الدماغ أم الجسم.. أيهما يحدد قدرتنا على التحمل؟
تختلف قدرة التحمل أثناء ممارسة الرياضة بين الناس، ووجد الكثير من الرياضيين أن الحالة الذهنية للرياضي والاستراتيجيات المعرفية للدماغ البشري تؤثر على قدرة التحمل لديه. وكان تيم نويس، أحد الباحثين البارزين في مجال القدرة على التحمل، وأحد أوائل وأبرز الأصوات التي رفضت النظرة الكلاسيكية الواسعة الانتشار المتمثلة في أن أداء التمارين الرياضية محدود بالعوامل الكيميائية في العضلات.
ولقد رفض نويس وجهة النظر الكلاسيكية حول قدرة التحمل لدى الرياضيين، واقترح بدلاً من ذلك أن مركزاً داخل الدماغ ينظم بنشاط توظيف أعداد مناسبة من ألياف العضلات لضمان اكتمال التمرين بأمان. ووفقاً لهذا التحكم المركزي فإن إدارة عدد الوحدات الحركية المنشّطة يضمن الحفاظ على التوازن بغض النظر عن شدة التمرين أو مدته.
ويتم إنشاء إدراك التعب من قبل الدماغ لضمان عدم الراحة المتزايدة مما يؤدي إلى توقف ممارسة الرياضة قبل فشل التوازن. فعلى سبيل المثال، نجد أن عنصرا لا شعوري من عقل الرياضي خلال السباق يقوم بتحديد السرعة لضمان وصول المتسابق إلى خط النهاية مع الحفاظ على توازنه الفيزيولوجي.
إن استراتيجية السرعة للرياضي هي نتيجة المقارنة بين الأحاسيس الفعلية للإجهاد أو تصنيف الجهد المبذول والمستوى المتوقع للإجهاد. ويوفر الجهد المبذول الذي بدأ في وقت مبكر أثناء التمرين، كجزء من آلية التحكم في التغذية، الصلة بين فيزيولوجيا الرياضي (التي تتأثر بالتدريبات) والسلوكيات اللاحقة للحفاظ على التوازن.
وفي الآونة الأخيرة، اقترح صموئيل ماركورا النموذج النفسي لتحدي النموذج الكلاسيكي الحالي، وهو أن طول التمرينات الرياضية محدود بسبب التعب العضلي. واقترح الدمج بين علم النفس وعلم وظائف الأعضاء من خلال اقتراح الإرهاق وفك الارتباط عن ممارسة الرياضة نتيجة:
- تصور الرياضيين للجهد يتجاوز الحد الأقصى للجهد الذي هم على استعداد لبذله.
- التعب العقلي الناتج عن تصور الجهد والذي يؤثر على آليات القلب والأوعية الدموية والعضلات، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض السرعة التي حددها الرياضي أثناء تمارين التحمل.
وبالنتيجة، يحاول كل من نموذج التحكم المركزي ونموذج السيكولوجي شرح أداء التحمل من خلال الجمع بين وفهم العوامل النفسية والفيزيولوجية. ويتلخص الاستنتاج المنطقي والنهائي والمنهجي للنموذج النفسي هو أن التدريب أثناء التعب الذهني قد يؤثر بشكل إيجابي على أداء يوم السباق. وسواء كانت القدرة على التحمل محدودة بوعي أو بغير وعي، فلا شك أن العقل يتمتع بدرجة كبيرة من التحكم في الجسم ولكن قد يكون من الصعب تجاوزه.