قمة مكة .. تفاصيل استضافة المملكة للقمة الإسلامية بدورتها العادية
تختلف القمة الإسلامية الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي في دورتها العادية يوم الجمعة 31 مايو، عن باقى القمم التي شهدها العالم الإسلامي، حيث تشهد القمة التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، في مدينة مكة المكرمة، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حضورًا تاريخيًا لافتًا للأنظار بين القمم التي شهدتها المنظمة على مدى تاريخها، حيث تم تأسيسها في 1996م من أجل مناقشة القضية الفلسطينية.
برنامج خدمة ضيوف الرحمن.. دشنه خادم الحرمين والرؤية حاضرة (فيديو)
يأتي عقد القمة الإسلامية بدورتها العادية، بعد دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وذلك من أجل بحث الاعتداءات الإرهابية على الخليج، ممثلة في مهاجمة سفن قبالة ساحل الفجيرة الإماراتي، ومحطتي نفط تابعتين لشركة أرامكو في منطقة المدينة بالسعودية، وتحظى القمة في دورتها الحالية بدعم كبير كون المملكة دولة المقر للمنظمة، ونظراً لما تواجهه الأمة الإسلامية من أحداث ومشكلات تتطلب صياغة التعامل مع القضايا بما ينبغي.
تاريخ القمة الإسلامية:
تاريخ طويل مرت به القمم الإسلامية، وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، فإن قمم منظمة التعاون الإسلامي مرت بفصول وأحداث وأزمات متلاحقة، أبرزها قضية فلسطين التي تم تأسيس المنظمة من أجلها ، وكان إعلان مؤتمر القمة الإسلامي الأول بالرباط في المملكة المغربية في 25 سبتمبر 1969 بحضور ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية بصفتهم مراقبين، دليلاً واضحاً على تمسك المسلمين بقضيتهم التاريخية في كل محفل.
وصدر عن المؤتمر البيان الختامي وقتها، جاء فيه بأن رؤساء الدول والحكومات والممثلين بعد أن بحثوا العمل الإجرامي المتمثل في إحراق المسجد الأقصى والحالة في الشرق الأوسط يعلنون ما يلي: إن الحادث المؤلم الذي وقع يوم 21 أغسطس 1969 م، والذي سبب الحريق فيه أضرارا فادحة للمسجد الأقصى الشريف قد أثار أعمق القلق في قلوب أكثر من ستمائة مليون من المسلمين في أنحاء العالم.
انفوجراف| تغطية إعلامية غير مسبوقة والشوارع تتزين.. مكة تستعد لاستضافة ثلاث قمم
وفي القمة الثانية التي عُقدت في مدينة لاهـور بجمهورية باكستان الإسلامية في الفترة من 22-24 فبراير 1974 م، جاء في إعلانها تسجيل التقدير والاعتزاز بالتضحيات البطولية التي قدمها الشعب الفلسطيني ودول المواجهة العربية التي تجابه المعتدي الصهيوني.
إعلان مكة
شهدت مكة المكرمة استضافة مؤتمر القمة الإسلامي الثالث في الفترة من 25-28 يناير 1981م، حيث قال البيان الصادر عن إعلان مكة في نصه: نجتمع في رحاب هذا البلد الحرام وفي كنف الكعبة المشرفة، مهبط الوحي وقبلة المسلمين، عند مطلع القرن الهجري الجديد في لقاء نعده حدثاً جليلا في تاريخ الأمة الإسلامية، ونتخذ منه منطلقا حاسما لنهضة إسلامية شاملة تستدعي من المسلمين كافة وقفة حازمة يراجعون فيها رصيدهم الماضي وواقعهم الحاضر، ويتطلعون بالإرادة الوطيدة إلى مستقبل أفضل في ظلال سياسة التضامن الإسلامي فتعود لصفوفهم وحدتها ولحياتهم رقيها وازدهارها ولمنزلتهم في المجتمع الإنساني شرفها ليؤدوا دورهم في الحضارة الإنسانية.
وشدد إعلان مكة على أن انتماء المسلمين الصادق إلى الإسلام والتزامهم الحق بمبادئه وقيمه منهجاً للحياة هو درعهم الواقي من الأخطار المحدقة بهم، وسبيلهم الأمثل إلى تحقيق المنعة والعزة والازدهار ، وطريقهم القويم لبناء المستقبل وضمانتهم التي تحفظ للأمة أصالتها وتصونه.
قمة الدار البيضاء:
عقد مؤتمر القمة الإسلامي الرابع بمدينة الدار البيضاء في المملكة المغربية في الفترة من 16 إلى 19 يناير 1984م، وافتتح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- كونه رئيس مؤتمر القمة الثالث بخطاب تناول فيه ما تحقق من أعمال خلال السنوات الماضية الثلاث وهدفت إلى تدعيم العمل الإسلامي المشترك انطلاقاً من بلاغ مكة التاريخي.
خادم الحرمين الشريفين: المملكة واجهت التطرف والعنف بالفكر والعزم والحسم
قمة الكويت:
واستضافت الكويت مؤتمر القمة الإسلامي الخامس في الفترة 26- 29 يناير1987م، واعتمد مؤتمر القمة قرارا بشأن قضية فلسطين والشرق الأوسط، يؤكد أن فلسطين هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، وأن السلام العادل والشامل في المنطقة لا يمكن أن يقوم إلا على أساس انسحاب العدو الصهيوني الكامل وغير المشروط من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، واستعادة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني بما فيها حقه في العودة وتقرير المصير، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة فوق ترابه الوطني.
قمة داكار:
كما شهدت العاصمة السنغالية داكار، استضافة مؤتمر القمة الإسلامية السادس تحت عنوان "دورة القدس الشريف والوئام والوحدة" في 9 ديسمبر 1991م ، حيث أكد المؤتمر أن القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين الأولى ، وهي جوهر النزاع العربي - الإسرائيلي.
قمة الدار البيضاء الثانية:
وفي 15 ديسمبر 1994م استضافت مدينة الدار البيضاء مؤتمر القمة الإسلامي السابع، وهي القمة التي توافق مرور خمس وعشرين سنة على قيام منظمة المؤتمر الإسلامي بعد انعقاد أول مؤتمر قمة إسلامي على أرض المملكة المغربية سنة 1969م، وجاء في بيانها الختامي أنها رحبت بالدعوة انطلاقا من الالتزام بالعقيدة الإسلامية نصاً وروحاً، والاقتناع الراسخ بما يحض عليه الإسلام في دعوته وتعاليمه من خير للبشرية، وتأكيدا للعزم الصادق على الوفاء بميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي وتعزيز التضامن بين الدول الأعضاء فيها، وإدراكاً لأهمية ما يجري من تحولات عالمية تقتضي ضرورة تكيف أمتنا مع هذه التحولات مع الحفاظ على خاصيتها الثقافية والحضارية.
قمة طهران:
وفي الدورة الثامنة لمؤتمر القمة الإسلامية واستضافتها العاصمة الإيرانية طهران أكد المؤتمر أن قضية فلسطين والقدس الشريف هي قضية المسلمين الأولى، وأعرب عن تضامنه الكامل مع منظمة التحرير الفلسطينية في نضالها العادل من أجل تحقيق الحقوق الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني بما فيها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على أرض وطنه وعاصمتها القدس الشريف.
مستقبل السعودية الجديد يتشكل.. إليك تطورات مشروع نيوم في 2019
قمة قطر:
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية السعودية، فإن دولة قطر كانت قد استضافت مؤتمر القمة التاسع تحت عنوان دورة السلام والتنمية في نوفمبر 2000م.
قمة بوترا جايا:
القمة الإسلامية بدورتها العاشرة العادية، انتقلت إلى بوترا جايا في ماليزيا، وكانت تحت عنوان: «دورة المعرفة والأخلاق من أجل تقدم الأمة»، وذلك في الفترة من 16 – 17 أكتوبر 2003م، ووقتها أثمر بيانها الختامي عن ضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وضرورة تطبيق جميع القرارات الدولية المتعلقة بقضية فلسطين وقضية الشرق الأوسط.
قمة داكار الثانية:
بينما أقيمت الدورة الحادية عشرة للمؤتمر في داكار بجمهورية السنغال للمرة الثانية في 2008م ، تلتها قمة القاهرة في جمهورية مصر العربية بالنسخة الثانية عشرة ، وجرى فيها استعراض الأوضاع في المجالات السیاسیة والاقتصادية والاجتماعية لتحلیل الآثار المترتبة عن ذلك على الأمة الإسلامية تحت شعار "العالم الإسلامي : تحديات جدیدة وفرص متنامیة".
قمة إسطنبول:
وفي القمة الثالثة عشرة التي استضافتها مدينة إسطنبول التركية في 2016 شدد المجتمعون على الالتزام بالمبادئ وتعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء وعدم التدخل في شؤونها.