للنجاح وزيادة الإنتاجية.. كيف تطبق سياسة مرنة في شركتك؟
بعد أن شهدت إحدى شركات الصيدلة الكُبرى زيادة كبيرة في عدد موظفيها بنسبة تجاوزت 45% على مدار ثلاثة أعوام، وانتقال عددهم من 90 إلى 500 موظف، خاف المسؤولون من أن يؤدي ذلك النمو إلى التأثير عليها سلبًا، فيعجز الموظفون عن التأقلم على زيادة الأعداد، ولا يستطيع المديرون السيطرة على الأوضاع.
فتح ذلك النقاش حول مسألة اتباع الشركات سياسات للعمل بمرونة، فأصبحت بعض الشركات توفر امتيازات معينة للموظفين المهرة ذوي القدرات الكبيرة الذين تريد جذبهم والحفاظ عليهم، تسمح لهم بالمرونة في كيفية ومكان العمل.
المرونة في العمل أمر شديد الأهمية خاصة في الوقت الحالي، وقال العديد من الموظفين الشباب إنهم مستعدون لتقاضي أجور أقل مقابل العمل بساعات مرنة، لكن ذلك يعتمد في المقام الأول على مدى مرونة المؤسسة.
ومن أجل تحديد خيارات المرونة المناسبة لتلبية احتياجات الموظفين في الشركة، لجأت بعض الشركات إلى استخدام خوارزمية قادرة على تخصيص السياسات على أساس درجة مقدار المرونة الذي تستطيع الشركات تحمله، ولمعرفة حجم التفاوت بين احتياجات الموظفين والمؤسسة.
انتهاء عصر العمل 8 ساعات
مع اتباع سياسات أكثر مرونة في بيئة العمل تزداد التوقعات بانتهاء العصر الذي كانت تعتمد فيه المؤسسات على جدول الأعمال الذي يعتمد على عدد ساعات مُحددة، ودورية عمل تلزم الموظفين على العمل لمدة 8 ساعات تبدأ من 9 إلى 5.
في الوقت نفسه لا يوجد سياسة مرنة واحدة تناسب الجميع، ففي بعض الأحيان يتم السماح بالعمل من بعد، وأحيانا أخرى يُسمح للموظفين بالعمل لعدد ساعات معينة، ويصبح من الممكن أن يعمل كل موظف بالطريقة التي تناسبه.
ويتوقع الخبراء الوظيفيين أن يشهد سوق العمل تحولاً كبيرًا في الفترات المُقبلة، إذ يصبح الموظفون قادرين على الانتقال من مكان إلى مكان، والتعامل بطريقة أكثر مرونة مع مهامهم، فهناك مثلاً إحدى الشركات التي قررت السماح لموظفيها بالخروج من المكتب لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى 3 ساعات من أجل إنهاء مصالحهم الشخصية، أو القيام بأي شيء يتعلق بحياتهم الشخصية إذا كان ضروريًا وطارئا.
لغة خاصة
إعادة كتابة السياسات المتعلقة بالمرونة في العمل، يحتاج إلى لغة خاصة، ويؤكد الخبراء التوظيفيون أن اللغة المستخدمة للتحدث عن المرونة في محل العمل يجب أن تركز على الإنتاجية، وتشجيع الجميع على العمل وتحفيزهم، في الوقت نفسه ينصحون بعدم استخدام لغة عاطفية وشخصية، لأنه من الضروري التركيز فقط على شؤون العمل.
كذلك، فإنه من الضروري ألا يشعر الموظفون بالخوف عندما يتحدثون عن كيف أو متى يتم إنجاز العمل، في الوقت نفسه يجب أن تحرص الإدارات على تحدث كل من يعملون في الشركة باللغة نفسها.
ومن المتوقع، أن يتم إطلاق تقنية تكنولوجية جديدة تعمل تلقائيًا على تحديث أوقات وجود الموظفين في العمل حتى تعكس مرونة استخدام الموظفين للوقت الفعلي، على سبيل المثال إذا كان من المسموح للموظفين بالعمل خارج وداخل المكتب، ففي حالة بقائهم خارج العمل لنصف اليوم يتم تحديث الفترة التي قضاها الموظفون في المكتب وخارجه، لكي يتم إحاطة المسؤولين بكل شيء.