هل وقتك أهم من وقت الآخرين لتتأخر عن الاجتماعات؟!
رجل الأعمال والمستثمر الإنجليزي ريتشارد برانسون من الأشخاص اللذين لا يفقدون أعصابهم بسهولة، ولكن تلك الميزة تكون في مهب الريح إذا تخلف أحد موظفيه عن حضور إحدى اجتماعته.
يروي ريتشارد في إحدى مدوناته التي نشرها مؤخراً أنه في إحدى المرات ترك سيارته في الطريق، وركض لمسافة 16 شارعاً من شوارع مانهاتن شديدة الازدحام من أجل الوصول إلى الاجتماع في موعده المُحدد،
فريتشارد وغيره من كبار رجال الأعمال يقدرون احترام المواعيد، والتعامل بجدية مع أوقات الآخرين، ويعتبرونها أحد الصفات الرئيسية في أي شخص ناجح.
لتسهيل المعاملات والمبادلات.. إليك أيسر طرق التسويق المنخفض الكلفة للشركات
روح العمل
كتب برانسون، في مدونته، إن توماس تشاندلر هاليبورتون أحد السياسيين البارزين في القرن التاسع عشر، كان مُلتزمًا جدًا بمواعيده، وكان يقول دائمًا إن الالتزام بالمواعيد روح العمل. ويقول: "لن أبالغ وأقول إنها روح العمل، ولكنها من أهم السمات التي تساعدك على تحقيق النجاح".
ولا يعد برانسون رجل الأعمال الوحيد الذي يشدد على أهمية الالتزام بالمواعيد، ففي يوليو الماضي، أصدرت شركة تيسلا لصناعة السيارات قانونًا جديدًا لمعاقبة الموظفين الذين يتأخرون عن عملهم.
وتقول الشركة إنه عندما يتأخر موظف واحد عن العمل، فإن إنتاجية وكفاءة الشركة كلها تتعرض للخطر.
وتنص سياسة تيسلا على أن "التأخير أو الغياب بدون اعتذار مُسبق، وبشكل يتعارض مع خدمة العملاء والإنتاج، يجعل العمل أكثر صعوبة"، وبموجب السياسة الجديدة، فإنه يمكن للمديرين انذار الموظفين المتأخرين، وبعد فترة يمكن فصلهم.
ووفقًا لموقع "كارير بيلدر" للتوظيف، فإن 40 بالمئة من المديرين يقولون إنهم يقيلون الموظفين الذين يصلون إلى عملهم في وقت متأخر.
كيف تتعامل مع التأخير؟
ومن المؤسف لبرانسون وإلون ماسك، مؤسس شركة تيسلا، أن التأخير أصبح أكثر شيوعًا في شركاتهم. وفي عام 2017، وجد موقع كارير بيلدر أن 29 بالمئة من الموظفين يتأخرون في عملهم مرة واحدة شهريًا، بعد أن كان عددهم 25 بالمئة في عام 2016.
قال برانسون إنه في بعض الأحيان تحدث مواقف غير متوقعة، وفي بعض الأحيان يصبح من المستحيل تجنب التأخير، ولكن الفكرة كلها تتمثل في كيفية التعامل مع الأمر.
ويتابع: "إذا أصبح الوصول في الموعد المحدد مستحيلا، عليك أن تعتذر للآخرين، ولكن قبل ذلك عليك فعل كل ما في وسعك لتجنب التأخير".
وفقًا لموقع كارير بيلدر، فإن أغلب الموظفين الذين يصلون إلى عملهم في وقت متأخر، يتأخرون كثيرًا عن موعد الانصراف المُحدد من أجل التعويض عن ذلك.
هل وقتك أهم من وقت الآخرين؟
ويأتي احترام برانسون للمواعيد من أن أحد المواقف التي يعتبرها أهم الدروس الحياتية، ففي إحدى المرات بينما كان مراهقًا تأخر كثيرًا عن موعد مع والده وأصدقاء والده. ويقول: "أخذني والدي بعيدًا وقال لي في هدوء هل وقتك أكثر أهمية من وقت الآخرين، لهذا تستطيع التأخير علينا إلى هذه الدرجة؟".
ويتابع: "لا اعتقد أنني تأخرت عن موعدي مرة واحدة منذ ذلك الوقت".