لا داعي للحيرة والتسرع.. 4 أسئلة مهمة ترشدك للقرار السليم
الحيرة قبل اتخاذ القرار، مشكلة كبيرة يعاني منها الجميع، خاصة عندما يتعلق القرار بتغييرات جذرية في الحياة المهنية. ورغم أنه ليس من «المسارات» السهلة أو الممتعة ولكن هناك مقاربة قد تجعل العملية منطقية أكثر وقائمة على العقلانية عوض الاندفاع والتسرع.
هذه المقاربة قائمة على ٤ أسئلة يمكن للشخص طرحها على نفسه قبل حسم القرار الذي سيؤثر على حياته المهنية بغض النظر عما إن كان هذا القرار يتعلق بالمواجهة التي لا يمكن توقع نتيجتها أو بالقيام بتغييرات في المسار المهني.
1- ما هي الأمور التي لا مجال للمفاوضة عليها؟
هذا السؤال يجعلك تملك صورة واضحة عن الأمور التي لا تملك الحد الأدنى من الاستعداد للمفاوضة عليها أو التخلي عنها أو حتى تعديلها بأي شكل من الأشكال. قم بوضع لائحة بهذه الأمور التي لا مجال للتفاوض عليها، وهذه اللائحة ستساعدك على تقييم الفرص حين تظهر. عندما تجد أن الفرصة التي تحاول حسم القرار بشأنها ستجعل عدداً كبيراً من الأمور التي لا مجال للمفاوضة موضعاً للتفاوض، فحينها هذه الفرصة لا تستحق حتى التفكير بها وتقييمها. هذه اللائحة لا تساعد على حسم الأمور بشكل صحيح فحسب، ولكنها تساعدك على معرفة الفرص التي تناسبك تماماً.
بطبيعة الحال الأمور التي لا مجال للمفاوضة عليها ليست بالضرورة ثابتة، فهناك بعض الجزئيات التي يمكنها أن تتغير، مثلاً إن كان هناك بعض الأمور التي تعوّض التخلي عن جزئية ما واردة ضمن لائحة الأمور التي يمكن التفاوض عليها فحينها يجب وضعها بالحسبان. لو افترضنا أنك وبالفرصة الجديدة ستجد نفسك ملزما بالقيادة لعشرين دقيقة إضافية يومياً، ولكن هناك فوائد أخرى عديدة تعوض عن هذه النقطة، فحينها يمكن إعادة التفاوض.
المقصود هنا هو قياس جميع العوامل ثم وضعها بمقابلة الأمور التي لا مجال للتفاوض عليها، ثم حسم القرار.
لماذا تقوم بالتغييرات؟
عندما يقرر الشخص اتخاذ قرار حاسم يتعلق بحياته المهنية فإن النتيجة هي تغيير من نوع ما، قد يكون تغيير المهنة كاملة أو قد يكون تغييرا كبيرا ضمن الوظيفة. لذلك من الأهمية بمكان معرفة الأسباب الكامنة خلف هذه التغييرات، وهنا يجب الذهاب أبعد من العوامل السطحية التي تتعلق ربما بزيادة في المدخول أو السعي خلف فرصة من نوع ما. ولكن ماذا لو كان السبب الأساسي هو زيادة المدخول، حينها فكر بما يعنيه ذلك لك. فهل هذا سيساعدك على توفير مكان أفضل للعيش، إعالة العائلة بشكل أفضل؟ الحصول على الوضوح حول الأسباب المحددة، وتلك التي تدفعك للتغيير ستساعدك على أن تثق بشكل أكبر بالقرار الذي تتخذه.
فليكن هناك النقطة الأساسية التي هي عبارة عن السبب الذي يجعلك تقوم بالتغييرات، أي الفكرة العامة، ومن هذه الفكرة العامة سيكون هناك الأسباب الفرعية الأخرى التي تتعلق بالفوائد التي ستحصل عليها في مجالات أخرى بسبب هذا التغيير.
هذه المقاربة تساعدك على رؤية الصورة كاملة وبشكل أبعد وأكثر عمقاً من السبب البديهي. وعليه هنا يمكنك إما أن تحصل على أسباب تعزز قرارك أو أسباب تجعلك أكثر اقتناعاً بأنه عليك عدم القبول بهذه الفرصة أو اتخاذ هذا القرار أو ذاك.
«تعرض للعنف واعتقد والده أنه أصم».. ما لا تعرفه عن إيلون ماسك
ما التغييرات التي عليك القيام بها؟
قرار مهم وجذري في الحياة المهنية يعني أن هناك تغييرات ستطرأ على مجالات أخرى في حياتك. هنا يجب التفكير بالأمور التي عليك القيام بتغييرها من أجل ان تخدم القرار الذي اتخذته للتو، وكذلك الأمر بالنسبة للأمور التي ستتغير بشكل تلقائي وكنتيجة حتمية للقرار الذي قمت بإتخاذه. فكر بكل العوامل الداخلية والخارجية، وقم بالتركيز على الأمور التي ستكسبها عندما تقوم بهذه التغييرات، وكذلك ضع حجم الرضا الذي ستشعر به بالحسبان سواء على صعيد شخصي أو على صعيد العائلة في حال كنت تملك عائلة قد تتأثر بالقرارات المهنية الحاسمة التي أنت على وشك أن تتخذها.
ما أسوأ وأفضل سيناريو؟
تخيل كل الاحتمالات الممكنة التي قد تنجم عن حسم هذا القرار أو ذاك. فكر بكل النتائج الإيجابية، وبكل النتائج السلبية التي قد تنتج عن القرار. ما الذي ستخسره وما الذي ستكسبه؟ حين تكون الصورة هذه واضحة تماماً بالنسبة إليك حينها يمكنك أن تقوم بتقييم القرار بشكل منطقي أكثر؛ وذلك لأنه أحياناً قد تجد أن بعض النقاط التي وردت ضمن أسوأ سيناريو ممكن قابلة للحل وليست سيئة كما يخيل إليك. الغاية هنا هي رؤية الأمور السلبية وكل العوامل المرتبطة بها، والتي هي بشكل أساسي تمنع أي شخص كان من حسم قرارته، ولكن حين يتم وضعها بشكل واضح فإما سيدرك الشخص أنه يمكنه حلها وتجازوها أو يدرك أن الأمر لا يستحق، وأن أسوأ سيناريو ممكن تأثيره كبير وضخم بحيث لا يمكن تجاهله.
ومن الأهمية بمكان التذكر وبشكل دائم أنه ورغم القيام بكل الخطوات المنطقية وبناء القرار على الكثير من العقلانية فإن مقاربة «ماذا لو؟» ستبقى موجودة؛ وذلك لأن الإنسان بطبيعته وحين يجد نفسه أمام قرارات تتعلق بالمجهول سيبقى يتساءل ماذا كان سيحدث لو قام بهذا أو ماذا سيحدث لو سيقوم بهذا.. التوتر مسموح به، ولكن يجب عدم السماح للتوتر بأن يسير القرار أو يفشله.
المصدر: ١