يصيب النساء أكثر.. أعراض القولون العصبي وطريقة علاجه
يعتبر القولون العصبي من أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعا حيث يعانى منه 50 بالمائة من الأشخاص من كلا الجنسين لكن يصيب النساء بشكل أكبر، وغالباً ما يظهر في الفترة العمرية التي تتراوح ما بين العشرين والأربعين عاماً، وعلى رغم أنه لا يُهدد حياة المصاب، ولا يتسبب بمعاناته من أمراض أشد خطراً لكنه يؤثر في حياة المصاب بشكلٍ ملحوظٍ؛ فقد يؤثر في ممارسته لأنشطته اليومية، ووقد يتسبب بتغيّب المصاب عن العمل أو المدرسة.
ومن المعروف طبيًا أن القولون العصبي هو اضطراب شائع يصيب الأمعاء الغليظة (القولون)، وهو عادة ما يكون حالة مزمنة، تؤثر في جودة الحياة اليومية للمصاب لذا فهو يحتاج إلى السيطرة عليه وضبطه على المدى الطويل باتّباع نظام غذائي ونمط حياة مناسب.
أسباب القولون العصبي
حتى الآن لم يتم التعرف على السبب الدقيق للاصابة بالقولون العصبي، ولكن يبدو أنّ هناك عوامل تلعب دورًا في الإصابة به، ومنها ما يتعلق باتباع الشخص نظاما غذائيا خاطئا، وعدم تناوله الوجبات الرئيسية الثلاث، وعدم انتظام مواعيد تناوله للطعام خلال اليوم، وإهمال وجبة الإفطار، وتناول الأطعمة الدسمة في ساعات متأخرة من الليل أو قبل النوم مباشرة، والإكثار من تناول الوجبات السريعة المشبعة بالدهون وكذلك المشروبات الغازية والمنبهات بشكل عام؛ كالقهوة والشاي، كذلك قد يكون التعرض للضغوط النفسية والتوتر والقلق، أحد أبرز الأسباب التي تؤدي الى الإصابة بمتلازمة القولون العصبي فكلما ازداد الاحتكاك مع الآخرين والتواصل والعمل والإجهاد زادت احتمالية الإصابة بالاضطراب الوظيفي للقولون العصبي. أيضا الجلوس لفترات طويلة وعدم ممارسة الرياضة، والكسل بشكل عام.
كذلك قد ترتبط الإصابة بمتلازمة القولون العصبي بالعديد من العوامل البيئية والتعرض للمبيدات الحشرية والروائح الكيميائية، أيضا قد ترجع الإصابة بمتلازمة القولون العصبي إلى تقلّص عضلي في الأمعاء أو تشوهات في أعصاب الجهاز العصبي أو التهاب في الأمعاء أو نتيجة تغييرات في بكتيريا الأمعاء، وهي البكتيريا الجيدة التي تبقى في الأمعاء، وتلعب دورًا مهمًّا في الصحة.
كما ترتفع احتمالية الإصابة بالقولون العصبي بوجود بعض العوامل مثل وجود تاريخ مرضي في العائلة للإصابة به، وأن يكون عمر الشخص أقل من 50 سنة، والعلاج بالإستروجين قبل وبعد سن اليأس، وكذلك ترتفع احتمالية الإصابة بالقولون العصبيّ في الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل نفسية كالاكتئاب.
أعراض القولون العصبي
تتفاوت الأعراض في تنوعها وشدتها من شخص لآخر، لكن هناك بعض العلامات الأكثر شيوعاً، والتي تتضمن ألمًا في البطن، والانتفاخ والغازات، وحدوث اضطراب يتمثل في الإسهال، أو الإمساك، أو الاثنين معاً بالتناوب فضلا عن الإحساس بحالة من الانزعاج وعدم الراحة بعد تناول الطعام، وفقدان الشهية والصداع وخروج الإفرازات إضافة إلى كثرة التبول أو سلس البول والألم خلال الممارسة الجنسية وقد تشمل الأعراض توتر وضيق نفسي، وأحياناً نوبات خوف واكتئاب.
قد لا تشعر بآلامها إلا بعد سنوات..طرق معالجة حصى الكلى والوقاية منها
علاج القولون العصبي
يتمثل علاج القولون العصبي في السيطرة عليه وضبطه على المدى الطويل باتّباع الممارسات الحياتية الصحية والسليمة، التي تتمثل في الابتعاد عن العوامل البيئية المؤذية، وتجنب التوتر والقلق. إضافة إلى اتباع نظام غذائي سليم يتمثل في الابتعاد عن الدهون والبهارات الحارة والحرص على تناول وجبات صغيرة متفرقة؛ والحرص على تناول الأغذية قليلة الدهون والمحتوية على نسبة عالية من الكربوهيدرات وتناول الأغذية المحتوية على الألياف مثل الخضار، والفواكه، والحبوب الكاملة وتجنّب الكافيين وشرب 3-4 أكوابٍ من الماء على الأقلّ يوميّاً. والامتناع عن التدخين. ومحاولة الاسترخاء عن طريق تقليل الضغوط النفسية أو ممارسة التمارين الرياضيّة والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
أما في حال عدم استجابة المريض للممارسات الحياتية الصحية والسليمة، فعادة ما يتم اللجوء إلى الأدوية التي يمكن استعمالها، ومنها المليّنات إذ تساعد هذه الأدوية على التخلص من الإمساك ومنها مضادّات الإسهال ومضادات تقلّصات البطن ومضادّات الاكتئاب وهي تساعد على التخلص من الألم الناتج من القولون العصبي، إضافة إلى مضادات القلق.