هذه إبداعاته.. كيم جونز يحلق بـ«ديور» في سماء أسبوع الموضة في باريس
في العام ٢٠١٨، أعلنت دار الأزياء ديور، عن تعيين كيم جونز، كمديرها الإبداعي، خلفا لكريس فان آش، وذلك في إطار سعي ديور إلى ضخ دماء جديدة، خصوصاً أن جونز، وخلال عمله مع لوي فيتون، تمكن من إخراج الماركة من حالة الجمود التي كانت تعيشها، فخلال السنوات السبع مع فيتنون، دخل في شراكة ناجحة مع شركة سوبريم للملابس غير الرسمية.
المجموعة التي قدمت ضمن أسبوع موضة الرجال في باريس لخريف وشتاء ٢٠١٩ هي مجموعته الثانية مع ديور، وكل ما يتعلق بتلك المجموعة جعل ديور تهيمن على أسبوع الموضة وتتحول إلى حديث الساعة.
ماذا قدمت دور الأزياء في عالم الموضة الرجالية شتاء 2019 ؟ (صور)
البداية مع منصة عرض الأزياء
كل دار للأزياء تفكر ملياً بآلية العرض، وقد شهدنا خلال السنوات الماضية بعض الأفكار الخارجة عن المألوف، فكان يتم عرض الملابس في مكان عام أو في مرآب أو غيره، أو يتم تزيين المنصة بطرق غير مألوفة، وفي هذا العام، استبدلت ديور الممشى بحزام ناقل يشبه الأحزمة الناقلة في السوبرماركت، ولكنه بطبيعة الحال أجمل وأفخم وأكثر رقياً، فبدا العارضون أشبه بتماثيل، يقفون كما لو كانوا في صالون للموضة، وأظهرت الإضاءة التي انعكست ببراعة خرافية تفاصيل الملابس، فيما فسر البعض هذه المقاربة من زاوية أخرى وهي السخرية من الواقع القائم على استعراض أنفسنا كما لو كنا بضائع، ولكن، وبغض النظر عن السبب، فإن طريقة العرض كانت حديث الساعة.
الجمع بين أذواق جمهورين
٤٩ تصميما لمجموعة ديور للرجال لخريف وشتاء ٢٠١٩ قدمت لتمثل السهل الممتنع، وهو أمر متوقع من كيم جونز، فخلال سنواته السبع مع لوي فيتون، قدم الكثير من التصاميم المبدعة، ولكنه ظل مقيداً إلى حد ما بالصورة العامة للماركة وهويتها، ولكن مع ديور، التي يبدو أنها منحته هامشاً كبيراً من الحرية، فإن المصمم قدم مزيجا مميزا بين الهوت كوتور وبين نمط ملابس الشارع لتكون النتيجة ملابس عملية يمكن اعتمادها في الحياة اليومية.
نجاح كيم جونز بهذه المجموعة يرتبط بواقع مهم جدا، هو أنه تمكن من التوجه إلى جمهورين، الأول هو الذي يضع أهمية كبرى على التصاميم وعلى الموضة ويريد «الغرابة» المرتبطة بديور، وطبعاً الفخامة والأسعار المبالغ بها، والجمهور الذي يريد الملابس العملية التي يمكن اعتمادها في الحياة اليومية بأسعار لا تؤدي الى إفلاسهم، وهذا التوازن في الواقع كان دقيقاً للغاية بحيث نجده لم يفضل جمهوراً على الآخر بل جمع بينهما بدقة متناهية.
الإبداع في ذروته
اللغز الذي لطالما حير دور الأزياء هو الآلية التي يمكن من خلالها وضع بدلة أو ملابس رسمية ضمن إطار يحترم «تقاليد» مثل هذه النوعية من الملابس ولكنه في الوقت عينه يجذب جيل الشباب ويقنعه بأن هذا هو النمط المناسب له. كيم جونز حل هذا اللغز، وقام بالجمع بين بدلات يعتمدها رجال الأعمال وأهل السياسة، وبين ما هو عصري، وذلك في مجموعة ديور للرجال لخريف وشتاء ٢٠١٩. فالبدلة المميزة التي تجمع بين الأسس التقليدية وبين وشاح تمت خياطته في الجزء الداخلي من طية صدر السترة، والذي يلتف حول الجسد ثم ينسدل القماش الإضافي من الجهة الأخرى بانسيابية خرافية، ولكن بطبيعة الحال البدلات بشكلها التقليدي كانت حاضرة وموجودة، وعندما نقول تقليديا فنحن نقصد تقليديا مع لمسة جونز الخاصة.
الملابس الرياضية
الملابس الرياضية التي قدمت ضمن مجموعة ديور للرجال لخريف وشتاء ٢٠١٩ في أسبوع الموضة بباريس كانت مميزة وذلك لأنها مستوحاة من الثقافة الفرنسية، وبرز ضمن مجموعة الملابس الرياضية نمط الجيليه وأنماط ملابس الرجل العامل ولكنها كانت أنيقة ومميزة، وهذا النمط لا علاقة له «بالسترات الصفراء»، ولكن جونز قال إنه، وخلال جولاته العديدة في فرنسا ومعاينته للتماثيل المنتشرة في المنتزهات والمباني، لاحظ أن الغالبية الساحقة منها كانت «ترتدي» درعا، وهكذا وجدنا «نمط الدرع» يبرز من خلال اللمعان المعدني، وطبعات النمور على المعاطف الطويلة والتطريز على الكنزات.
ديور التقليدية والتعاون مع رايموند بتيبون
بطبيعة الحال، تملك ديور هويتها الخاصة، وهي طبعات النمر والحمار الوحشي، والتي أبرزها جونز بقالب أقل صخباً، فالتعاون مع رايموند بتيبون أسفر عن فن مميز بالفعل، من الكنزات التي استمدت الوحي من أرشيف، إلى الكنزات الصوفية الأقرب إلى لوحات فنية، وطبعاً الرؤية الخاصة للفنان للوحة الموناليزا والتي تم تطريزها يدوياً على الملابس والتي تطلبت ١٦٠٠ ساعة عمل.
الألوان والأحجام.. مختلفة تماماً
المفاجئ في مجموعة ديور للرجال لخريف وشتاء ٢٠١٩ هو الألوان. فجونز اعتمد على الألوان الهادئة الداكنة أحياناً والفاتحة في أحيان أخرى ولكنها كان بعيدة كل البعد عن الألوان الصاخبة والرسوم والأنماط التي عادة نجدها في الأقمشة «التكنيكل».
الأحجام تنوعت وإختفلت من الملابس الواسعة الى تلك المصممة بمقاس مثالي.
ولو تمعنا جيداً في مجموعة ديور للرجال لخريف وشتاء ٢٠١٩ سنجد بأن استخدام الألوان تم بذكاء بالغ، فمثلاً الألوان الداكنة والهادئة تم اعتمادها لقطع الملابس التي تعتبر ثابتة وأساسية في خزانة الرجل كالمعاطف والسترات والكنزات.. ولكن هذه الألوان تم إضفاء الحيوية اليها من النايلون التكنكال وذلك في دمج راق بين ما هو كلاسيكي وما هو معاصر.
الإكسسوارات
رأينا في مجموعة ديور للرجال لخريف وشتاء ٢٠١٩ نسخة معاصرة من طماق الكاحل والذي هو قطعة من القماش كانت معتمدة في القرن التاسع العاشر ويتم لفها حول الكاحل. بالإضافة إلى القفازات الجلدية الطويلة التي تصل لحدود مرفق اليد.
الحقائب الجلدية التي يتم لفها حول الصدر كانت حاضرة وبقوة ولكنها هذه المرة تم إضافة بعض اللمسات اليها والتي جعلتها أكثر ذكورية من التصاميم السابقة. الأحذية التي تمد تقديمها تدور في فلك البوتس مع غياب واضح لأحذية السنيكر. الأحذية البوتس المستوحاة من نمط الرجل العامل تم دمجها مع مختلف الطلات من الرسمية إلى الكاجوال إلى الرياضية أما اللون الأسود فهو الذي هيمن عليها.
في أول أسابيع موضة 2019.. إطلالات متنوعة خاصة بالرجل الأنيق والعصري