كل ما تود معرفته عن مشروعات المملكة في 2018 ضمن رؤية 2030
منذ أطلقت المملكة رؤيتها 2030م، التي أعلنها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، قبل عامين، بدأت بعض مبادراتها وبرامجها التنفيذية في تحقيق أهدافها، من خلال إطلاق العديد من المشاريع التنموية الضخمة ذات الجدوى الاقتصادية والاجتماعية، والتي صُنف بعضها كأضخم المشاريع، ما يضع المملكة في قلب خارطة الاستثمار العالمي، وأيضا في قلب صناعة السياحة العالمية، وهي أيضًا تركز على توفير فرص عمل كبيرة، وستنعكس على دعم مصادر الدخل.
وفيما يتطلع السعوديون بحلول العام الجديد 2019م الذي سيهل علينا بعد ساعات، لمواصلة العمل نحو صناعة مستقبل واعد، يشهد تنوعًا في مصادر الدخل القومي للبلاد، وتحسنًا في بيئة الأعمال، وزيادة في معدلات الاستثمار والجودة والرخاء، فقد شهدوا خلال العام الحالي 2018 الذي ستطوى صفحاته بعد ساعات إطلاق الكثير من المشاريع العالمية والنوعية، التي وُضعت لبناتها، أو تلك التي دُشنت على أعلى مستوى، وفيما يلي نستعرض عليكم حصاد 2018:
إطلاق أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم
في 28 مارس 2018 وقع صندوق الاستثمارات العامة مذكرة تفاهم مع مجموعة سوفت بنك لإنشاء خطة الطاقة الشمسية 2030 التي تعد الأكبر في العالم في مجال إنتاج الطاقة الشمسية بقدرة مئتي جيجاواط وبتكلفة 200 مليار دولار بحلول 2030.
ووفقا لمذكرة تفاهم سيتم تأسيس شركة جديدة لتوليد الطاقة الشمسية، بدءًا من إطلاق العمل على محطتين شمسيتين بقدرة 3 جيجا/ واط و4.2 جيجا/ واط بحلول عام 2019م، وتبلغ قيمة المشروع 200 مليار دولار.
وتتضمن المرحلة الأولى من المشروع توليد طاقة قدرها 7.2 جيجاوات، وستتكلف خمسة مليارات دولار، منها مليار دولار من صندوق رؤية سوفت بنك والباقي من تسهيلات تمويل المشاريع.
ويتوقع أن يساهم المشروع باستحداث 100 ألف وظيفة بالسعودية وزيادة الناتج المحلي بالسعودية بما يقدر بـ12 مليار دولار وتوفير ما يقارب 40 مليار دولار سنويا.
وضع حجر أساس مشروع "القدية"
في 28 إبريل 2018م وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حجر أساس مشروع "القدية" الذي يعد المشروع الترفيهي الحضاري الأضخم من نوعه في العالم.
وتقع القدية التي تعد امشروعاً تحويلياً سيتمكن زواره من الاستمتاع بأكثر من300 من المرافق الترفيهية والتعليمية الرائدة عبر 5 قطاعات فريدة على مساحة 334 كيلومترًا مربعًا، وهي مساحة أكبر من ديزني لاند الأمريكية بثلاث مرات، وتضم جبالاً وأودية وإطلالة على الصحراء قريبة من الطريق السريع.
وتكمن أهمية المشروع في جذب المواطنين إلى السياحة الداخلية، وخفض نسبة إنفاقهم على السياحة الخارجية التي تجاوزت قيمتها 76 مليار ريال خلال العام الماضي فقط، فضلًا عن تنويع مصادر الدخل عبر رفع نسبة عوائد قطاع السياحة، وإنعاش كل من قطاعي العقارات والمقاولات، وخلق الآلاف من فرص العمل الجديدة للمواطنين داخل المدينة.
وستتضمن نشاطات القدية كلاً من أكاديميات التدريب، والمضامير الصحراوية والأسفلتية المخصصة لعشاق رياضات السيارات، والأنشطة الترفيهية المائية والثلجية، وأنشطة المغامرات في الهواء الطلق، وتجارب السفاري والاستمتاع بالطبيعة. ومن المتوقع افتتاح المرحلة الأولى للمدينة في عام 2022.
الاستحواذ على 15.2% من شركة أكوا باور
وفي 5 يوليو 2018 أعلن صندوق الاستثمارات العامة عن استحواذه رسمياً على نسبة 15.2% من شركة أعمال المياه والطاقة الدولية (أكوا باور) المشغلة لمشاريع ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه، وذلك على شكل زيادة لرأس المال في الشركة، ليكون بذلك مجموع حصة الصندوق في الشركة بشكل مباشر وغير مباشر 24.98%.
ويأتي هذا الاستثمار تماشياً مع برنامج صندوق الاستثمارات العامة الذي يهدف إلى إطلاق قطاعات جديدة وتنميتها من أجل دعم وتسريع نمو المشروعات والشركات السعودية المبتكرة وتحقيق عائدات كبيرة طويلة الأجل.
تدشين قطار الحرمين السريع
في 25 سبتمبر 2018م دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مشروع القطار السريع الذي يُعد من أضخم مشاريع النقل العام في الشرق الأوسط؛ وهو يعد أول قطار كهربائي سريع على مستوى المنطقة.
ويربط المشروع الذي تبلغ تكلفته أكثر من 1.5 مليار ريال بين مكة والمدينة، مرورًا بجدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية، بطول 450 كم، ويقطع مسافته بسرعة 300 كم في الساعة، وتستغرق رحلته المباشرة من مكة إلى المدينة المنورة 120 دقيقة فقط، وتبلغ طاقته الاستيعابية 60 مليون راكب سنويًّا، ويعتمد على تشغيل 35 قطارًا بسعة 417 مقعدًا للقطار الواحد.
ويتضمن المشروع خمس محطات للركاب في كل من: المدينة المنورة، ومدينة جدة، ومطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية، ومكة المكرمة.
وجاء تنفيذ هذا المشروع العملاق على 3 مراحل، أولها مرحلة الأعمال المدنية والأرضية وخلالها تم إنشاء 138 جسراً، و850 عبّارة، مع إزاحة 150 مليون متر مكعب من الرمال والصخور لتمهيد المسار، أما المرحلة الثانية فكانت لإنشاء 4 محطات في كل من مكة المكرمة، وجدة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية والمدينة المنورة، بينما اختصت المرحلة الثالثة ببناء الخط الحديدي، وتوريد أنظمة الإشارات والتحكم والتذاكر والاتصالات، وتصنيع القطارات، والتشغيل والصيانة لمدة 12 عاماً .
إطلاق مشروع أمالا السياحي
في 26 سبتمبر 2018م أعلن صندوق الاستثمارات العامة عن إطلاق "أمالا" الوجهة السياحية فائقة الفخامة على ساحل البحر الأحمر، والذي يهدف إلى إرساء مفهوم جديد كلياً للسياحة الفاخرة المتركزة حول النقاهة والصحة والعلاج.
ويعرف "أمالا" بريفيرا الشرق الأوسط؛ كونه سيشكل وجهة استثنائية لسياحة فاخرة مرتكزة حول النقاهة والصحة والعلاج.
ويتوقع أن يوفر المشروع الذي يتوقع وضع حجر أساسه فى الربع الأول من عام 2019 وافتتاح مرحلته الأولى في نهاية عام 2020، وسيتم الانتهاء من كامل المشروع بحلول العام 2028 نحو 22 ألف فرصة عمل، ويتيح للضيوف زيارة مواقع تاريخية مذهلة، مثل مدائن صالح، والعلا.
ويشهد المشروع مستوى غير مسبوق من الفخامة عبر الفنادق والفلل الخاصة على حد سواء، وفق تصاميم هندسية مميزة تعكس الذوق الرفيع، فضلاً عن احتضانه قرية للفن المعاصر، توفر تجارب متميزة للفنانين المقيمين والضيوف والأكاديميين المتخصصين في الفنون مما سيسهم في تعزيز نمو وتطور الفنانين السعوديين واستضافة طيف واسع من الفعاليات الفنية والثقافية، حيث سيوفر مساحات متعددة الاستخدامات للاجتماعات والعروض الفنية والثقافية من مسرح، وموسيقى، ومتاحف، وصالات عرض فنية، ومنحوتات.
وسيجمع "أمالا" بين هدوء الطبيعة والمناظر الجبلية والمناطق البحرية فائقة النقاء لهواة الغوص، ومتحفاً بحرياً، بالإضافة إلى المرافق الرياضية المتكاملة لأنشطة اللياقة البدنية ومرسى مخصصاً لليخوت والقوارب الصغيرة الفاخرة على ساحل البحر الأحمر.
إطلاق مشروع تطوير وادي الديسة
وفي 20 نوفمبر 2018 أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، عن إطلاق "مشروع تطوير وادي الديسة"، الواقع ضمن محمية الأمير محمد بن سلمان، والهادف إلى الحفاظ على البيئة والحياة الفطرية للوادي، واستثمار مقوماته السياحية من مناخ معتدل وتضاريس جبلية مميزة وعيون متدفقة على مدار العام لتصبح أحد مناطق الجذب السياحي في المملكة.
ويشكل الإعلان عن "مشروع وادي الديسة" إضافة نوعية لمنظومة المشاريع السياحية ضمن محمية الأمير محمد بن سلمان، وبحكم موقعه الجغرافي المتوسط لمشاريع "نيوم" و"مشروع البحر الأحمر" و"أمالا" و"العلا" سوف يوفر خيارات سياحة إضافية، وفرصة استثمارية فريدة لتجربة مميزة لمحبي الطبيعة الجبلية والأودية.
وضع حجر أساس مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك)
في 10 ديسمبر 2018م وضع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حجر الاساس لمشروع مدينة الملك سلمان للطاقة سبارك باستثمارات تقدر بنحو 1.6 مليار دولار (6 مليارات ريال) .
وتقع مدينة الملك سلمان للطاقة في الظهران في المنطقة الشرقية بين حاضرتي الدمام والأحساء، وهي تهدف لان تكون مركزًا عالميًّا للطاقة والصناعة والتقنية من خلال توفير سلسلة الإمداد لخمسة قطاعات، هي: الإنتاج والتكرير والبتروكيماويات والكهرباء والمياه.
ويتضمن المشروع تنفيذه على ثلاث مراحل تغطي المرحلة الأولى منها مساحة قدرها 12 كيلومترًا مربعًا ويتوقع انتهاء أعمالها الإنشائية في عام 2021. وينتظر عند اكتمال جميع مراحلها أن تصبح مدينة الملك سلمان للطاقة مركزًا عالميًّا للتصنيع والخدمات المرتبطة بالطاقة، وأن تسهم بأكثر من 22 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وأن توفر ما يصل إلى 100 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.