كم وظيفة تتوقع أن تستحوذ عليها الروبوتات في 2030؟ هذه أبرز القطاعات
يبدو أن العالم بات مقبلا على "ثورة روبوتات"، تزامنا مع القرن الحادي والعشرين، حيث أصبحت تلك الأجهزة الآلية تنتشر في شتى القطاعات الصناعية والخدمية والإدارية والأهم من ذلك أنه سيؤثر بشكل لا رجعة فيه على جميع حياتنا وحياة الأجيال القادمة.
ومع التوسع الكبير في استخدامها وكفاءتها العالية في إنجاز العديد من المهام التي كانت حكرا على البشر، ومن بينها مهام معقدة نسبيا لم نكن لنتخيل أن ينجزها غير الإنسان، مثل صرف الوصفات الطبية (الصيدلة)، والمساعدة القانونية، وقيادة المركبات، وريادة الفضاء، وإدارة المخازن، ومجالسة الأطفال وغيرها الكثير يتوقع أن تستحوذ أجهزة الروبوت على حوالي 20 مليون وظيفة في أنحاء العالم بحلول عام 2030 .
كيف ستحل الروبوتات محل البشر؟
وفي هذا السياق سلطت دراسات وتقارير كثيرة الضوء على التأثيرات التي ستحدثها التطورات التكنولوجية اللافتة من حولنا على أسواق الوظائف والعمل، وخصوصا الخدمية منها، وتلك التي لا تتطلب مهارات إبداعية أو اجتماعية.
ومن بين تلك الدراسات دراسة أجرتها المجموعة الاستشارية وتدعى (أكسفورد إيكونوميكس) وهي شركة خاصة تهتم بالبحوث والاستشارات ويوجد مقرها في بريطانيا، فإن الروبوتات أخذت تنتقل من المصانع إلى قطاع الخدمات، مما سيصعب على العمال ذوي المهارات المحدودة العثور على وظائف في أي مكان آخر.
وأوضحت الدراسة أن زيادة الاعتماد على التشغيل الآلي، أو الأتمتة ستعزز الإنتاج والنمو الاقتصادي، ويخلق وظائف كثيرة بالقدر نفسه الذي يقضي به على أخرى، لاسيما بعدما استولت أجهزة الروبوت بالفعل على ملايين الوظائف في مجال التصنيع، وأخذت تتمدد إلى قطاع الخدمات.
وتوقعت الدراسة زيادة الاعتماد على الروبوتات في قطاعات التجزئة، والرعاية الصحية، والضيافة، والنقل، والتعمير والزراعة، مطالبة الحكومات بالاستعداد لحدوث اضطراب اجتماعي بسبب الأتمتة، ويصفون ذلك بأنه تحدي العقد القادم.
بعد انخفاض ثرواتهم إلى 191.3 مليار فقط.. قائمة أثرياء الشرق الأوسط 2019
الروبوتات.. أكثر مهارة وأقل تكاليف
وأصبحت الروبوتات تثير المخاوف فهي أكثر تطوراً ومهارة في أداء المهام المعقدة فضلا عن تقليصها تكاليف العمالة، إضافة إلى زيادة القدرة التنافسية من خلال تعزيز الكفاءة الإنتاجية وفعاليتها، وتقليص الأخطاء الناجمة عن الأخطاء البشرية أو عدم استقرار الموظفين.
وشهد عدد الروبوتات الصناعية ارتفاعا منذ عام 2013م، حيث كان هناك 1.2 مليون روبوت في المصانع والمستودعات. وارتفع العدد الإجمالي إلى 1.5 مليون في عام 2014م، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 1.9 مليون العام المقبل.
800 مليون وظيفة تهدد الروبوتات وجودها
وفي تقرير آخر نشرته سابقا وكالة بلومبرغ، يرتفع عدد تلك الوظائف المهددة بفعل الروبوتات إلى 800 مليون، وفق ما حلله خبيران اقتصاديان، هما زياد داود وسكوت جونسون، نشرت الوكالة الأميركية دراستهما.
فهناك ما يصل إلى 800 مليون شخص، يواجهون خطر فقدان وظائفهم بسبب الروبوتات، وستكون دول مثل التشيك وسلوفاكيا واليابان، الأكثر عرضة لتلك المخاطر.
اقرأ أيضا: ماذا سيحدث إذا استعرضت الروبوتات سيرتك الذاتية؟
السبب في ذلك، أن تلك الدول تحديدا لديها شريحة كبيرة من القوى العاملة، التي تقوم بمهام بسيطة وروتينية، بينما تلك المهام من السهل استبدالها بالروبوتات.
إذ أن مخاطر زيادة التفاوت في دخل الأشخاص بالمجتمعات، يأتي نتيجة طردية مع التوسع في إحلال الروبوتات محل البشر في المهام والوظائف، فخطر الأخيرة يمتد إلى استبدال البشر في غالبية الوظائف، حتى «المتدنية» منها.