في 2030 الذكاء الاصطناعي سيسيطر.. كيف سيكون الوضع وقتها؟
تخيل معي هذا المشهد وكأنك تتابعه في عمل سينمائي ضخم لكبار مخرجي هوليوود، حيث نجد أنفسنا في عام 2030 وقد غير الذكاء الاصطناعي كل شيء حولنا. هل التغيير للأفضل أم أن تقنيات الذكاء الاصطناعي هددت ما يجعل الناس بشرًا منتجين يمارسون عملهم بإرادة حرة؟
يخشى إيلون ماسك، المدير التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، من أن يكون الذكاء الاصطناعي أخطر من القنبلة النووية، وكذلك حذر ستيفن هوكينج، العالم البريطاني الحاصل على جائزة نوبل، منه وقال إنه ربما يكون أسوأ ما حدث في تاريخ الحضارة إذا لم تكن البشرية مستعدة للتعامل مع مخاطره المحتملة.
لكن العديد من الخبراء، حتى أولئك الذين يدركون حجم مخاطر الذكاء الاصطناعي، يتعاملون مع الأمر بطريقة إيجابية خاصة في مجال الرعاية الصحية والتعليم.
كم يبلغ إجمالي الراتب السنوي والمكافأت للمدير التنفيذي لـ"أبل" خلال عام 2018؟
هل يحسن الذكاء الاصطناعي قدرات البشر؟
وأُجريت دراسة في مركز الأبحاث التابع لجامعة إيلون، تم فيها مناقشة آراء 979 خبيرًا، من بينهم مجموعة من خبراء تكنولوجيين بارزين ومطورين ومبتكرين وقادة أعمال وسياسيين، بعضهم طلب أن يبقى مجهولاً، ووجه لهم جميعًا أسئلة خاصة بالذكاء الاصطناعي، من ضمنها "بحلول 2030، هل تعتقد أن تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة وغيرها المتعلقة بالتكنولوجيا ستحسن قدرات البشر وتطورها، وتساعدهم؟".
توقع ما يقرب من ثلثي الباحثين أن معظمنا سيكون أفضل حالاً بحلول هذه الوقت، لكن الثلث الآخر يفكر بطريقة مغايرة وأبدوا تخوفهم من شأن التأثير طويل المدى لتقنيات الذكاء الاصطناعي على البشر، وتشمل تخوفاتهم سوء استخدام البيانات، وفقدان الوظائف، وفقدان الثقة لاسيما وأن الأجهزة الإلكترونية ستكون المسؤولة عن اتخاذ القرارات وتلقي الإجابات.
يعتقد بعض الباحثين أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ربما تؤدي إلى تقليل ثقتنا بأنفسنا، وقد تثير الفوضى وتؤدي إلى انتشار جرائم الإنترنت والقرصنة.
فوائد على المدى القصير
قال أندريه ماكلولين من جامعة ييل، الذي شغل منصب نائب رئيس قسم التكنولوجيا في إدارة أوباما، إنه يشعر أن تقنيات الذكاء الاصطناعي سيكون لها فوائد عديدة على المدى القصير، وربما تظهر سلبياتها بعد عقود من استخدامها، لذا لا داعي للقلق الآن.
ويتوقع ماكلولين أن تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي على زيادة الكفاءة في العمل، ولكنها في الوقت نفسه ستؤدي إلى زيادة التمييز في مجالات مثل التأمين والبحث عن وظائف وتقييم الأداء.
وتعتقد المدونة التقنية ويندي إم كروسمان أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستكون ناجحة في العديد من المناطق، ولكن في الوقت نفسه بالنظر إلى التأثير الكبير الذي أحدثه فيسبوك وغيره من منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، فإننا علينا طرح الكثير من التساؤلات بشأن من سيكون المستفيد الحقيقي من هذه التقنيات التكنولوجية المتطورة.
انقسام حول البطالة
يرى بين شنيديرمان، مؤسس مركز التفاعل البشري للحواسب الآلية في جامعة ميريلاند، أن الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي ستكون قوة إيجابية، ما يساعد على زيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف ورفع مستويات المعيشة، كما أنها ستساعد على زيادة إقبال المستهلكين على الخدمات والسلع المختلفة، ما يؤدي إلى زيادة الوظائف في سوق العمل.
انتقد بعض العلماء والباحثين وجهة نظر شنيديرمان، ورجحوا أن انتشار الروبوتات واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى زيادة معدلات البطالة.
السير على الطريق الصحيح
وقالت ويندي هول، أستاذة علوم الكمبيوتر في جامعة ساوثامبتون والمديرة التنفيذية لمعهد علوم الويب، إن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستحدث طفرة في العالم بحلول عام 2030.
وتتابع: "لقد تعلمنا كيف تصنع روبوتات وكيف نستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة جيدة للبشر، نعم هناك الكثير من التساؤلات ولكننا قد لا نحصل على الإجابات بحلول 2030، ولكننا نحتاج إلى السير على الطريق الصحيح حتى حلول هذا الوقت".