يسرق فرحك.. الجانب «السوداوي والمظلم» للامتنان في مكان العمل
أكدت دراسات لا حصر لها على أهمية الإعراب عن الامتنان في محل العمل، ولكن الامتنان مثل أي ممارسة بشرية أمر مُعقد وليس بهذه البساطة، فهو ليس بالضرورة أن يكون مفيدًا وأن يكون مناسبًا دائمًا، خاصة إذا كانت هناك ضغوطات تؤثر عليك لإجبارك على الشعور بالامتنان، في هذه الحالة فإنه ربما يسرق فرحتك ويجعلك تشعر بالحزن، فقد يكون للامتنان جانب مُظلم وسلبي جدًا يؤثر علينا ويجعلنا نشعر بالتعاسة عوضًا عن الرضا والراحة.
جدلية الامتنان
إليك حقيقتان متعارضتان فيما يتعلق بممارسة الامتنان عن قصد:
إن الصلة بين ممارسة الامتنان والشعور بالسعادة أمر راسخ ومؤكد أثبتته الدراسات خلال العقود الماضية، ووجدت إحدى الدراسات أن امتلاك مذكرة نتحدث فيها عن شعورنا بالامتنان أو كتابة رسالة لأحدهم لأنك تشعر أنك لم تشكره على شيء ما بالطريقة الصحيحة قد يؤدي إلى تعزيز شعورنا بالسعادة، وفي الوقت نفسه فإن شعورنا بأننا مُجبرون على الإعراب عن امتناننا لشخص ما قد يجعلنا نشعر بالتعاسة الشديدة، خاصة إذا كنا مضطرين إلى تبرير موقفنا.
إليك 3 عوامل قد تحول الامتنان إلى دافع للتعاسة
المقارنة الاجتماعية
لم يُخطئ ثيودور روزفلت أبدًا عندما قال "المقارنة هي لص الفرح"، وفي بعض الأحيان فإن شعورنا بأننا مضطرون إلى الإعراب بالامتنان عن شيء ما لشخص معين إلى المقارنة الاجتماعية، ما يجعلك تشعر بأنه ليس لديك شيء تفخر به أو تشعر بالامتنان لأنه لديك.
الثقافة
وجدت إحدى الدراسات المعنية بدراسة الآثار المتعددة لثقافات الامتنان أن بعض ممارسات الامتنان تثير في نفوس الناس مع مرور الوقت الشعور بالمديونية أو الذنب.
الحالة الذهنية
تشير الأبحاث إلى أن تمارين الامتنان قد تؤدي إلى استمرار نقدنا لأنفسنا باستمرار ما يؤثر سلبًا على بعض الأشخاص، خاصة هؤلاء الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب. وفي تحليل أُجري عام 2017، وجد الباحثون أن الأفراد الذين يعانون من أعراض الاكتئاب يشعرون أحيانًا بأنهم مدينون أو مذنبون عندما لا يكونوا قادرين على العثور على شيء يكونوا ممتنين له.
أولئك الذين يحتاجون دائمًا إلى كتابة قائمة بالأشياء التي كانوا ممتنين لها يكونون معرضين للجانب المظلم من الامتنان، فعلى سبيل المثال إذا تذكروا أنهم تلقوا دعمًا ماديًا سخيًا يشعرون بالسعادة لأن المال سيساعدهم على التخلص من بعض الضغوط، ولكنهم يشعرون بالخجل لأنهم اضطروا لطلب المساعدة.
ثلاث ممارسات بديلة
إذا شعرت أنك تريد التخلص من يومياتك التي تكتب فيها كل شيء عن شعورك بالامتنان في القمامة لأنك تشعر بالسأم الشديد من هذا الشعور، فأنت لست وحدك، وإليك ثلاث ممارسات بديلة بإمكانك القيام بها عوضًا عن الامتنان:
تخيل حياتك بدون شيء مُهم
في سلسلة من التجارب التي أُجريت بعناية، أدركت الأستاذة الجامعية لورا كراي وزملاؤها في جامعة كاليفورنيا بيركلي أن مطالبة الناس بتخيل كيف ستبدو حياتهم إذا لم تحدث نقطة تحول حركة في الماضي، مثل مقابلة زوجاتهم، أو نجاحهم في الانضمام إلى كلية معينة، يزيد شعورهم بالامتنان والتقدير بما لديهم.
وتُعرف هذه الممارسة باسم الطرح العقلي والتي تساعدنا على التوقف للحظة، وتعزيز شعورنا بأن حياتنا لها مغزى، وخلق إحساس عميق بالتقدير، فعوضًا عن مقارنة ما لدينا بما لدى الآخرين، نحن نقارن بين ما نملكه وما لا تملكه نسخ مُتخيلة من أنفسنا.
تبسيط الأمر
عوضًا عن إجبارك لنفسك بكتابة ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لها كل يوم، قم بتعديل روتينك لكي تتخلص من بعض الضغط، فبإمكانك مثلا القيام بهذا التمرين وكتابة الأشياء التي تشعر حقيقيا بالامتنان لها مرة واحدة أسبوعيًا عوضًا عن يوميًا.
كيف يمكن للتكنولوجيا تحسين صحة العاملين ومستوى الإنتاجية؟
توقف عن الامتنان وكن لطيفًا
تخطى الامتنان تمامًا ومارس نشاطًا جديدًا يعزز شعورك بالسعادة وهو اللطف، اعمل على القيام بأعمال بسيطة من قبيل اللطف، مثل تخصيص بعض الوقت لمساعدة جار مُسن، أو اسمح لأحد المارة بالعبور من أمامك وأنت تقود سياراتك، ولا تستهن بهذه الأعمال البسيطة التي تجعلك تشعر بالارتياح لأنها تُطلق مواد كيماوية تساعدك على ذلك وهي أوكسيتوسين ودوبامين.
بإمكان هذه الأفعال تعزيز الروابط بينك وبين الأشخاص الذين تحبهم، كما أنها واحدة من أكثر الطرق المضمونة التي ستحدث فرقًا كبيرًا في حياة القادة والمديرين.