الخطة الاحتياطية "سلاح ذو حدين".. هل تعلم أنها قد تدفعك إلى الفشل؟
أحيانا تضطر إلى إعداد خطة احتياطية قبل البدء في تنفيذ خطتك الأًصلية لكي تشعر بالأمان، وحتى تكون مستعدًا لمواجهة أي شيء غير متوقع، ولكنك لا تعلم أنك بهذه الطريقة قد تقود نفسك إلى الفشل، وهذا ما خلصت إليه العديد من الأبحاث التي أُجريت مؤخرًا، وأكدت أن وجود خطة احتياطية قد يقضي على الجهود المبذولة لتنفيذ الخطة الأساسية.
وضع خطة احتياطية أمر جيد بشكل عام، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالتقديم للالتحاق في الكليات أو الوظائف أو دفع مستحقات مادية، وربما تكون سمعت النصيحة التي تقول: "لا تضع البيض كله في سلة واحدة" أو "تاكد من وجود خطة احتياطية لاستخدامها في حالة فشل الخطة الأساسية"، وأصبحت هذه الاستراتيجية أكثر تصديقًا بعد حصولها على دعم علمي.
أكد علماء النفس المعرفي في جامعات نيويورك وشيكاغو أن امتلاك خطة احتياطية قد يساعد الأشخاص على الشعور بالأمان، ويخفف من حدة شعورهم بالتوتر، ويجعلهم يعملون على تحقيق أهدافهم، ولكن في الوقت نفسه، وجد باحثون آخرون أن الخطة الاحتياطية قد يكون لها نتائج عكسية، ووجدت أبحاث أنه بمجرد أن تبدأ في العمل على إعداد خطة احتياطية، تتناقص رغبتك في تحقيق هدفك.
ويقول جيا شين، وكاثرين ميلكمان، الباحثان في جامعة ويسكنسون- ماديسون، اللذان أجريا دراسات مطولة عن تأثير الخطة الاحتياطية على حافز الأشخاص، إنها بالرغم من أنها لها فوائد معروفة مثل القضاء على الشعور بالقلق بشأن المستقبل، إلا أنها لها تأثير سلبي باهظ الثمن في المستقبل؛ وفيما يلي نستعرض التأثير السلبي للخطط الاحتياطية:
الخطة الاحتياطية قد تجعلك أقل حماسًا لخطتك الرئيسية
وجد بعض الباحثين أن امتلاكك لخطة احتياطية قد يجعلك أقل شغفا لإنجاز هدفك الرئيسي، ما يترتب عليه شعورك بالفتور ويدفعك في نهاية الأمر إلى التوقف عن العمل تمامًا.
ويقول بينيديكت بابايان، الباحث في جامعة هارفارد، إن الخطط الاحتياطية قد يكون لها عواقب وخيمة في بعض الأحيان، لأنها قد تدفعك إلى العمل على تنفيذ أهداف أخرى أقل قيمة من هدفك الرئيسي.
الخطة الاحتياطية ستجعلك تخسر حافزك
في حين أن الخوف من الفشل قد يقوض كل الجهود التي تبذلها لتحقيق هدفك، لكنه في بعض الأحيان قد يجعلك تعثر على الدافع أو الحافز الذي تحتاجه من أجل تحقيق ما تسعى إليه، وهذا ما أكدته دراسة أخرى وجدت أن المشاعر السلبية التي تتوقع أن تشعر بها إذا فشلت في تحقيق هدفك، قد تكون المُحرك الرئيسي الذي يساعدك على تحقيقه، وسيختفي ذلك تمامًا بمجرد إعدادك لخطة احتياطية لأنها ستجعلك تشعر بالأمان الشديد، ما يترتب عليه خسارة الحافز أو المحرك الذي يقودك صوب النجاح الذي تنشده في نهاية المطاف.
أجرى تعديلات على خطتك الأصلية
ولتفادي حدوث هذه المشاكل، فمن الأفضل أن تُجري بعض التعديلات على خطتك الأساسية حال واجهت أي صعوبات، عوضًا عن التخلي عنها واللجوء إلى الخطة الاحتياطية.
وعليك أن تتمسك بخطتك الرئيسية مهما كانت العواقب أو المشاكل التي تواجهها خلال عملك على تحقيق هدفك بالاعتماد عليها.
وقبل العمل على تحقيق أهدافك عليك أن تتذكر أن كونك تقوم بمخاطرة لا يعني بالضرورة أن تكون متهورًا، لذا في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك تعمل على إعداد خطة احتياطية، اسأل نفسك إذا كان الأمر يستحق تعريض خطتك الأساسية للخطر.
وإذا كنت مُضطرًا إلى إعداد خطة احتياطية، فعليك أن تضع في عين الاعتبار ضررها المحتمل، وأن تعمل على ألا تؤثر على حافزك، وتؤكد لنفسك أنها لن تعوقك عن تحقيق هدفك المنشود.