لماذا استعانت أمريكا بالجمال في مهماتها العسكرية خلال القرن التاسع عشر؟
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية في ثلاثينيات القرن التاسع عشر تباطؤا كبيرا في وتيرة توسع الجنوب الغربي من البلاد وذلك بسبب درجات الحرارة المرتفعة والتضاريس الجغرافية الوعرة والتي عجز معها المستوطنون عن عبور تلك التضاريس التي تحولت لصحراء وجبال لإنشاء مستوطنات جديدة بالمنطقة مما أدى لتحول هذه المنطقة إلى عبء ثقيل على الحكومة.
وفي هذه الأثناء تقدم أحد أفراد الجيش الأمريكي وهو الملازم جورج كروسمان لحكومة بلاده عام 1836 بفكرة فريدة من نوعها اقترح فيها أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية باستيراد حيوان الجمل من مناطق شمال إفريقيا للاستعانة بها خلال المهمات بالجنوب الغربي للبلاد. وبرر كروسمان مقترحه للمسؤولين بقدرة الجمل على نقل ما يزيد على 700 رطل والسفر لمسافات طويلة بشكل يومي وتحمّله للعطش لأكثر من 6 أيام واكتفائه بكميات قليلة من الطعام أثناء تنقله بالصحراء.
الكونجرس يوافق
مقترح كروسمان قوبل بالرفض من قبل الإدارة الأمريكية، بيد أن جورج لم ييأس وعاود نفس الاقتراح مرة ثانية بعد حوالي 10 سنوات لكن هذه المرة جذب هذا الاقتراح انتباه ممثل ولاية ميسيسيبي والرئيس المستقبلي للولايات الكونفيدرالية خلال الحرب الأهلية، جيفرسون ديفيس، وذلك تزامنا مع عرضه على الكونجرس، والذي بالفعل صوت يوم 3 من شهر مارس سنة 1855 على مقترح كروسمان باستيراد الجمل للاستعانة به خلال المهمات العسكرية بين كل من كاليفورنيا وتكساس.
فيلق الجمال العسكري
ولتنفيذ المقترح خصص الكونجرس مبلغا ماليا قدّر بحوالي 30 ألف دولار ، لتنطلق بعده السفينة الأمريكية يو أس أس سبلاي عند منطقة حلق الوادي بتونس وتباشر منها رحلة شراء الجمال التي قادتها لاحقا نحو مصر لتعود في النهاية محمّلة بنحو 75 جملا وضعت بمعسكر كامب فيرد بتكساس لتبدأ بناء على ذلك مهمة إنشاء فيلق الجمال العسكري الأمريكي.
ومع وقوع معسكر كامب فيردي في قبضة القوات الكونفدرالية أثناء الحرب الأهلية الأميركية، تلاشى مشروع الجمال الأمريكي، وجرى بيعها للمواطنين وعروض السيرك..