التعليم الرقمي.. تجربة سعودية رائدة في إطار رؤية المملكة 2030
السعودية وكما هو معروف للجميع ومنذ مدة تعمل بشكل حثيث في إطار إصلاحات شاملة تطال كل القطاعات في المملكة. الإصلاحات هذه بطبيعة الحال ستطال المجال التعليمي بحكم أنه الأساس الذي يخرج مواطنين فاعلين في مجتمعهم. التعليم في عالمنا العربي يعاني من مشكلة الكفاءة والمناهج متأخرة سنوات ضوئية عما يدور على أرض الواقع لناحية تحضير التلميذ للجامعة ولسوق العمل.
السعودية ومنذ العام الفائت بدأت عملية التحول الى التعليم الرقمي الذي لا يجعل تجربة التعليم أكثر إيجابية ومتعة للتلميذ فحسب ولكنها أيضاً تدعم وتطور قدرات المعلمين العلمية والتربوية.
فلنتعرف على هذا نظام التحول الى التعليم الرقمي في السعودية وما تم تحقيقه من الخطة الموضوعة الى الان.
بوابة المستقبل
أسباب هذا البرنامج
تم تدشين برنامج «بوابة المستقبل» العام الفائت وهي إحدى المبادرات التي تقوم بها وزارة التعليم بالتعاون مع شركة تطوير لتقنيات التعليم وذلك في إطار مرحلة التحول الوطني ٢٠٢٠ ضمن رؤية ٢٠٣٠.
بوابة المستقبل لها عدة أهداف تطال جميع الفئات المعنية بعملية التعليم والتعلم وهي الطالب وأولياء الأمر والمعلم. وطبعاً المستفيد الاكبر على المدى الطويل هي الدولة نفسها لكونها تحضر جيل المستقبل كما يجب تحضيره وبالتالي تبعده عن النمط التقليدي للتعلم الذي يعد من أبرز المعوقات في عالمنا العربي.
في حال كنا سنتحدث عن المعلم فهو يعيش دوامة ملل ما بعدها ملل بحكم أنه يقوم بشرح الدروس نفسها بالطريقة نفسها عاماً تلو الاخر، وعليه فهو يفقد الحوافز والشرارة التي جعلته أصلاً يحب التعليم. الأمر يصبح تكراراً لا شغف ولا روح فيه. هذه الرتابة يشعر بها التلميذ، الذي بدروه، وخصوصاً الجيل الحالي، لم يعد بإمكانه الإكتفاء بالتلقين بل يحتاج الى التفاعل ضمن بيئة يفهمها وهي البيئة التكنولوجية.
اما الاهل فهم الطرف الذي يعاني أكثر من غيره في هذه المعادلة، لكونهم يتحولون الى تلاميذ ومعلمين وأولياء أمر في الوقت عينه . بوابة المستقبل تسهل حياة الأهل بشكل يفوق الوصف وعليه التواصل والتفاعل ومعرفة كل ما يحصل بات سهلاً للغاية.
بوابة المستقبل وجدت الحلول للغالبية الساحقة من هذه المشاكل من خلال نظام التعليم الإلكتروني التفاعلي .فالتعليم القائم على التلقين يعطي المعلومة فقط ولا يفتح المجال أمام التحليل والدراسة، بينما التعليم الإلكتروني يشجع على الإكتشاف وعلى التفكير الإبداعي.
العقول الشابة للجيل الحالي لم تعد تتقبل مبدأ «حشو المعلومات» والذي أصلاً أثبت بانه طريقة غير ناجحة للتعليم. وبالتالي ضمن هذا البرنامج سيتعلمون التفكير والتحليل وإكتساب المهارات وتنمية قدراتهم العقلية والأهم من كل ذلك جذب إنتباههم وحثهم على إكتشاف المزيد بأنفسهم.
أغرب قصص الحب.. ملك يتزوج حبيبته بعد موتها وينصب جثتها ملكة لبلاده
ما الذي سيقدمه برنامج بوابة المستقبل؟
البرنامج يعزز الإستراتيجيات التربوية ويدعم فرص التعليم الذاتي ويطبق أساليب تربوية حديثة توجه البيئة التعليمية نحو الإستخدام الإيجابي للتقنية.
عملية التعليم في السعودية ستصبح أكثر تفاعلاً من خلال مجموعة كبيرة من الخدمات التعليمية. فالهدف الأساسي هو خلق بيئة دراسية تفاعلية تحفز الطالب كما انها تقدم محتوى الكتروني مع إستخدام للصور والإنفوغرافيكس والفيديو وغرف للنقاش بالإضافة الى الإختبارات الإلكترونية.
المعلم سيتمكن من رفع الواجبات المنزلية وأوراق العمل على الموقع بالإضافة الى الاختبارات الالكترونية وبنك الأسئلة والخطة الفصلية وسيتمكن من التواصل مع الطلاب و أولياء الأمور. هناك أيضاً التحضير الالكتروني الذي يمكن المعلم من تقديم ما قام بتحضيره وعرضه إلكترونياً مع يسهل آلية متابعة عمل المعلمين من قبل المشرفين عليهم.
ويمكن للمعلمين و الطلاب والإدارة المدرسية من الاطلاع على البرنامج الأسبوعي واليومي وجدولة الفصول الافتراضية للطلاب وطبعاً الحضور والغياب والدرجات.
هناك أيضاً إمكانية الإطلاع على المحتويات الداسية لجميع المعلمين في المادة نفسها، وهذا الحق خاص بالمعلمين فقط وليس للطلاب أو أولياء الامر. وبعض الإطلاع عليها يتم التصويت على أفضل محتوى وأفضل شرح وهكذا يتم إعتماد الخطط تلك لكل الطلاب في كل المدراس السعودية.
وما هو هام جداً ضمن البرنامج هو الفصول الذكية التي تمكن الطالب من «اللقاء» إفتراضياً بالمعلم من اجل شرح إضافي أو إستفسار عن مادة معينة خصوصاً قبل الإختبارات.
البوابة تدعم أيضاً نظام النقاط التنافسي الخاص بالطلاب لقياس مدى التفاعل و الاستفادة من البوابة.
مراحل التطبيق.. وما تم إنجازه حتى الان
بطبيعة الحال مشروع التحول الى التعليم الرقمي يتطلب تعديلات جذرية وجهود وإمكانيات وخبرات لانه عملياً تبدل كلي للبيئة التعليمية. تطبيق برنامج بوابة المستقبل بدأ في العام ٢٠١٧ وستستكمل مراحله خلال العام الحالي والأعوام المقبلة.
المرحلة الأولى شهدت على تدريب المعلمين والمعلمات على إستخدام التقنية هذه وكان وزير التعليم السعودي قد أعلن عن نجاح المرحلة الاولى من برنامج التحول نحو التعليم الرقمي في ١٥٠ مدرسة وأعلن البدء بالمرحلة الثانية التي ستنتهي خلال العام الحالي. المرحلة الثانية ستشمل ١٥٠ مدرسة جديدة و٦ إدارات تعليم على أن تتوسع المبادرة العام المقبل لتشمل ١٥٠٠ مدرسة.
وهكذا سيستمر التوسع حتى يشمل كل مدارس المملكة، ولغاية الان عدد الطلاب المشاركين هو اكثر من ٥٧٠٧٢، اما عدد المعلمين فهو ٤٤٥٧، وعدد الفصول الموجودة على بوابة المستقبل هي ١٩٥٦ فصلاً.
رغم بحث المسافرين عن ساعات سفر أقل.. تعرف على سبب إطالة شركات الطيران زمن رحلاتها