هل تعلم أن أكبر تهديد يواجه البشرية هو العقل؟.. إليك الأسباب
من بين السمات الأساسية التي تميز البشر عن غيرهم من باقي الكائنات الحية هي القدرة على التقدير المُعقد والمتقدم، هذه القدرات ساعدت الإنسان على ابتكار بعض الأشياء التي ساعدت على تغيير حياتنا وعالمنا.
ونظرًا لتعاظم تأثير الإنسان على المجتمع الذي يعمل فيه أطلق الباحثون والجيولوجيون مصطلح "عصر الأنثروبوسين" على العصر الصناعي، الذي بدأ منذ معرفة الإنسان للصناعة، ويقصد به زيادة تدخل وكبر دور الإنسان في طبيعة الأرض مع زيادة المصانع وزيادة نسب الانبعاثات الصادرة منها.
وعلى مدار الأعوام الماضية، ساعدت الابتكارات والاختراعات التي قام بها الانسان على تحسين الحياة بطرق عديدة، فبعد اختراع القراءة والكتابة تمكن الأفراد من إحداث طفرات تكنولوجية وكشفوا الكثير من الأسرار المتعلقة بالطبيعة والطب والعلوم.
وأحرز العلماء والباحثون، الذين يجرون أبحاثًا ودراسات عن العقل البشري للحد من المشاكل والتهديدات، التي قد يتسبب فيها على البشرية من تحقيق تقدمًا كبيرًا وملحوظًا، وتم استخدام الأبحاث المتعلقة بهذا الشأن وتطبيقاتها لتحقيق الصالح العام، وخدمة البشرية.
فيديو وصور: الموسيقار العالمي ياني يُحيي حفل تاريخي بمدينة العلا السعودية
سلاح ذو حدين
ولكن في الوقت نفسه، كانت هذه الاختراعات والابتكارات سلاحًا ذو حدين، لا سيما أنها خلقت العديد من المشاكل التي باتت تُهدد البشرية الآن. منذ عام 1950، شهد العالم ارتفاعا ملحوظا في التعداد السكاني ما ألحق الكثير من الاضرار بالموارد الطبيعية، ومع مرور الوقت تسبب النشاط الإنساني في تغير المناخ، وانتشار التلوث وحدوث اضطرابات اقتصادية واجتماعية، واستقطاب سياسي وانتشار معلومات مُضللة، ومعاناة الناس من عدم المساواة والصراع على السلطة.
كيف نعالج كل هذه المشاكل التي إذا أمعنا النظر في أسباب حدوثها سنجد أن العقل البشري كان السبب فيها كلها؟ وجدت الكثير من الأبحاث والدراسات وجود علاقة وثيقة بين التطور التكنولوجي والانفتاح الذي خلقه الانترنت والعقل البشري، وأظهرت نتيجة بعض الدراسات أن استخدام التكنولوجيا يؤدي إلى زيادة الانتباه والمبالغة في التفكير.
ومع ذلك إلا أن العولمة والتكنولوجيا الذين جعلوا البشر مترابطين بشكل لا يُمكن تصديقه، لم يؤدوا إلى تعزيز الروابط والأواصر ، كما أنهم لم يساعدوا في حل مشكلة الاستقطاب الاجتماعي، الذي لا يزال مُنتشرًا في ربوع وأنحاء العالم، كما أنهم زادوا من حالة الانقسام حول العديد من المشاكل السياسية والاجتماعية.
الكوارث الطبيعية
اختفت العديد من المعالم الطبيعية الأكثر روعة من العالم بسرعة كبيرة بفعل الإنسان، وعلى مدار عقود تسببت أنشطة البشر في مقتل الكائنات الطبيعية واختفاء سلالات من الحيوانات والنباتات.
أحرق الإنسان الغابات وحاول الاستيلاء على خيرات وثروات الطبيعة، واستغل الكنوز الطبيعية في الحصول على ثروات مادية، ومع ذلك فهو لم يتوقف عن البحث عن المزيد من الموارد التي تجعله يحصل على المزيد من المال.
تسبب نشاط الإنسان في إحداث خلل في النظام البيئي، ما أدى إلى تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، ما يهدد حياة الكثير من الكائنات الحية بالإضافة إلى خطر ذوبان القطب الجنوبي، واندلاع بعض البراكين والذي ربما يؤدي إلى حدوث كارثة طبيعية خطيرة.
حروب نووية
منذ بداية الخلق ويحرص الإنسان على تسليح نفسه وتأمين المجتمع الذي ينتمي إليه من الأعداء، لذا اخترع الأسلحة واستخدم الأدوات المتاحة لكي يُلحق الضرر بمن يعتقد أنه يؤذيه، ومع تطور الوقت تمكن الإنسان من استخدام المواد النووية وإعداد الأسلحة النووية والكيماوية، والتي من شأنها إلحاق ضررًا كبيرًا جدًا ليس بأعدائه وحسب، ولكن بأشخاص لم يقترفوا أي ذنب.
على مدار التاريخ، لم تستخدم الأسلحة النووية سوى مرتين فقط في الحرب، إذ جرى استخدامها في هيروشيما وناجازاكي في الحرب العالمية الثانية، ومنذ ذلك الوقت تعمل حكومات الدول الكبرى على عقد اتفاقات وتوقيع معاهدات لضمان عدم استخدام هذا النوع من الأسلحة، إلا أن هذا الشيء لا يمكن التأكد منه، بالنظر إلى استمرار عمل بعض الحكومات على امتلاك أسلحة نووية.
وفي حالة حدوث حرب نووية بين قوتين كبيرتين فمن المحتمل مقتل مئات الملايين من الأشخاص، وإلحاق أضرار جسيمة بالكوكب والطبيعة، ربما يُهدد الأمر الوجود البشري، لاسيما وأن المواد النووية سوف تقضي على الزراعة وتغير طبيعة وكيمياء الهواء وتؤذي الغلاف الجوي.
الأوبئة والأسلحة البيولوجية
الأوبئة الطبيعية قتلت أشخاصًا أكثر من الحروب، ومع ذلك تمكن الإنسان بفضل التقدم الطبي والتكنولوجي من التصدي إلى بعض الأوبئة الطبيعية وتحويلها إلى أمراض مُزمنة يمكن معالجتها، مثل مرض الزهري الذي تحول من كونه وباء قاتل إلى مرض مُنتشر جدًا في أوروبا.
ولكن مع الأسف، هناك بعض الأوبئة القاتلة التي صنعها الإنسان وليس الطبيعة، ففي بعض الأحيان لجأت حكومات إلى نشر هذه الأوبئة بهدف السيطرة على بعض الأشخاص، مثلما فعلت طائفة أوم شينريكيو التي حاولت التعجيل بنهاية البشرية من خلال استخدام أسلحة بيولوجية وغاز الأعصاب، لأنهم يعتقدون أن الأرض سوف تكون أفضل حالاً دون البشر.
الذكاء الاصطناعي
رغم تأكيد العلماء والمخترعين على أن الذكاء الاصطناعي سوف يُحسن الحياة على كوكب الأرض، وسوف يجعل الأمور أكثر سهولة، فإن الكثير من الأبحاث والدراسات التي اُجريت في السنوات الأخيرة قد أظهرت أن انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي ربما يكون له نتائج كارثية، ومخاطر كثيرة.
لا يوجد أي سبب يدفعنا إلى التصديق والاقتناع بأن الذكاء الشديد بمفرده سوف يجعل بعض الماكينات تتعامل مع الأمور وتتصرف بطريقة لطيفة ولبقة، لاسيما وأنه ثبت أن بعض الأنظمة الفائقة الذكاء لن تمثل للقواعد الأخلاقية أبدًا.