رغم التفاؤل الذي ساد في بدايتها.. لماذا فقد الاقتصاد العالمي زخمه في 2018؟
على رغم التفاؤل الكبير على المستوى الاقتصادي، الذي ساد مطلع العام الماضي 2018، بدعم من التحسن الذي شهده النشاط الصناعي والتجاري على مستوى العالم، فإن الاقتصاد العالمي فقد خلال العام الماضي زخمه بعدما تباطأ الإنتاج الصناعي والتجارة، وتراجعت ثقة قطاع الأعمال وذلك في ظل ما شهده من التحديات الكبيرة، بدءا من الحروب التجارية مرورا بانهيار البورصات وأسواق العملات والأسواق الرقمية، وصولا إلى التقلبات الحادة في أسعار النفط، وفيما يلي نرصد لكم أبرز أسباب تراجع الاقتصاد العالمي خلال العام المنتهي.
الحمائية التجارية
شهد العام 2018 تصاعدا في نبرة الحمائية في ظل قيام اقتصادات كبرى، كالولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية، وفي المقابل اتخذت اقتصادات أخرى كالصين إجراءات انتقامية، وهو ما زاد القلق على السياسة التجارية، وأثر على قرارات الاستثمار وانعكس سلبا على اقتصادات العالم. بيد أن التخفيضات الضريبية وزيادات الإنفاق أدت إلى تنشيط الطلب ما دفع الاحتياطي الفدرالي الأمريكي لرفع سعر الفائدة الأساسي.
بعد عام من تطبيقها.. ماذا جنت السعودية والإمارات من ضريبة القيمة المضافة؟
هروب رؤوس الأموال
ومع رفع سعر الفائدة زادت عوائد السندات الأمريكية، ما أدى إلى تدفق رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة واستثمارها في تلك السندات، ما عرض بعض الاقتصادات للضغوط. لكن سياسة الاحتياطي الفدرالي الأمريكي ونمو المخاطر الجيوسياسية أثرت سلبيا على سوق الأسهم الأميركية بعدما قام المستثمرون بسحب أموالهم منها واستثمروها في سندات الخزانة الأمريكية.
تقلب أسعار النفط
شهد العام 2018 مستويات قياسية في أسعار النفط الذي بلغ 87 دولارا للبرميل. لكن الدول المنضوية في "أوبك+" قررت تخفيف قيود الإنتاج وضخ كميات إضافية من النفط لحماية السوق من خطر قفزات عالية في الأسعار، ما أدى إلى اصطدام السوق بتخمة في المعروض بسبب تراجع الطلب على الذهب الأسود، فهوت الأسعار بنحو 35%.
تخفيف الاعتماد على الدولار
شهد 2018 مناقشة بين رؤساء الدول وممثلي قطاع الأعمال في جميع أنحاء العالم، إذ طالبوا بتخفيف اعتماد الاقتصاد العالمي على العملة الأمريكية والانتقال في الحسابات التجارية إلى عملات أخرى مثل اليورو، وتنفيذا لهذا المطالب أطلقت الصين منصة لبيع عقود النفط الآجلة بعملتها الوطنية "اليوان".
فيما أظهر الاتحاد الأوروبي نية للابتعاد عن الدولار في تعاملاته التجارية مع إيران، التي فرضت واشنطن عقوبات عليها، فيما أكدت روسيا عزمها الابتعاد عن الدولار في ظل سياسية العقوبات التي تتبعها واشنطن.