هل الكتب الصوتية جيدة لك كالكتب المقروءة؟ إليك ما يقوله الخبراء
حتى بالنسبة للأشخاص الذين يحبون الكتب، فإن إيجاد فرصة للقراءة قد تكون تحديا للبعض. فالكثيرون. على ما يبدو. يعتمدون على الكتب الصوتية ، وهي طريقة بديلة مقنعة للقراءة القديمة الطراز. فأنت تستطيع الاستماع إلى أحدث إصدارات الكتب أو الأكثر مبيعا أثناء تجوالك أو تنقلك أو خلال تنظيف المنزل.
لكن هل الإستماع الى كتاب هو بنفس جودة قراءة واحد مطبوع ؟
"لقد كنت من محبي الكتب الصوتية والمسموعة، لكنني كنت أراهم دائما على أنهم غشاشين"، هذا ما قالته بيث روغوسكي ، وهي بروفيسورة مشاركة في التعليم في جامعة بلومزبورغ في بنسلفانيا.
تعرف على عدد مليونيرات العالم في 2017 وأكثر 10 دول فاحشة الثراء
وفي دراسة اجريت عام 2016 ، روغوسكي وضعت إدعائاتها و إفتراضاتها قيد الإختبار. مجموعة واحدة خلال دراستها إستمعت إلى مقاطع من أنبروكن ، وهو كتاب إشعارات يتحدث عن الحرب العالمية الثانية ومؤلفته هي لورا هيلين براند ، وبينما مجموعة ثانية قامت بقراءة نفس المقاطع من خلال قارئ إلكتروني. وهي شملت ووضعت أيضا مجموعة ثالثة قامت بالإستماع والقراءة في الوقت نفسه. بعد ذلك ، قام الجميع بإجراء إختبارات مصممة لقياس مدى قدرتهم على استيعاب المواد. " نحن لم نجد اي إختلافات كبيرة في الاستيعاب والفهم ما بين القراءة ، والاستماع، أو القراءة والإستماع في الوقت ذاته"، هذا ما قالته روغوسكي.
النتيجة الأولى تعود لصالح الكتب المسموعة ؟ ربما ذلك. لكن روغوسكي ودراستها تقوم يإستخدام القراءة الإلكترونية والأجهزة وتفضلها عن إستخدام الكتب المطبوعة التقليدية ، وهنالك بعض الأدلة تشير الى أن القراءة من خلال شاشة تقلل من التعلم والإستيعاب والفهم مقارنة بالقراءة من كتاب مطبوع. لذا فمن الممكن ، لو أن دراستها هذه المحرضة للكتب التقليدية القدية ضد الكتب المسموعة ، فإن الكتب التقليدية ذو الطراز القديم قد تأتي في المرتبة الأعلى.
إذا كنت تتساءل عن السبب في أن الكتب المطبوعة قد تكون أفضل للقراءة من تلك التي تقوم بقرائتها من خلال شاشة ، فقد يكون ذلك له علاقة بعجزك وعدم قدرتك على وضع مقياس لمكان وجودك ووصولك في القراءة من خلال الكتاب الإلكتروني. " عندما تقوم بقراءة رواية ، فإن تسلسل وتعقب الأحداث مهم جدا ، وأن تعرف مكان وجودك ووصولك في الكتاب يساعدك على بناء ذلك الجزء وإستيعابه من الرواية " ، هذا ما يقوله دانيال ويلينجهام ، وهو بروفيسور علم النفس في جامعة فرجينيا ومؤلف كتاب رايزنيك كيدز هو ريد. بينما قراء الأجهزة الإلكترونية يحاولوا أن يكرروا هذا عن طريق إخبارك ما تبقى من الكتاب ما لم تفم بإكماله أو تركه. ومن خلال النسب المئوية أو طول الوقت حتى النهاية ، فإن هذا لا يبدو أن له نفس التأثير الروائي والسردي كقراءة الكتب التقليدية القديمة.
حقيقة أن النص المطبوع أو المكتوب يشير ويرتكز دوما على موقع محدد على الصفحة يبدو أنه يساعد أيضا الناس والأشخاص على تذكره بشكل أفضل من ذلك النص المطبوع أو المكتوب على شاشة ، ووفقا لأبحاث أكثر حول الخصائص أو السمات المكانية لوسائط الإعلام المطبوعة التقليدية. كل ذلك قد يكون له صلة بالكتب المسموعة ضد الكتب العادية بسبب ، مثلا الشاشات الرقمية ، الكتب المسموعة تمنع أو تحرم المستخدمين من معرفة مكان وصولهم في الكتاب أثناء الإستماع بينما القراءة من كتب مطبوعة تسمح بذلك.
إن التوازن الذاتي المرتبط مع القراءة قد يكون أيضا يميز ويفرق ما بين الكتب العادية من الكتب المسموعة.
" حوالي عشرة الى خمسة عشر بالمئة من حركات العين أثناء وخلال القراءة هي في الواقع عملية رجعية ( حيث أن العينين ) تعودان للتحقق مرة آخرى " ، هذا ما قاله ويلينجهام خلال شرحه. " هذا يحدث بسرعة كبيرة ، وهو نوع من السلاسة المرتبطة خلال عملية قراءة الجملة ". وهو يقول أن هذه القراءة من المؤكد أنها تعزز وتسرع من الإدراك والفهم بشكل مؤكد ، وقد تكون أيضا قابلة للمقارنة للمستمع الذي يطلب من المتكلم " التوقف " أو إعادة شيء ما. " حتى وانت تسأل ، فأنت تذهب في إستماعك وعقلك الى ما قاله المتكلم والمتحدث " ، وهو يقول أيضا ويتابع . نظريا ، أنت أيضا تستطيع إيقاف مؤقت أو الرجوع للخلف بينما تستمع الى ملف صوتي. " لكن هذا أكثر صعوبة وتعقيدا " ، هذا ما أضافه.
وهنالك إعتبار وتقدير آخر هو ما إذا كنا سواء نقرأ أو نستمع الى نص ، فإن عقولنا تتجول وتتوه في بعض الأحيان. يمكن أن تمر الثواني ( أو الدقائق ) قبل أن ندرك ونلتقط هذه الغفوة الذهنية المؤقتة ونعيد تركيز إنتباهنا مجددا ، هذا ما قاله ديفيد دانيل ، وهو بروفيسور في علم النفس في جامعة جيمس ماديسون وعضو في مشروع الأكاديمية الوطنية للعلوم الذي يهدف الى فهم كيف يتعلم الناس.
إذا كنت تقرأ ، فمن السهل جدا الرجوع والعثور على النقطة بتحديدها. وهي ليست بهذه السهولة إذا كنت تستمع لتسجيل صوتي ، هذا ما قاله دانيل. خصوصا إذا كنت تتعامل وتجد صعوبة مع نص معقد ، فإن القدرة على الرجوع بسرعة لملف صوتي وإعادة فحص والنظر في المواد قد تساعد في التعلم ، ومن المحتمل أن يكون ذلك أسهل أثناء القراءة مقارنة بالإستماع. " قلب صفحة الكتاب أيضا يعطيك ويمنحك إستراحة قصيرة وطفيفة " ، هذا ما قاله. وهذا التوقف والإستراحة المؤقتة قد تخلق مساحة ومكان في عقلك ليخزن أو يتذوق ويحلل المعلومات التي إستحوذ عليها وإستوعبها.
شارك دانيل في دراسة أجريت في عام 2010 والتي وجدت أن الطلاب الذين إستمعوا الى نص ملقى عليهم كان أداؤهم أسوأ في إختبار الفهم مقارنة بالطلاب الذين قرأوا نفس الدرس من على الورق. " والمجوعة التي إستمعت للدرس الملقى والصوتي قامت بأداء سيء جدا ، وليس سيء قليلا " ، هذا ما قاله. مقارنة مع الذين قاموا بالقراءة ، فإن المستمعين سجلوا ما يعادل ثماني وعشرون بالمئة أقل في التجربة والإختبار_ وهو إختلاف بين درجة أ أو د ، هذا ما قاله.
من المثير للإهتمام ، في بداية هذه التجربة ، معظم الطلاب تقريبا أرادوا أن يكونوا في مجموعة الدروس الملقاة والصوتية. " لكن قبل أن أعطيهم وأعرض عليهم الإختبار ، قمت بسؤالهم مرة آخرى في أي مجموعة هم يرغبون أن يكونوا ، والأكثرية منهم قاموا بتغيير رأيهم _ هم أرادوا أن يكونوا في المجموعة التي تقوم بالقراءة " ، هذا ما قاله دانيل. " هم يعلمون أنهم لم يتعلموا الكثير جدا ".
هو يقول أنه من الممكن ، مع الممارسة والتدريب ، فإن المستمعين قد يكونوا قادرين على مجاراة القارئين أيضا. " نحن نحسن بما نقوم بفعله ، وأنت تستطيع أن تصبح مستمع أفضل إذا قمت بتدريب نفسك للإستماع بشكل حاسم أكثر " ، هذا ما قاله ( هذا الشيء نفسه قد ينطبق أيضا ويكون صحيحا لدى القراء الذين يقومون بالقراءة من خلال شاشة بعض الأبحاث إقترحت أن الأشخاص الذين يمارسون ويتدربون على " التعلم من خلال شاشة " يقدمون ويتحسنون في ذلك.).
لكن قد يكون هنالك أيضا بعض " العقبات البنيوية والهيكلية " التي تعوق التعلم من المواد الصوتية ، هذا ما قاله دانيل. لشيء واحد. أنت لا تستطيع بوضع خطوط أو وضع علامات من خلال شيء تقوم بسمعه. والعديد من كل ذلك " يعد بالأمر الهام " لكن ذلك يظهر وتقوم بإستطاعة فعله في الكتب المطبوعة_ أشياء مثل تظليل الكلمات أو وضع خط عريض عليها أو تحزيز وتجزيئ معلومات قيمة ومهمة_ ليس هذا بالأمر السهل أو يمكن فعله وتأكيده في الوسائط السمعية.
لكن الكتب السمعية والصوتية لديها بعض نقاط القوة أيضا. فالبشر كانوا يقومون ويتشاركون المعلومات شفهيا لعشرات آلاف السنين ، هذا ما قاله ويلينجهام ، بينما الكلمة المطبوعة تعد إختراع أحدث بكثير. " عندما نقوم بالقراءة ، نحن نقوم بإستخدام أجزاء من الدماغ التي تطورت تدريجيا لأهداف وأغراض آخرى ، ونحن ندربها ونطورها لهم حيث نستطيع تطبيقها على مهام القراءة المعرفية " ، هو يشرح . المستمعين ، من وجهة نظر آخرى ، يمكنهم إستخلاص الكثير من المعلومات من إيماءات المتحدث أو الترنيمات. فالتهكم هو مرتيط ومتواصل بسهولة أكثر من خلال الصوت أكثر منه من النص المطبوع. والأشخاص الذين يقومون بسماع شكسبير يتحدثون ويجهرون بصوت عال يميلون الى جمع وإلتقاط الكثير من المعنى أكثر من ذلك الذي يقوم الممثل بتسليمه ، هذا ما أضافه أيضا.
ومع ذلك ، فإن العامل النهائي قد يقلب الموازين ومقاييس الفهم والإحتفاظ بها بقوة لصالح القراءة التقليدية ، وهذه قضية متعددة المهام. " إذا كنت تحاول التعلم بينما أثناء القيام بشيئين ، فإنك لن تتعلم شيئا كذلك " ، هذا ما قاله ويلينجهام. حتى الأنشطة التي يمكنك أداؤها بشكل أكثر أو أقل عن طريق الطيار الآلي_ أشيلء كالقيادة أو القيام بتنظيف الأطباق _ تقوم بلفت وإستهلاك إنتباهك لعرقلة تعلمك. " أنا أستمع الى الكتب الصوتية طوال الوقت أثناء قيادتي ، لكنني لن أقوم بمحاولة الإستماع الى أي شيء هام في عملي " هذا ما قاله.
كل ما يقال ، إذا كنت تقرأ أو تستمع لقضاء وقت الفراغ _ ليس لأجل العمل أو الدراسة _ فالإختلافات بين الكتب الصوتية والمطبوعة هي على الأرجح مثل " البطاطس الصغيرة " هذا ما أضافه. " أعتقد أن هنالك تداخل كبير ما بين نص صوتي مقارنة بفهم وإستيعاب النص المطبوع ".
لذا إمضي قدما وقم " بالخداع والغش " فإن أصدقائك في المكتبة أو نادي الكتاب لم يقوموا بمعرفة ذلك.