معدل السكر الطبيعي حسب العمر وأهم 8 نصائح للحفاظ عليه
أن تتناول قطع الحلوى واحدة تلو الأخرى لا يعني سوى شيئًا واحدًا؛ أن تزداد مستويات السكر في الدم بسرعة إلى أن تبلغ ذروتها، ثُمّ تنهار أيضًا بسرعة في محاولة الجسم لإدخال أكبر قدر ممكن من هذا السكر إلى الخلايا لإنتاج الطاقة، ومع الإسراف في تناول الحلوى بمرور الوقت، تنشأ مقاومة الأنسولين، الذي يحمل على عاتقه مهمة إدخال ذلك السكر إلى الخلايا، فالآن لا يقدر على إدخاله، ثُمّ لاحقًا يتطوّر الأمر إلى مرض السكري، فما معدل السكر الطبيعي حسب العمر الذي ينبغي الحفاظ عليه؟ وما معدلات السكر غير الطبيعية؟
العوامل المُؤثِّرة في مستويات السكر في الدم
تتحكّم العديد من العوامل في نسبة السكر في الدم، بما في ذلك كمية الأنسولين في الدم، أو النظام الغذائي، أو تناول بعض الأدوية، أو غير ذلك من العوامل، على النحو التالي:
1. نوع الطعام المُتناوَل
تختلف مستويات السكر في الدم حسب نوع الطعام الذي يتناوله الإنسان، فبعض الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات تزيد مستويات السكر في الدم، بينما البروتينات لا تُؤثِّر بدرجةٍ كبيرة في مستويات السكر في الدم.
2. النشاط البدني
كذلك تتأثَّر مستويات السكر في الدم بالنشاط البدني للإنسان، فممارسة التمارين الخفيفة تُساعِد على خفض مستويات السكر في الدم، مثل المشي، أمّا قلة النشاط البدني فقد تُؤدِّي إلى زيادة مستويات السكر في الدم، خاصةً مع الإفراط في تناول السكريات أو الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات البسيطة.
3. النوم
قد يُؤدِّي عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم إلى زيادة مستويات السكر في الدم؛ إذ بيّنت الدراسات أنّ قلة النوم مرتبطة بتفاقم مرض السكري، وزيادة الوزن، ومقاومة الأنسولين، وزيادة الشهية تجاه الطعام.
اقرأ أيضًا:"أقل بكثير مما نتناوله".. ما كمية السكر التي ينبغي الحصول عليها يوميًّا؟
4. التوتر
يتسبَّب التوتر في زيادة إفراز بعض الهرمونات، مثل الأدرينالين وهرمون النمو والكورتيزول، وهي هرمونات تُسهِم في زيادة مستويات السكر في الدم، كما قد يصير الجسم أقل تحسسًا للأنسولين، ما يعني مزيدًا من ارتفاع السكر في الدم.
5. التدخين
اقترحت بعض الدراسات أنّ التدخين قد يزيد مقاومة الأنسولين، ما يعني ارتفاع مستويات السكر في الدم، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري بين المُدخِّنين أكثر من غيرهم.
معدل السكر الطبيعي حسب العمر
تُعدّ معايير الرعاية لعام 2023 من الجمعية الأمريكية للسكري "ADA"، وثيقة إرشادية للمُصابين بمرض الكري، ومع ذلك فإنّ نسبة السكر في الدم ليست دقيقة دائمًا، بل تعتمد غالبًا على متوسط نسبة السكر على مدار 3 أشهر ماضية، باختبار مؤشر السكر التراكمي.
وتستخدم الجمعية الأمريكية للسكري مُحوِّل؛ يُحوِّل نسبة السكر التراكمي إلى السكر الطبيعي، أو مُتوسِّط الغلوكوز المُقدّر، للمساعدة في توجيه مرضى السكري وأطبائهم في تحديد أفضل نسبة سكر في الدم.
ويشمل معدل السكر الطبيعي حسب العمر:
معدل السكر التراكمي
يدل معدل السكر التراكمي على مستويات السكر على مدار 3 أشهر ماضية في الدم، ويُساعِد في تشخيص مرض السكري إلى جانب القياسات الأخرى لمعدل السكر في الدم:
- النسبة الطبيعية: أقل من 5.7%.
- مقدمات السكري: تتراوح بين 5.7 - 6.4%.
- مرض السكري من النوع الثاني: أكبر من 6.5%.
- هدف المُصابين بمرض السكري من النوع الثاني: أن يظلّ مؤشر السكر التراكمي أقل من 7%.
هذه النسب بشكلٍ عام، لكنّها قد تختلف حسب العمر، والنشاط البدني، وغيرها من العوامل.
اقرأ أيضًا:كيف يمكن اكتشاف مرض السكر دون تحليل؟
معدل السكر التراكمي الطبيعي حسب العمر
يختلف معدل السكر الطبيعي حسب عمر كل شخص، ويُتوقّع أن تزداد مستوياته مع تقدُّم العمر، سواء كان الإنسان مُصابًا بمرض السكري أم لا:
معدل السكر الطبيعي والمرضي
بغض النظر عن العمر، فإنَّ مُعدّلات السكر الطبيعية أو المرضية في الدم تقع في نطاقات مُحدَّدة عمومًا، وحسب موقع "verywellhealth"، فإنَّ مُعدّلات السكر تنقسم على النحو التالي:
المعدلات غير الطبيعية لسكر الدم
قد تكون مُعدّلات السكر في الدم غير اطبيعية؛ إمّا بزيادةٍ أو نقصان:
فرط سكر الدم
قد تزداد مستويات السكر في الدم اعن المُعدّل الطبيعي لها مع أو بدون مرض السكري، فمِمّا يُحفِّز زيادة مستويات السكر في الدم:
- القهوة.
- قلة النوم.
- المحليات الصناعية.
- تفويت وجبة الإفطار.
- الجفاف.
- بخاخات الأنف.
- أمراض اللثة.
أمّا مرضى السكري، الذي يُعانُون زيادة ملحوظة في مستويات السكر في الدم، فقد تستمر مرتفعة لديهم بسبب عدم تناول ما يكفي من جرعة الدواء، أو عدم الالتزام بنظامٍ غذائيٍ مناسب لهم، أو عدم ممارسة نشاط بدني كاف لمنع زيادة مستويات السكر في الدم.
ولزيادة السكر في الدم علامات، أبرزها:
- العطش الشديد أو جفاف الفم.
- كثرة التبول.
- الشعور بالضعف أو التعب.
- مشكلات الرؤية.
ويعتمد علاج فرط سكر الدم على المستوى الذي بلغه السكر، فمثلًا قد تُساعِد التمارين الرياضية في خفض ستويات السكر في الدم لمدة تصل إلى 24 ساعة، اعتمادًا على حساسية الأنسولين لديك.
أمّا لو زادت نسبة السكر في الدم عن 240 مغم/ديسيلتر، فقد يزداد إنتاج الجسم للكيتونات، التي قد تُؤدِّي إلى غيبوبة نتيجة الحماض الكيتوني السكري، لذلك فالتواصل مع الطبيب هو أفضل خيار لمنع مضاعفات مزيادة سكر الدم، والالتزام بنظام غذائي يُحافِظ على مستويات السكر في الدم.
هبوط سكر الدم
يُعرَف هبوط سكر الدم عند انخفاض نسبته إلى ما دون 70 مغم/ديسيلتر، وقد يُؤدِّي الانخفاض الحاد في مستوياته إلى ما دون 54 مغم/ديسيلتر إلى زيادة خطر الإصابة بمضاعفات، مثل الإغماء والتشنجات.
وتشمل أبرز أسباب هبوط سكر الدم:
- أدوية السكري.
- ورم إنسوليني "ورم نادر في البنكرياس".
- نقص بعض الهرمونات، مثل الكورتيزول أو هرمون النمو أو هرمون الغدة الدرقية.
- قصور القلب.
- قصور الكلى أو الكبد.
- إجراء عملية سمنة سابقًا.
وأمّا أعراض هبوط سكر الدم، فتضمُّ:
- التعرق.
- سرعة ضربات القلب.
- الصداع.
- التعب.
- وخز أو تنميل.
- صعوبة التفكير بوضوح.
- مشكلات الرؤية.
نعم، هبوط سكر الدم خطير للغاية، لكن علاجه سهل، وذلك باتّباع قاعدة "15-15"، فإذا انخفضت مستويات السكر في الدم إلى 55 - 69 مغم/ديسيلتر، فيُمكِنك تناول 15 غم من الكربوهيدرات قليلة الألياف وقليلة الدسم، وتكرار ذلك كل 15 دقيقة حتى تعود نسبة السكر في الدم إلى 90 - 150 مغم/ديسيلتر.
ومن أمثلة تلك الكربوهيدرات قليلة الألياف العصائر والسكر والعسل والحلوى الصلبة، وأقراص الغلوكوز "أقراص سكر قابلة للمضغ".
اقرأ أيضًا:فوائد مهمة لجسم الرجل بعد التخلي عن السكر.. احرص عليها
نصائح للحفاظ على معدل السكر في الدم
أشار موقع "everydayhealth" إلى بعض النصائح التي من شأنها أن تُحافِظ على مستويات السكر في الدون دون أن تزداد وتضرّ جسمك، ومن أهم تلك النصائح:
1.عدم تفويت الوجبات
من الضروري توزيع طعامك على مدار اليوم، بدءًا من وجبة الإفطار، فإنّ تناول كمية أكبر من الطعام في وجبة أو اثنتين، قد يُحدِث اضطرابًا كبيرًا في مستويات السكر في الدم، والأفضل تناول 3 وجبات صحية يوميًا مع وجبتين خفيفتين بينهما للحفاظ على مستويات السكر في المعدل الطبيعي دون زيادة أو نقص.
2. تناول الحبوب الكاملة
تحتوي الحبوب الكاملة على الألياف، التي تُطِيل مدة هضم العطام في المعدة، وهذا يمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم، أو على الأقل يُبطِئ وتيرته بما يحول دون ارتفاعٍ مفاجئٍ فيها، من أمثلة الحبوب الكاملة الشوفان والشعير.
3. تناول المكسرات
كذلك تحتوي المكسرات على دهونٍ صحيةٍ تُبطِئ امتصاص الجسم للسكر، لكنّها أيضًا بها سعرات حرارية، فلا ينبغي الإسراف في تناولها، ومن تلك المكسرات المُفيدة للحفاظ على سكر الدم اللوز والجوز والفستق.
4. تقليل تناول السكريات
مثل الحلوى والبسكويت والأطعمة المُصنّعة والمشروبات الغازية، فهي تحتوي على سعرات حرارية فارغة، كما أنّ الجسم يكسرها بسهولة، فتُسبِّب ارتفاعًا فوريًا في مستويات السكر في الدم، ما يزيد مقاومة الأنسولين، ومِنْ ثَمّ مرض السكري لاحقًا.
اقرأ أيضًا:هل يمكن علاج السكر التراكمي نهائيا؟ طريقة بسيطة لخفضه
5. الحفاظ على الوزن
قد تُصعِّب السمنة قدرة الجسم على استخدام الأنسولين، ما يزيد مستويات السكر ي الدم، وهناك الكثير من الأدلة التي تربط السمنة بمقاومة الأنسولين مرض السكري من النوع الثاني، حسب موقع "healthline".
6. التمارين الرياضية
تُساعِد ممارسة التمارين الرياضية في التحكم في نسبة السكر في الدم عبر زيادة حساسية خلايا الجسم للأنسولين، كما تمتص خلايا العضلات سكر الدم مع التمارين، ما يُسهِم في خفض مستوياته في الدم، لذلك فإنّ ممارسة الرياضة كل يوم تُحافِظ على مستويات السكر لديك طبيعية.
8. المغنيسيوم
يُساعِد المغنيسيوم في الحفاظ على مستويات السكر في الدم وزيادة حساسية الأنسولين، وهو مُتوفِّر في بعض الأطعمة، مثل السبانخ واللوز والأفوكادو، والكاجو والفول السوداني، أو يمكن الحصول عليه عبر المكملات تحت إشراف الطبيب.
8. الكروم
الكروم أحد المعادن التي يحتاج إليها الجسم بكميةٍ قليلة، ويظنُّ العلماء أنّه يُعزِّز عمل الأنسولين، بما يمنع زيادة مستويات السكر في الدم، وقد أشارت دراسة صغيرة إلى دوره في خفض سكر الدم بنسبة 20% بعد الأكل، ومن مصادره الغذائية البروكلي وصفار البيض والطماطم والمكسرات البرازيلية، كما يتوفَّر في بعض المكملات مع استخدامها تحت إشراف الطبيب.