ما الفرق بين المماطلة والتسويف والكسل؟
هل شعرت يومًا أنك لست في حالة مزاجية تسمح لك بالعمل وإتمام المهام التي عليك القيام بها، ما يدفعك إلى تأجيلها إلى اليوم التالي أو الذي يليه وهكذا، فتتراكم مهامك ويتكدس جدول أعمالك، وتصاب بحالة من التوتر والقلق الشديد؟، إذا كانت إجابتك بنعم، فأنت بذلك تماطل أو تقوم بما يُعرف باسم "التسويف الإداري".. إذا ما معنى المماطلة؟ وما هو الفرق بين المماطلة والتسويف والكسل والتأجيل؟.
المماطلة أو التسويف الإداري أحد المشاكل الكبرى التي تعاني منها العديد من الشركات أو المؤسسات الكبرى، وهي مشكلة قديمة جدًا عانت منها الكثير من المجتمعات والأفراد، وهي التأخير أو التأجيل المتعمد للقيام ببعض المهام أو الوظائف لبعض الوقت، وقد يرجع ذلك إلى الكثير من الأسباب، ولكنها في كل الأحوال تؤثر على إنتاجية الشركة أو المؤسسة وتمنعها من تحقيق أهدافها المنشودة.
اقرأ أيضًا: وداعاً لمماطلة العملاء..ما الطريقة المثالية لتحصيل ديون شركتك المتأخرة؟
ما الفرق بين التسويف والتأجيل والمماطلة والكسل؟
ولكن وقبل أي شيء عليك أن تعرف الفرق بين المماطلة والتسويف والكسل، فالمماطلة هي عملية نشطة يكون فيها الشخص على درجة كبيرة من الوعي والإدراك ولكنه يتجنب تنفيذ بعض المهام لأسباب مختلفة، ولكن الكسل لا يختلف شيئًا عن اللامبالاة، فالشخص في هذه الحالة يكون مصابًا بالخمول.
اقرأ أيضًا: المماطلة لن تنفعك وستجعل حياتك أسوأ.. فكيف تتغلب عليها؟
ولمساعدتك على مواجهة هذه المشكلة نقدم لك مجموعة من الخطوات التي قد تساعدك في فهم الفرق بين المماطلة والتسويف والكسل والتي نستعرضها على النحو الآتي:
ما هي المماطلة؟ اعترف بأنك تُماطل
قبل أن نعرف الفرق بين المماطلة والتسويف، لابد أن نعرف معنى المماطلة ونعترف بوجودها، ربما تؤجل العمل على مهمة ما لأنك أعدت ترتيب أولوياتك، إذا أجلت العمل على مهمة هامة لسبب وجيه، ففي هذه الحالة فأنت لا تماطل، ولكن إذا كنت تؤجل بعض المهام لأجل غير مُسمى فأنت تماطل أو تقوم بالتسويف الإداري.
واعلم أنك تماطل أيضًا إذا كنت تملأ يومك بمجموعة من المهام غير المهمة، أو تُهدر وقتك وجهدك في قراءة الرسائل الإلكتروني أكثر من مرة دون اتخاذ قرار هام بشأنهم، أو تأجيل القيام بمهمة ما لأنك ستذهب إلى تناول الطعام أو شرب كوب من القهوة.
اقرأ أيضًا: هل تُدمن الكسل؟ .. تعرف على «الأفضل في مجالك» حول العالم
اكتشف السبب الحقيقي وراء معنى التماطل
عليك أن تعرف الأسباب الحقيقية التي تدفعك إلى المماطلة لكي تتمكن من حلها، فعلى سبيل المثال ربما تتجنب تنفيذ بعض المهام لأنك تشعر أنها مملة أو تبعث على السأم، وهنا من الضروري أن تبحث عن أشياء تجعلك تشعر بالإثارة والمتعة.
وهناك بعض الأشخاص الذين يخشون النجاح مثلما يخشون الفشل، ظنًا منهم أن نجاحهم سيغرقهم في الكثير من المهام وسيحملهم المزيد من المسؤوليات.
ويوجد سبب رئيسي قد يدفع إلى المماطلة والذي يتمثل في عدم القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة.
لـ الشخص المماطل.. حاول إدارة مشاعرك وليس وقتك فقط
أحد الأسباب التي تدفعك إلى المماطلة دون أن تعرف الفرق بين المماطلة والتسويف، هي شعورك بأنه ليس عليك القيام بعملك أو اتمام المهام التي يتعين عليك القيام بها حتى تكون في المزاج المناسب.
يقول جوزيف فيراري، أستاذ علم النفس في جامعة ديبول في شيكاغو، إن هذه الحجة تؤدي إلى السير في حلقة مفرغة، كما أنها تؤثر جدًا على الإنتاجية، لأنك طالما تشعر بأنك في حالة مزاجية سيئة ستؤجل عملك حتى تتحسن أوضاعك النفسية.
تقول فوشيا سيرويس، الطبيبة النفسية والمحاضرة في جامعة شيفيلد في بريطانيا، إن إرجائك القيام ببعض المهام لأنك في حالة مزاجية سيئة إحدى الطرق لتنظيم المشاعر الخارجية، أو ربما يكون بسبب الخوف من الفشل، أو تخييب آمال الآخرين، أو فقدان احترام الذات، أو الشعور بعدم الكمال.
اقرأ أيضًا: خمس حالات يصبح الكسل فيها مطلوباً
وتتابع: "ربما تعتقد أن المماطلة أحد سبل إدارة الوقت، ولكن في الحقيقة فهي مجرد طريقة للتعامل مع المشاعر التي لا تستطيع التعامل معها في الفترة الحالية".
وتنصح سيرويس بالعثور على السبب الرئيسي للمشكلة وحله عوضًا عن المماطلة، والفرق بين المماطلة والتسويف وتقول إن أفضل طريقة لفعل ذلك هي محاولة السيطرة على مشاعرنا، والنظر إلى الصورة كاملة حتى نتمكن من تقييم الموقف بالكامل.
اقرأ أيضًا: للرجال.. احذر الكسل يتسبب في مشاكل خطيرة للمثانة
تمرن على المماطلة المنظمة
في عام 1996، تحدث جون بيري، أستاذ الفلسفة في جامعة ستانفورد، عن مفهوم جديد يُدعى "المماطلة المنظمة"، وأوضح أنه يعني وضع الأمر الأكثر صعوبة وإلحاحًا في أعلى قائمة أولوياتك، وفي الوقت نفسه عليك وضع مهام أخرى مهمة في قائمتك، ويقول إنه سيساعدك على إنجاز أكبر عدد ممكن من المهام.
اقرأ أيضًا: الرجل العربي بين الطموح والكسل.. «#ماذا_يحتاج _الشباب»؟
اقرأ أيضًا: دراسة: الجسم مبرمج على الكسل
تجنب توبيخ نفسك
المشاعر أو العواطف السلبية قد تكون محفزة، وفي بعض الأحيان قد لا تكون كذلك، يقول سيرويس إنه عندما تكون منغمسًا في المشاعر السلبية والسيئة مثل العار أو الخوف، لن تستطيع التعامل مع الأمور بموضوعية.
وهناك مجموعة من التمارين لمساعدة الشخص على إدراك الموقف، وحتى يتصدى للمشاعر السلبية، وذلك قد يكون من خلال التسامح، والتعاطف.
جيف بيزوس ولورين باول والآن مارك بينيوف.. لماذا يشتري المليارديرات المؤسسات الإعلامية؟
كافئ نفسك
لا عيب من مكافأة نفسك إذا تمكنت من اتمام مهمة صعبة في الوقت المناسب، أو تسليم مشروع ما في الوقت المُحدد، على سبيل المثال اشتري لنفسك قطعة من الحلوى أو كعك بالنكهة التي تفضلها.
اقرأ أيضًا: تعرف على 9 أطعمة تقضي على الشعور بالكسل