك بوضوح
لن يلتزم الموظفون بالقيم والمعايير التي تضعها شركتك إلا إذا وجدوا المديرين يطبقونها ويعملون على تنفيذها. من الضروري أن تعبر علامتك التجارية وشعارك عن الهدف الأكبر الذي تريد شركتك تحقيقه، من الضروري أن تكون رسالتك واضحة، وأن تساعد كل الأهداف المبذولة على تحقيقها. من الخطأ أن يشعر الموظفون أنك لا تريد فعل أي شيء سوى تحقيق الأرباح وكسب المال؛ لأنهم في هذه الحالة سيفقدون شغفهم بالعمل، ومع مرور الوقت ستتلاشى رغبتهم في البقاء في شركتك.
شجعهم على الاهتمام بشؤون حياتهم
حتى الموظفون السعداء الذين يذهبون إلى العمل مُبكراً ويبقون لفترات متأخرة قد يشعرون بالضغط الشديد ويروحون ضحية الإرهاق. تقول سيلفيا ميلينا، مؤلفة كتاب Supportive Accountability إن العمل المُجدي حافز قوي، حتى إنه يدفع الناس إلى العمل بما يتجاوز القدر المعقول.
يوجد العديد من العلامات التي تُخبرك بأن موظفيك يشعرون بالإرهاق، وأنهم لا يستطيعون العمل في البيئة الحالية، والتي من بينها انخفاض الإنتاجية، والأخطاء المتزايدة، والتقلبات المزاجية وعدم القدرة على التركيز لفترات طويلة.
عندما تشعر أن الموظفين الذين يعملون لديك يعانون من الإرهاق وتجدهم يقضون ساعات طويلة في العمل، ذكرهم بأن لديهم حياة أخرى خارج حدود المكتب، ادعمهم للاستمتاع بها من خلال السماح لهم بالحصول على إجازات، وتأكد من عدم ازعاجهم بأسئلة وطلبات خلال هذه الإجازة.