كيف حولت الصدفة طالبة سعودية لمعلمة أطفال الأسر المتعففة؟
بماذا تُشعر عندما ترى طفلًا ينظُر نظرة استعطاف لطلب العلم، ولكن وفي عالمنا العربي، اعتاد الأطفال والطلاب إلى الحصول على دروس تقوية إلى جوار الدراسة في المدرسة، ولم تكن تتوقع زهرة هاشم المسلم، الطالبة في كلية الأسنان بجامعة عبدالرحمن بن فيصل، أنها ستستجيب إلى نظرات العطف التى لاقتها من قِبل أحد الأطفال الفقراء، الذى كان حاملًا كتابه الدراسى، وهو يطلب المال بسبب احتياجة.
حيث صادفت طالبة كلية الأسنان هذا الموقف في أحد المرات عندما كانت مريضة وذهبت إلى المستشفي، وقتها رأت الطفل هذا هو يحمل كتابه ويطلب المال، عندها قررت أن تنفذ الفكرة التى جاءت في رأسها وهي تحويل الأمر إلى برنامج خيري اجتماعي، من خلال استقطاع جزء من إجازتها الاسبوعية للتدريس لأبناء الأسرة التى وصفتها بالمتعففة بمدينة الخبر والذين يواجهون صعوبات دراسية.
رحلة الهولوغرام.. تطبيق إلكتروني لتعزيز تجربة السياحة والتراث في السعودية
وبحسب ما تقوله زهرة إلى العربية، فإنها من بعد أن رأت هذا الموقف، جاءت إليها فكرة أن تعلم الأطفال، وذلك من بعد ما رأت أطفال الأسر المتعففة، مؤكدة أنها واجهت صعوبات عدة في بداية الأمر، حول كيفية بداية الأمر ونشر إعلانها للناس للمشاركة فيه.
إيمان الفتاة بفكرتها النبيلة، وأهدافها السامية، بدأت في نشر مجموعة من أوراق الإعلانات في الأحياء الفقيرة بمنطقة الخبر، مشيرة إلى أنها أعطت الأوراق إلى أبناء الحي وأبلغتهم بأنها يمكنها أن تتكفل بأي أي حد من الأطفال الذين يحتاجون مدرسة خصوصية مجانًا.
وصفت زهرة بدايتها في هذا الأمر بالمُربكة، خاصة وأنها كانت لا تدري أين يمكنها أن تعطي للأطفال الدروس، فخطرت إلى بالها فكرة، هي أن تُدرس لهم في بيت صديقة لها تسكن بجوار تلك الأحياء، ومن ثم استطاعت أن تذهب إلى الأطفال في منزلهم لتعطيهم الدروس.
وأضافت الفتاة العشرينية في حديثها: «كنت أدرس في البداية طفلة وطفل، ثم أصبحت أدرس 4 بنات وطفلين، ولم أستطع أن أستقبل عدداً أكبر لأن الموضوع أصبح فيه نوع من الصعوبة»، موضحة أنها تسكن في الجامعة فالخروج بالنسبة لها من الصعوبات التى تواجهها، لذلك فإنها تشرح للأطفال 3 ساعات متواصلة.
وتابعت حديثها: «الحمد لله كنت أختبر معلوماتهم قبل وبعد وألاحظ تطورا كبيرا في مستواهم وهذا الأمر أسعدني».
وتقول زهرة أن فكرة التطوع لم تكن مُقتصرة فقط على تعليم الأطفال في المرحلة الابتدائية من أبناء الأسر المتعففة، ولكنها أكدت أن خطوتها المقبلة سوف تكون تجديد غرف النوم للمراهقين من أبناء هذه الأسر، مؤكدة أن فكرتها الإضافية هذه لازالت قيد الدراسة، ولم تأخذ فيها خطوة فعلية على أرض الواقع.
وحول التمويل الذى تستطيع به أن تُدرس للأطفال ابناء الأسر المُتعففة، قالت زهرة إنها طالبة جامعية، وتُدرس لطالبات السنة التحضيرية في الجامعة داخل سكنها الجامعي، وبالمقابل الذى تحصل عليه منهم تقوم باستثمارة في تدريس الأطفال، وتنوى أن تقوم بجزء منه بتجديد غرف المُراهقين.