لا تقتل الإبداع بسلاح الخوف من الفشل.. ولتؤسس ثقافة «تقبل الفشل»
في عام 2016، أحدثت الباحثة وعالمة النفس دانا كارني جدلًا كبيرًا في مجتمع الأبحاث، فهي وإيمي كودي وآندي ياب كانوا معروفين بدراسة أمور متعلقة بالأوضاع الجسدية المتعلقة بالسلطة، مثل الوقوف بثقة بوضعك يديك على الفخذين، كذلك يدرسون التغيرات الهرمونية القوية وتأثيرها على أساليب وطرق القيادة مثل زيادة هرمون التستوستيرون وانخفاض الكورتيزول.
وبعد نشر الدراسة، حاول الباحثون الآخرون الوصول إلى نفس النتائج التي توصلت إليها كارني وزملائها ولكنهم فشلوا، ما جعلها تشكك في استنتاجات دراستها. حتى جاءت اللحظة الحاسمة في عام 2016، إذ نشرت كارني رسالة قصيرة على موقعها على الإنترنت تحت عنوان "موقفي من وضعيات القوة"، ولم تضيع وقتًا كثيرًا وأوضحت الأمر فورًا، واستبعدت أن يكون لوضعيات القوة أي تأثير أو أن يكون لها أي دلالة معينة.
وبعد إعلان كارني بدأت حلقات نقاشية وبحثية للتحدث عما قامت به، لأنها لم تتنصل فقط من بحث عملت عليه لمدة عامين، ولكنها أوضحت بالتفصيل الأخطاء التي وقعت فيها، والتي اعتقدت أنها السبب في تشويه النتائج الأصلية.
قالت جوليا روهر، الاخصائية النفسية والباحثة والمؤلفة، إنه كان هناك 150 تعليقًا على فيسبوك من أشخاص يؤكدون فيه مدى انبهارهم بما قامت به كارني، ويؤكدون أنه من الضروري أن يُقدم الجميع على ذلك وأن يعترفوا باخطائهم.
الخطة الاحتياطية "سلاح ذو حدين".. هل تعلم أنها قد تدفعك إلى الفشل؟
خطوة على الطريق الصحيح
مثل أي خبير في أي مجال يرتكب العلماء بعض الأخطاء، في بعض الأحيان تكون استنتاجاتهم خاطئة تمامًا حتى إذا كانت الأساليب التي اتبعوها سليمة، ولكن من الصعب الاعتراف بالخطأ خاصة في مجال العلوم، لاسيما وأن سمعة المرء واستقرار وظيفته يعتمد اعتمادًا كبيرًا على جودة نتائج أبحاثه.
لكن كون المرء مُخطئًا مجرد خطوة على الطريق الصحيح، وهذا ما يؤكده عدد كبير جدًا من الأبحاث التي وجدت أن الخوف من الفشل يقتل النمو ويقضي على الإبداع، في الوقت نفسه فإن التسامح مع الأخطاء والسماح بارتكابها يشجع على الشفافية ويحث على الابتكار.
فوائد قبول الفشل
ما يعني أن تأسيس ثقافة تقبل الفشل في مكان العمل، سواء كان محل العمل شركة صغيرة أو ضخمة أو مجال بحثي، يكون لها تأثير إيجابي على صحة العمال وسعادتهم.
التحدث عن التجارب الفاشلة بأريحية ومشاركتها مع الآخرين قد تساعد على تحقيق تقدم كبير في مجال العمل. كما أن تحليل الفشل من شأنه الكشف عن اتجاهات جديدة وطرق وأساليب مختلفة أكثر ابتكارًا لتنفيذ المهام.
رغم التفاؤل الذي ساد في بدايتها.. لماذا فقد الاقتصاد العالمي زخمه في 2018؟
الفوز باحترام الآخرين
في الوقت نفسه فإن اعترافك بالفشل قد يجعلك تكسب احترام الآخرين، خاصة إذا كنت قائدًا أو مسؤولاً عن منصبًا كبيرًا، لأن أغلب الناس لا يتوقعون أن يعترف قادتهم بالخطأ.
كما أن اعترافك بالخطأ في وقت مُبكر سيساعدك على حل الأزمة منذ بدايتها، والحصول على دعم الآخرين ومساعدتهم للخروج من المشكلة.
القادة العظماء لا يخافون من اتخاذ القرارات الصعبة ويضعون أنفسهم في أغلب الأحوال في الصفوف الأمامية في المعركة، واعترافهم بخطأهم حال فشلهم يُعرب عن مدى تحملهم المسؤولية ويؤكد أنهم أشخاص يمكن الوثوق بهم.