سر التواصل
نستطيع أن نصنع حياة أفضل إذا طورنا اسلوب التواصل. هي مفاتيج بسيطة لكن تأثيرها مهم. كثير من مشاكلنا يكمن في لغة الحوار وليس في الفكرة ذاتها. وكم من مشاكل وقعنا فيها بسبب مفردات فسرت بشكل خاطئ. ما يحصل هنا هو سوء تفاهم وليس سوء أشخاص. نعتقد أن فكرتنا هي الصحيحة ولربما هي بالفعل، لكن لغة الحوار مع الاخر تجعلنا نخسر قضيتنا رغم أنها قضية عادلة.
الأشخاص الناجحون يتميزون بأن قدراتهم في التواصل مع الاخرين عالية ولديهم الذكاء الاجتماعي. وبالتالي تكون مساحة التسامح لديهم أكثر، والقدرة على الاستيعاب والمرونة عالية. وهذه القدرات تمنح الشخص كاريزما خاصة, وليس بالضرورة أن تكون هناك صيغة واحدة لتلك الشخصيات، بل إن الاختلاف والتمايز يعطي جاذبية أكثر.
ويظل أسلوب التواصل مفتاح للقلوب وهناك أشخاص لديهم نوايا طيبة ولكنهم يخسرون صداقات مهمة وعلاقات محتملة بسبب عدم قدرتهم على ادراك فن التواصل واستخدام اللغة المناسبة التي تقرب بدلا من أن تنفر. وهناك فرق بين أشخاص يتفننوا في اظهار قدراتهم في التواصل ولكن كوسيلة للوصول الى أهدافهم بينما نواياهم مختلفة عما يظهرون. فهؤلاء ربما يحققون مكاسب على المدى القصير، ولكن الحقائق تظهر في نهاية المطاف. فالزيف مهما كان مغر في شكله الخارجي، إلا أنه مؤقت في استمراريته.
هناك في الجانب المقابل أشخاص لديهم حساسية عالية في تقبل الاخر ويفسروا الامور بشكل مبالغ فيه، وهم في داخلهم أشخاص طيبين، لكنهم يميلون بطريق غير مباشر الى اصدار احكام قطعية على الاخر. وهذا يخلق حواجز وهمية في تواصلهم مع الاخرين. ولكن الأشخاص الذين يمتلكون قدرات عالية في التواصل يستوعبوا حساسية هؤلاء ويتعاملوا معها على أنها واقع يجب تقبله. ربما واحدة من الملكات التي يجب أن نطورها في أنفسنا هي قدرتنا على تفسير الكلمات بشكل ايجابي، وتقديم حسن الظن على غيره.
نعم. يمكن لنا أن نجعل حياتنا أجمل ونجنب أنفسنا حروب جانبية لاتستحق العناء، فالعمر أقصر من أن نضيعه في معارك تستهلك الوقت والمشاعر. وكلما كانت قدرتنا على التواصل أفضل و تحاشينا اصدار الأحكام على الاخرين, كلما استطعنا أن نضيف الى رصيد العمر مزيدا من السعادة.
السطر الأخير:
ربما نملك نفس المشاعر
لكننا نختلف في الكلمات