لهذا السبب تقاعد الملياردير بيل جروس بعد اعتلائه عرش السندات 4 عقود
بعد أكثر 4 عقود من اعتلائه عرش السندات في العالم تفاجأ مجتمع المال والأعمال العالمي منذ أيام عدة، بقرار غير متوقع للمستثمر والملياردير الأمريكي بيل جروس، الذي اشتهر بلقب "ملك السندات" بعدما قرر التقاعد تاركًا كرسي عرشه فارغًا بعد أن سطر لنفسه تاريخًا طويلًا يصعب على أحد تكراره مرة أخرى، كأبرز المستثمرين بالسندات في العالم.
وسطع جروس كنجم لامع وصريح في صناعة كان يهيمن عليها صناديق الاستثمار الأكثر هدوءًا وتأنيًا، بجانب شركات التأمين وصناديق المعاشات التقاعدية، إذ استطاع تحريك الأسواق بكلمات بسيطة جعلته يتصدر العناوين الإخبارية، وحتى الحكومات كانت تنتبه لنصائحه جيدًا.
وعرف جروس بتنبؤاته الصائبة والجريئة بشأن تحركات الأسواق، وشجاعته في الرهانات الكبيرة، التي استندت على قدرة فائقة على استقراء الأحداث بشكل دقيق، كما عرف بأنه أحد أفضل المستثمرين وأكثرهم حكمة، إلى جوار "جون بوجل" و"وارن بافيت" و"كارل إيكان".
ولد جروس في إبريل عام 1944 في ميدلتاون، أوهايو، لربة منزل وأب يعمل كمسؤول مبيعات بشركة للصلب، أكمل الفتى تعليمه، وتخرج في جامعة ديوك عام 1966 بعدما حصل على شهادة عليا في علم النفس بعدها خدم في القوات البحرية الأمريكية منذ 1966 وشارك في حرب فيتنام، ثم حصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال عام 1971.
بدأ "جروس" حياته بالعمل كمحلل استثمار لدى "باسيفيك ميتشوال لايف" في لوس أنجلوس منذ عام 1971 حتى عام 1976، ثم ترقى إلى نائب الرئيس لأعمال الدخل الثابت من الأوراق المالية حتى عام 1978.
وبدأ جروس رحلته في عالم الاستثمار، عندما شرع عام 1971 في تأسيس شركة "بيمكو"، وشهدت الفترة ما ببن 2009 حتى 2014 العديد من الإنجازات، حيث حقق مكاسب بنسبة 46% مقابل زيادة بنسبة 31% في مؤشر السندات.
وفي عام 1985، انفصلت "بيمكو" رسميًا عن "باسيفيك ميتشوال" وظلت تعمل كشركة قائمة بذاتها طوال 15 عامًا، وفي قرار مفاجئ وصادم، أعلن "جروس" رحيله عن شركة "بيمكو" عام 2014، وانضم عقب ذلك إلى "جانوس كابيتال جروب" وأشرف منذ ذلك الحين على إدارة صندوق عالمي للسندات.
وبعد عام من الرحيل، أقام دعوى قضائية ضد "بيمكو" طالب خلالها بمئات الملايين من الدولارات كتعويض لكن الطرفين توصلا إلى تسوية ودية، وبحسب "فوربس" حصل "جروس" على 81 مليون دولار آنذاك.
من التوابل وصولا للطاقة: ديروبهاي أمباني.. النظرة المستقبلية والإرادة التي لا تقهر
وبعد مسيرة طويلة من النجاح في إدارة السندات، ترك "جروس" مكانه، بعدما مجح في تكوين تقدر ثروة تقدر بنحو 1.5 مليار دولار، وهي ثروة بناها عبر المكافآت المرتفعة التي حصل عليها خلال تربعه على عرش الاستثمار في السندات لدى شركته القديمة.
وعن سبب تخليه عن عرش السندات يقول جروس: "لقد قمت بعمل رائع لأكثر من 40 عاماً في مسيرتي المهنية حيث حاولت في جميع الأوقات أن أضع اهتمامات العميل أولا في أثناء إعادة إدارة السندات النشطة".
يذكر أن جروس اشتهر بأعماله الخيرية، فتبرع بـ10 ملايين دولار لجامعة كاليفورنيا، لدعم الأبحاث الطبية المتعلقة بالخلايا الجذعية، كما باع مجموعة من الطوابع التي جمعها في طفولته مقابل 9.1 مليون دولار تبرع بها لمنظمة "أطباء بلا حدود"، علاوة على 8 ملايين دولار أخرى تبرع بها لبناء معرض للطوابع.