الأمر خطير جدا.. لا تعمل في وظيفة تكرهها
عندما يتعلق الأمر بحياتك المهنية فلا يوجد أسوأ من وظيفة تكرهها، حرفياً. وفقاً لدراسة أجرتها جامعة مانشستر، فإن العمل في وظيفة تكرهها أسوأ على صحتك العقلية من كونك عاطلاً عن العمل.
وربما يصعب تصديق هذا الأمر، ولكنك سوف تتأكد منه تماماً عندما تعمل مع زملاء عدائين ومديرين سلبيين عدوانيين والعمل على تنفيذ مهام ذهنية مُرهقة وليست مُجدية.
بالإضافة إلى أننا نقضي حوالي 40 ساعة أو ربما أكثر في محل عملنا، وهي فترة طويلة للغاية وبالتأكيد تؤثر علينا سلباً.
حالتك النفسية
سواء كنت تعاني من مشكلة صحية عقلية أم لا، فإن قضاء فترة طويلة في العمل الذي تكرهه له عواقب وخيمة على حالتك النفسية وصحتك العقلية، لاسيما عندما تشعر بأنك مُضطر للبقاء أو أنك مُجبر على القيام بمهام تكرهها.
وكشفت أبحاث اُجريت مؤخراً أن الموظفين الذين يبقون في أعمالهم لأنهم ملتزمون بالإنفاق على عائلاتهم أو مضطرون لسداد ديونهم، أو لا يجدون فرص عمل أخرى يكونون أكثر عرضة للإرهاق والضغط العصبي والذهني والتوتر.
وربما تتفاقم الأمور مع مرور الوقت وتصل إلى حد القلق والاكتئاب.
وتصبح الأمور أكثر سوءاً عندما تكون تعاني بالفعل من مشكلة صحية عقلية.
قالت سارة شويتز، الطبيبة النفسية في لوس أنجلوس: إنك إذا كنت تشعر بالبؤس واليأس الشديدين في العمل فإن الأمر سوف يؤثر على صحتك العقلية دون أدنى شك.
متى تتأكد من كرهك لوظيفتك؟
الجميع يشعرون بأنهم يكرهون عملهم بين الفينة والأخرى، كل المهن والوظائف في جميع المجالات والقطاعات والصناعات بها أوقات صعبة والكثير من المشاكل.
ولكن ماذا لو بدأنا نشعر بأننا لا نريد مغادرة منازلنا في الصباح الباكر، لا نريد حتى النهوض من على فراشنا، وأصبحنا نشعر بالتوتر الشديد بعد انتهاء إجازة نهاية الأسبوع.
في هذه الحالة فإننا نكره عملنا حقاً، وعلينا التفكير جديّا في مغادرته.
هناك العديد من العلامات الأخرى التي تؤكد أنه علينا ترك وظائفنا، مثل الرغبة الشديدة في الانتقام من مديرنا في العمل، أو أن تظل تراودنا أحلام يقظة، وتنخفض مُعدّل انتاجاتنا.
من الإجهاد إلى الاكتئاب
الإجهاد الذي تشعر به بسبب الضغط الذي تعاني به في عملك، قد ينمو ويزداد ويتحول لغضب وإحباط، التقلبات المزاجية التي تصيبك بسبب شعورك بالإحباط في العمل وكرهك الشديد للمكان الذي تعمل به، واضطرارك إلى كتمان هذه المشاعر السلبية بداخلك من الممكن أن يقودك إلى الجنون.
في بعض الأحيان، يكون العمل هو المكان الوحيد الذي نستطيع أن ننفّس فيه عن غضبنا ونُخرج فيه مشاعرنا السلبية الناتجة عن شجارنا مع أحد أفراد عائلتنا، أو خلافنا مع أصدقائنا.
الأعراض الجسدية
أثبتت الكثير من الأبحاث والدراسات أن شعورنا بالضغط والإرهاق في العمل، يتحول في الكثير من الأحيان من الإجهاد العاطفي إلى إجهاد بدني، وشعورك بالكثير من الآلام البدنية مثل وجع الظهر والألم في المعدة.
كما أن اضطرارك إلى العمل في مكان تكرهه قد يؤدي إلى إضعاف أجهزة جسمك مثل الجهاز العصبي، والجهاز الهضمي، ويؤثر كثيراً على مناعتك، كما أنك تصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
علاوة على ذلك فإنك تفقد تركيزك وتشعر بأنك مُستنزف طوال الوقت، ما قد يؤدي إلى ارتكاب المزيد من الأخطاء في العمل، وربما تشتت الانتباه ما يجعلك أكثر عرضة للحوادث.
المضاعفات الاجتماعية
عندما تجد أن عملك يؤثر سلباً على حياتك الشخصية، لأنك سوف تصبح أكثر توتراً وغير قادر على ضبط مشاعرك وانفعالاتك، وهو ما يؤثر بدوره على علاقتك بالآخرين.
ربما تكون أكثر فظاظة وعصبية وتتحدث مع الآخرين بطريقة سيئة نوعاً ما.
كما أن المشاعر السلبية التي تسيطر عليك سوف تجعلك تميل إلى الانعزال والرغبة في البقاء بمفردك لفترات طويلة.
ولهذا ستعتذر عن الكثير من الأنشطة التي كان من المقرر أن تشارك أصدقاءك وأفراد عائلتك، ما يجعلك أكثر عزلة وينمو بداخلك الاحساس بالغربة.
اتخذ قراراً
رغم محاولاتك المستميتة لإخفاء مشاعرك السلبية، إلا أن مديرك وزملاءك في العمل سوف يلاحظون فقدانك للشغف وانخفاض مُعدّل انتاجيتك.
لذلك عليك أن تفكر في الحلول والبدائل المتاحة قبل تدهور الأمور وتفاقم الأوضاع.
يوجد أربع طرق أساسية للتعامل مع هذه الأزمة:
- أن تتعايش مع ما يحدث معك،
- أو ربما لن تجد مفراً من التحدث مع مديرك في العمل وأن تسأله عما إذا كان هناك أي وسيلة لتحسين الظروف،
- أو تحدث مع شخص آخر من أجل العثور على بعض الحلول للمشكلة،
- ولكن إذا كان الوضع ميئوساً منه للغاية فما عليك إلا المغادرة، حتى لا تؤذي نفسك أكثر من ذلك.