كيف نجت "بيست باي" من المصير القاتم وأصبحت ندًا قوياً لشركة أمازون؟
نافست سلسلة متاجر "بيست باي" وهي شركة تجزئة أمريكية متعددة الجنسيات، مؤخرا بقوة موقع "أمازون" بعد النجاح الكبير الذي حققته بفضل خفض تكاليفها، وأسعارها الأرخص، لاسيما بعد توسع أنشطتها وتركيزها على مبيعات الإلكترونيات الاستهلاكية والاتجاه نحو الاستحواذ على شركات تجارة إلكترونية شهيرة مثل «جيت» و«بونوبوس».
ومن المعروف أن"بيست باي" أسسها رجل الأعمال ريتشارد شولز مع شريكه التجاري غاري سمولياك في عام 1966 وهي تتخذ من مدينة ريتشفيلد فيمنيابولس بولاية مينيسوتا مقراً لها. وهي تعمل الشركة في جميع أنحاء العالم.
وعلى رغم نمو سلسلة متاجر "بيست باي" وتوسعها لكنها كغيرها من متاجر التجزئة الأخرى، شهدت العديد من التحديات التي استنزفت السيولة المالية لديها، بشكل وضعها على درب الموت البطيء لكن سرعان ما تغيرت الأحوال، واليوم ازدهرت أعمال شركة تجزئة الإلكترونيات الاستهلاكية، وتحسن أداء السهم والمبيعات (سجلت 14.8 مليار دولار في الربع الرابع مقارنة بتوقعات أشارت إلى 14.7 مليار دولار).
ويعود الفضل في تحسن أداء السهم والمبيعات إلى الإجراءات التي التي قامت بها "بيست باي" للبقاء على قيد الحياة وتجنب الوقوع ضحية الضغوط التي يتعرض لها قطاع البيع بالتجزئة ومن هذه الاجراءات تركيزها على الموظفين حيث انها استعانت بفريق يحب العمل ويشعر بالانتماء، بغرض إنجاح محاولات البقاء على قيد الحياة.
إمبراطورية ليغو التي رسمت الفرح على وجوه ملايين الأطفال حول العالم
فبعد استقالة الرئيس السابق للشركة تولى المهمة هيوبرت جولي الذي عمل لأكثر من عقد في شركة الاستشارات «ماكينزي آند كامبني»، والبالغ من العمر 58 عاماً، فعمل على ضمان البقاء والاستمرار في عصر «أمازون» فقام بإصلاح الأنظمة المعطلة، وأعاد برنامج الخصومات للعاملين، والاستثمار بكثافة في تدريب الموظفين العاديين، أيضا قام بعقد صفقات مع شركات إلكترونيات كبرى مثل "آبل" و"سامسونج" لعرض منتجاتها بالصالات التابعة لمتاجره "بيست باي" لتضمن عرض جميع منتجاتها داخل نطاق محدد يحمل علامتها التجارية، ما يعد مصدرًا جديدًا لتدفق الإيرادات.
ليس ذلك وحسب بل إن جولي أدرك أيضاً أنه إذا أرادت شركة «بيست باي» منافسة «أمازون»، التي تنفق المليارات على وضع أنظمة تسليم سريعة، وتخطط لاستخدام الطائرات التي تعمل من دون طيار حتى تصبح أكثر كفاءة، فعلى الشركة التطور والتفوق في الأشياء التي لا يستطيع الإنسان الآلي القيام بها وتحديداً خدمة العملاء لذا وضع ميزة واحدة تحلت بها "بيست باي" على "أمازون" وغيرها من تجار التجزئة عبر الإنترنت، وهي القدرة على التواصل مع العملاء. ولهذا الغرض أسس شركة "جيك سكواد"، والتي تضم مجموعة من خبراء التكنولوجيا التي تقدم خدمات دعم للعملاء، وتحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة.
كما أسس "جولي" برنامج "إن هوم أدفيزورز" والذي يتم من خلاله إرسال خبراء بشؤون الخصوصية إلى منازل العملاء لتقديم المشورة ومساعدتهم في تحديد ما ينبغي شراؤه وما إذا كان عليهم الشراء من الأساس أم لا مما ساهم في بناء علاقات وطيدة وطويلة الأمد مع العملاء.
كذلك استخدم جولي المشرط الجراحي في «بيست باي» بأكبر قدر ممكن من الهدوء، فقد انتظر حتى تنقضي فترة إيجار المتاجر التي لا تحقق أرباحاً تدريجياً، ودعم الأفرع الموجودة في الخارج. كذلك تخلص من طبقة من الصف الوسيط من المديرين عام 2014. وعاد للاستعانة بـ400 عامل من فريق الخبراء داخل الشركة وهو ما ساهم في استمرار ازدهار وضع «بيست باي» على نحو غير متوقع. وفاقت العائدات توقعات «وول ستريت» خلال الأرباع الستة من آخر سبعة أرباع. وارتفع سعر سهم الشركة بمقدار يزيد على 50 في المائة خلال العام الماضي. والان يشعر العاملون فيها بالرضا، لاسيما بعدما نجت من المصير القاتم لمتاجر التجزئة الأخرى.