كيف تتكيف الحيوانات مع الأخطار البشرية
يعد تغير المناخ ، التلوث ، الصيد الجائر، من العوامل الرئيسية المباشرة التي تؤثر على الحيوانات بطريقة كبيرة، لكن لحسن الحظ ، فللحيوانات قدرة كبيرة ومميزة في التكيف مع أي شيء، حيث انه بالنسبة للكثيرين منهم يعد التكيف هو مفتاح البقاء.
لذا سنعرض لك فيما يلي بعض العوامل التي تمثل تهديدا قويا للحيوانات وكيفية تكيفها مع تلك المخاطر.
مهارات مكافحة الصيد الجائر
يبدو أن التطور أصبح أداة جديدة لمكافحة الصيد غير المشروع للعديد من الحيوانات ، بما في ذلك الأفيال، فعلى مدى فترة 20 سنة مضت ، ارتفع عدد الأفيال الإناث التي لا تمتلك أنياب في زامبيا ، من 10 في المئة إلى 40 في المئة ، وفي سريلانكا، أصبح أقل من خمسة بالمائة فقط من الأفيال الذكور لديهم أنياب، حيث تعيش الأفيال التي لا تمتلك أنياب لفترة أطول (لأنها غير مهددة من قبل الصيادين) وبالتالي فهي قادرة على التكاثر .
وهذا ما حدث أيضا مع الخراف ذوات القرون الكبيرة التي تعيش في كندا، حيث تمتلك تلك الخراف قرون كبيرة لافته للنظر ومميزة تجعلها قادرة على الدفاع عن نفسها وتكون أكثر جاذبية لنظيراتها من الإناث ، ولكنها مطلوبة أيضًا كحوامل حائط، لذا فإنها هدفا قويا للصائدين، مما جعل التطور في مصلحة هؤلاء الأغنام بكل تأكيد، حيث قل أعداد الأغنام ذات القرون بشكل كبير للغاية نتيجة الصيد ونجت الأغنام ذات القرون الصغيرة وأصبحت تتكاثر وتزدهر.
يحدث هذا التطور والتغير في الحيوانات نتيجة تغيرات جينية ناتجة عن الصيد الجائر، حيث على سبيل المثال في الأفيال وبعد صيد كيمة كبيرة من الأفيال ذات القرون، أصبحت الأناث معدومة القرون تتكاثر مع الذكور معدومة القرون وهذا ما يزيد احتمالية سيطرة جين عدم امتلاك القرون على الطفل المولود.
وهذا بالمثل ما حدث مع الخراف ذات القرون الصغيرة التي تكاثرت فيما بينها وبالتالي أصبح السائد في الناتج من الأطفال ذوي قرون صغيرة.
طريقة أخرى يستخدمها الفيلة لتجنب الصيد الجائر ألا وهي خداع الصيادين من خلال الهجرة إلى حديقة تشوبي الوطنية في بوتسوانا من البلدان المجاورة، وليس من الطرق المعتاد عليها، فلقد أصبح المتنزه ملاذاً آمناً لهذه الآفيلة .
ويعتقد الباحثون أنهم يتواصلون مع بعضهم البعض من خلال وسائل معقدة لنقل رسائل الخطر والتهديد، هناك سمة رائعة أخرى لوسيلة البقاء على قيد الحياة هي أنهم يهاجرون ليلاً لتجنب أن يلاحظهم الصيادون.
كما تسعى بعض الحيوانات إلى تصعيب عملية الصيد الحائرة، فعلى سبيل المثال يقوم سكان غينيا منذ عدة عقود بإنشاء مصائد الفخ لصيد الحيوانات المختلفة، ولكن الأمر اللافت للنظر أن حيوانات الشمبانزي الذين يعيشون هناك تمكنوا بطريقة ما من معرفة كيفية تفكيك هذه المصائد بل وأصبحت الذرية الصغيرة تكتسب تلك المهارات من خلال تعلمهم ذلك على يد كبار الشمبانزي .
التكيف مع تغير المناخ
البومة السمراء، حصل هذا النوع من البوم على اسمه من التلوين البني الذي يحمله، ومع ذلك فإن درجات لونه وظلاله تختلف بين درجات البني بناءا على موطنه من البني الفاتح إلى الرمادي إلى البني الداكن، وقد لوحظ- تكيف تلك البومة مع المناخ من خلال ملاحظة البوم الأسمر ذو اللون البني الفاتح والرمادي الذي يميل للعيش في الطقس الثلجي للغاية في بلدان مثل فنلندا، والذي تغير لونه في الآونة الأخيرة إلى لون بني أكثر قتامة، وذلك مع ارتفاع درجة الحرارة نسبيا مما ترتب عليه انخفاض كثافة الثلج.
أما السنجاب الأحمر ، الموجود في أجزاء كبيرة من أمريكا الشمالية ، هو حيوان آخر يتكيف بسرعة مع تغير المناخ.
وجدت دراسة قام بها الدكتور ستان بوتين ، من جامعة ألبرتا في ادمونتون ، أن السناجب ، التي تواجهها درجات حرارة زنبركية أكثر دفئا وإمدادات غذائية أكبر ، تتكاثر في وقت معين لكي تعيل أطفالها على البقاء، حيث تحدد الفترة التي يكون فيها هناك وفرة من الطعام عندما يولدون، وعندما يأتي الخريف الذي يكون فيه الطعام أقل بكثير يكون أطفالها أصبحوا أكثر قدرة على إعالة نفسهما وأكثر قوة.
التحصين الذاتي من السموم
حتى أن العديد من الحيوانات تكيفت لتتكيف وتتحمل السموم والملوثات ، ولعل أكثر تلك الحيوانات شيوعًا هي الجرذان والفئران، حيث أصبحت الكثير من الفئران ووفقا للدراسات والابحاث العلمية تتكيف وتتحمل بعض السموم التي يستخدمها البشر للتخلص منها مثل الوارفارين ، المبيد ، وأصبح ليس لهم أي تأثير على تلك القوراض، بمعنى أخر تكيفت الفئران والقوارض معهم وأصبحوا محصنين منهما .