كيف تشارك أفكارك الرائعة دون أن تبدو مدعيا؟
عندما تعرف ما الذي تقوم به بالضبط فإن ذلك يمنحك شعوراً رائعاً، فأنت تملك الثقة بالنفس و الكثير من الافكار الرائعة وما يكفي من المحفزات من أجل مواجهة كل العقبات والعراقيل التي قد تواجهك. ولكن.. ودائماً تبرز الـ «ولكن» في كل صورة مشرقة، زملاء العمل باتوا يتجنبونك مؤخراً وأي مشروع يمكنهم العمل عليه من دونك فهم يقومون بذلك من دون تردد وأنت متأكد تماماً بأن تعابير وجوههم تتبدل خلال حديثك معهم أو حديثك مع شخص اخر. فما الذي يحدث هنا؟
ما حدث هنا هو أنك أصبحت الشخص الذي يدعي أنه يعرف كل شيء أو الذي يخيل للاخرين بانه يدعي بأنه يعرف كل شيء وعليه أنت غير محبوب. المشكلة مع «الإدعاء» في مكان العمل هو أنه يترافق مع النجاح ومع معرفة ما لا يعرفه الاخر.. قد تكون مدعياً وقد لا تكون ولكن واقع أنك تعرف ما لا يعرفونه وغالباً ما تملك الإجابات والحلول تجعلهم يصلون الى إستنتاج بأنك مدع وبالتالي هم لا يحبونك.
بطبيعة الحال ليس المطلوب منك هنا عدم الحديث عن أفكارك ولا مشاركة المعرفة التي تملكها وإنما الحذر والانتباه للطريقة التي تقوم بالتعبير عنها أو مشاركتها. فكيف تتحدث عن افكارك الرائعة في الاجتماعات من دون أن تبدو مدعياً؟
لا تكن أول من يتحدث في الاجتماعات.. كن صبوراً
لا تكن أول من يتحدث عن افكاره في الاجتماعات، فهذه الافكار وخصوصاً وإن كانت مبدعة ولها قيمتها، تؤثر وبشكل سلبي على قدرة الزملاء على المشاركة وعلى الحديث عن افكارهم. نعم هم يمكنهم البناء على ما قلته أو إضافة أمور جديدة الى ما قمت بطرحه ولكن الامر كله يتمحور حول فكرتك وبالتالي رسالتك لهم هي انك لا تكترث لافكارهم وبالتالي كان عليك طرح فكرتك أولاً. أنت تعرف ان افكارك مبدعة وعليه حين تطرح ويوافق عليها الجميع فلا داع لسماع افكار الاخرين وبالتالي انت سرقت كل الاضواء وكل الفرص من غيرك.ولكن حين تسمح لهم بالحديث أولاً فأنت تقوم بمنحهم الفرصة لتقديم ما يريدون تقديمه. فالمبادرة هذه تظهر بأنك تظن بانهم يملكون افكاراَ تستحق الإستماع اليها.
المقاربة هذه تحمل مخاطر من نوع ما قد لا تعجبك، فمثلاً شخص اخر قد يملك الفكرة نفسها التي خرجت بها وبالتالي انت سمحت له بعرضها أولاً وبالتالي سيحصل هو على كل التقدير. ولكن هذا امر جيد.. لانك تصلح الخلل الذي وقع وتزيل الانطباع الذي تركته والذي هو بأنك لا تكترث لرأي أي شخص اخر سوى رأيك.
كن منفتحاً على الأسئلة
أحياناً عليك أن تكون أول من يتحدث خصوصاً إن كنت تقود مناقشة حول أمر ما. ولكن هناك طرق مختلفة لعرض الأفكار وطرحها للنقاش وطلب رأي الآخرين. الطريقة الأولى هي مشاركة الفكرة ثم متابعتها بـ « ألا يمكننا جميعنا الإتفاق بأنها أفضل إستراتيجية ممكنة؟».. نعم إنه سؤال ولكنه سؤال بإجابة واحدة وهي «نعم».
الخيار الثاني هو تشجيع الزملاء على مراجعة عملك والتدقيق به من خلال سؤال بسيط « أود معرفة أفكاركم حول ما طرحته، هل تجدون أي مجالات يمكن تحسينها؟».
كن عضواً فعلياً في الفريق
الواقع هو أن الزملاء لا يعتبرونك مدعياً فقط لأنك تملك الكثير من الأفكار الجيدة ولكن لأنك أحياناً تسمح لهذا الواقع بأن يجعلك متعجرفاً.
يحق لك أن تكون طموحاً، وفي الواقع الطموح مطلوب ومطلوب منك أيضاً أن تدفع نفسك حتى حدودها القصوى من أجل المساهمة قدر الإمكان بأفكار لها قيمتها ولكن هذا الواقع لا يجب أن يكون عذراً كي تبرز على حساب الآخرين أو أن تجعلهم يشعرون بأنك النجم وهم فقط «إضافات» دورهم محصور بدعمك لا أكثر.
في كل مرة تجد نفسك تحاول إيجاد نقاط الخلل في أفكار الآخرين حاول ان تقوم بالعكس وإبحث في الوقت عينه عن نقاط القوة. نحن لا نطلب منك عدم ذكر نقاط الخلل ولكن في كل مرة تذكر فيها نقاط الخلل عليك أن تتحدث عن نقاط القوة وتعلق عليها وتثني عليها.
لا تخف من «تقزيم» نفسك.. فهذا لن يحصل
قد يخيل إليك بأنك مظلوم في هذه المعادلة، فأنت تملك الكثير من الافكار الجيدة والتي أثبتت التجربة مراراً أنها نافعة وتعود بالفائدة على فريق العمل وعلى الشركة ككل. وأنت حالياً تتخوف من واقع أن قيامك بما ننصحك به قد يجعلك تقلل من قيمة نفسك ومن قيمة افكارك وبالتالي خسارة الفرص المتاحة. ما نطلبه منك هو عدم التراجع الى الظل أو إخفاء الافكار الرائعة التي تملكها، ففي حال كنت تشعر بأنه عليك الحديث أولاً كي تضمن بأن المشروع سيسر بهذا الإتجاه أو ذاك يمكنك القيام بذلك، ولكن ما عليك عدم فعله هو عدم القيام بذلك طوال الوقت. إختر الفرص بذكاء وإختر المناسبات التي تتسلم فيها زمام الامور.. حينها ستجد حولك فريق من الزملاء الذين يدعمونك كبديل عن الزملاء الذي يكرهونك في سرهم لانه يظنون بانك مدعٍ.
أفضل شاب أعمال في التكنولوجيا "ديفيد كارب".. ترك الاستشارات واتجه للتدوين
المصدر: ١