ماذا قالت «ذي إندبندنت» عن المبادرات السياحية السعودية ؟
الخطة طموحة للغاية وتسير في الإتجاه الصحيح، هكذا تحدثت صحيفة «ذي إندبندنت»، عن الخطة السياحية التي أعلنها سمو الأمير ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وذلك في إطار تنشيط قطاع السياحة في المملكة، من خلال المبادرة التي تهدف في الأساس إلى جذب الملايين من السياح بشكل سنوي، من أجل زيارة المواقع الأثرية في المملكة، لخدمة الخطة الأكبر وهي تنمية وتعزيز الاقتصاد الغير معتمد على النفط.
تعدد المواقع الأثرية في المملكة، هو أول من جذب انتباه الصحيفة البريطانية للحديث عنه، حيث أكدت أن هذه المواقع جديرة بالإعجاب في المملكة، خاصة بالذكر موقع الحجز الأثري، موضحة أن هذا المكان بالتحديد يشغل مساحة أكبر من بحيرة أونتاريو (وهي إحدي البحيرات العظمى الخمسة في أمريكا الشمالية)، ونقوشًا تم حفرها على مدار آلاف السنين على ضخور بلون العسل، وضخور حمراء مميزة.
واستكملت الصحيفة في تقريرها عن المنطقة السياحية: «الموقع مزيج من جمال الطبيعة وجمال البقايا الأثرية التي تتقفى أثر آلاف السنين من الاستيطان البشري والطرق التي كانت تسلكها قوافل التجار والحجاج. لكن رغم ذلك، لم يجد من يطأه كثير من الزوار خارج إطار مواطني المملكة، والآن يقول قادة المملكة السعودية إنهم قرروا السماح للزوار الأجانب بدخول الموقع».
لم تغفل الصحيفة البريطانية الحديث عن مدينة العلا الآثرية، التى تعتبر واحدة من أشهر الوجهات السياحية في المملكة، وذلك كونها ايضًا تستضيف العديد من الفعاليات الأشهر في المملكة، حيث قال التقرير عنها: «مراكز الجذب المقرر إنشاؤها حول المدينة هي حجر الأساس في الجهود المبذولة لجذب السياح الأجانب، بخلاف ملايين الحجاج الذين زاروا السعودية ومواقعها الأثرية والدينية خلال العام الماضي».
وتحدثت الصحيفة في تقريرها عن جهود تطوير مدينة العلا، واصفة أياها بأنها ركيزة المبادرة السياحية للمملكة، حيث أن المسؤولون السعوديون يأملون أن تكون هذه المدينة هي عامل الجذب الأول لمزيج متنوع من محبي السياحة الثقافية والسفر ايضًا، سواء من دول الخليج أو الغرب أو من السعوديين أنفسهم لتوسيع ثقافتهم المحلية عن المكان المليئ بالتراث.
المملكة تنجح في إطلاق القمر السعودي الأول للاتصالات.. كل ما تريد معرفته عن "SGS-1" (صور)
وحول أبرز مواقع المدينة الأثرية التاريخية، ذكر التقارير بعضها وهي مقابر النبطية والواقعة في منطقة مدائن صالح، والتي تشبه كثيرًا مدينة البتراء الأثرية في دولة الأردن، وتضم المنطقة قرابة الـ 130 مقبرة أثرية مع أعمدة شاهقة الأرتفاع مدعمة بنقوش محفورة على واجهتها، فيما تضم مقابر من العصر البرونزي، وهي معلومة لا يعلمها الكثير من الزوار هناك، مما يعطي فرصة أكبر للتفاعل مع المبادرة التي تذكر ميزات هذه المنطقة الأثرية.
وعن تفاصيل المبادرة السياحية الغير مسبوقة في المملكة، فإن الأمر محمد بن سلمان، كان قد انشأ لجنة من الأمراء للعمل على إنجاز الترتيبات اللازمة من أجل إنهاء العمل في المواقع حول المدينة، وذلك بغرض أن تكون جاهز لاستقبال الزوار خلال سنوات قليلة مقبلة، وضمن الخطة الطموحة هذه تم التخطيط لإنشاء المنتجعات السياحية، بالإضافة إلى تنفيذ برامج لتدريب أطقم الموظفين والسكان، من أجل التعامل مع السياح بالشكل اللائق.
هذا فيما سوف تجوب فرق من الأثريين والباحثين كافة المواقع الأثرية والتاريخية والبيئية هناك، والتى تمتد في الأساس على مساحة تسعة آلاف ميل مربع، لتغطية المنطقة بأكملها.
فيديو: أحدهم انتظر منة شلبي أمام منزلها يومان.. فنانون تعرضوا لمواقف مُحرجة بسبب معجبيهم
وفي تصريحات لعمر المدني، الرئيس التنفيذي لـ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وأبرز المروجين لها: «نحن متحمسون بالفعل بشأن التراث والطبيعة؛ لكن الهدف الأساسي هو التنوع الاقتصادي»، وتحدث المدني عن خطة الهيئة لتحويل المدينة إلى مركز لإنتاج البلح والزيوت النباتية، وذلك بعدما وفرت الحكومة منح دراسية لأكثر من 160 من الطلاب لدراسة السياحة وكيفية صناعة الضيافة، من أجل خلف المزيد من فرص العمل المحلية.
وبحسب ما يتم الإعلان عنه من أهداف المبادرات السياحية هذه، هو أن تسير الأمور في اتجاه رؤية 2030 بتنويع مداخل وإيرادات المملكة، والابتعاد عن عملية الاعتماد الكلي على النفط كمصدر للدخل، وجعل العوائد النفطية جزء من الإيرادات وليس إجمالها.
وفي تعليقها على المبادرة، قالت كريستن سميث، الباحثة في معهد دول الخليج العربي في واشنطن إن: «قطاع السياحة بالسعودية يملك فرصًا وإمكانات كبيرة؛ لأنه لايزال في قيد التطوير. السعوديون يتوقون لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن عوائد النفط، ولمزيد من التنمية الثقافية؛ لكن لاتزال هناك بعض التحديات التي يجب التغلب عليها أولًا من أجل جذب السياح الأجانب».
فيما تحدثت الصحيفة البريطانية، إلى الأنظمة الحديثة التى استحدثتها المملكة، والتى تختص بإصدار تأشيرات الدخول الإلكترونية التي تعمل في المملكة، وذلك بهدف تسهيل إجراءات دخول الأجانب، لكي يتمكن مئات الزوار الأجانب من حضور سباقات الدراجات، الفعاليات والحفلات الغنائية والموسيقية والتي تستضيفها وسوف تستضيفها المملكة.