طريقة جديدة وواعدة لعلاج إلتهاب الزائدة الدودية دون لجوء للجراحة
عندما أظهرت فحوصات غرفة الطوارئ المؤشر والدليل الأكيد على أن آلام الجهة اليمين من أسفل بطن هيذر فاندوسون هو بلا شك إلتهاب الزائدة الدودية، حسبت هيذر على الفور على أنها ستوضع على كرسي ذو عجلات وتذهب مباشرة وبسرعة الى غرفة العمليات لإجراء الجراحة. لكن الأطباء عرضوا عليها عوضا عن ذلك خيار المعالجة بإستخدام المضادات الحيوية.
أظهرت دراسات جديدة من فنلندا أن إختيار هيذر للمضادات الحيوية هو بديل منطقي ومعقول لمعظم المرضى المصابين بإلتهاب الزائدة الدودية. فبعد خمس سنوات من المعالجة بالمضادات الحيوية ، تقريبا ثلث المرضى لم يتعرضوا لأي إلتهاب أو نوبة للزائدة الدودية مجددا.
هذا يعد إنجاز حقيقي وجوهري بالتفكير بما هو بديل لمعالجة إلتهاب الزائدة الدودية المزمن. اذ لطالما إعتبر ولعقود طويلة جدا ، إلتهاب الزائدة الدودية حالة طبية طارئة تتطلب إجراء جراحة فورية لإزالة الزائدة الدودية بسبب المخاوف بأنها ربما قد تنفجر ، وذلك إن حدث يمكن أن يهدد ويعرض حياة المريض للخطر.
ولكن من خلال التطورات اللافتة في أجهزة وفحوصات التصوير ، وخاصة فحوصات تصوير الأشعة المقطعية ، فقد أصبح من السهل جدا تحديد ورؤية إذا ما كانت الزائدة الدودية ستنفجر أم لا ، أو إذا أمكن علاج المرضى بشكل آمن دون اللجوء لعملية جراحية.
ملابس تؤدي إلى ضعف خصوبة الرجال.. اجتنب ارتدائها
ومعظم هذه النتائج والدراسات تشير الى أن ما يقارب ثلثي مرضى إلتهاب الزائدة الدودية ليسوا معرضين لخطر إجراء عملية جراحية أو إنفجار الزائدة الدودية وربما يكونوا مناسبين للمعالجة بالمضادات الحيوية عوضا عن ذلك.
" إنه خيار ملائم ومعقول ، وقابل للتنفيذ والتطبيق وهو خيار آمن أيضا " ، هذا ما قالته الدكتورة بولينا سالمينن ، وهي الكاتبة الرئيسية لهذه الدراسة وجراحة في مستشفى جامعة توركو في فنلندا.
إن دراسة وبحث الدكتورة بولينا للأشخاص البالغين هي أطول دراسة ومتابعة للمرضى الذين عولجوا بالمضادات الحيوية بدلا للجوء للجراحة لإزالة الزائدة الدودية وتؤكد نتائج دراسة سنة واحدة أنها أعطت مفعولها وبلغ عنها ووضعت في تقارير الثلاث سنين الماضية.
والدراسات والأبحاث أيضا أظهرت أن المضادات الحيوية قد تعطي نتائج ومفعول جيد أيضا لبعض الأطفال المرضى بإلتهاب الزائدة الدودية.
وقد تم نشر النتائج الفنلندية لهذه الدراسة يوم الثلاثاء في جريدة الجمعية الطبية الأمريكية.
وتقول كاتبة ومحررة في هذه الجريدة " إنها بداية عصر وحقبة جديدة في علاج إلتهاب الزائدة الدودية ".
تعتبر إزالة الزائدة الدودية من أكثر الجراحات شيوعا في غرف العمليات حول العالم ، حيث يتم إجراء حوالي ثلاثمائة ألف عملية سنويا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ، هذا ما ذكر حسب شرح الدكتورة ساليمنن. وقالت أيضا أن النتائج من دراستها تشير الى أن هنالك إمكانية تجنب العديد من المرضى لإجراء العمليات الجراحية.
والأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية بدأوا يقدمون المضادات الحيوية كبديل أنسب من الجراحة والطبيبة ساليمنن تقول أنها تقوم أيضا بفعل ذلك في بعض الحالات أيضا ، وتقول الكاتبة والمحررة في الجريدة بأن المرضى الملائمين يجب أن يتاح ويقدم لهم هذا الخيار.
وهذه الدراسة الفنلندية إشتملت أيضا حوالي خمسائة شخص بالغ قاموا بإجراء فحص تصوير الأشعة المقطعية لإستبعاد وإلغاء الحالات الخطيرة والمستعصية جدا.
فإن نصف هؤلاء الأشخاص تم علاجهم بالمضادات الحيوية ، والنصف الآخر من خلال الجراحة.
من بين المرضى الذين إختاروا العلاج بالمضادات الحيوية ، فإن هنالك حوالي مئة شخص فقط إنتهى بهم المطاف والأمر لإجراء عملية جراحية في غضون خمس سنوات خلال العلاج _ ومعظم هذه الحالات يشتبه عودة إلتهاب الزائدة الدودية لهم في السنة الأولى فقط. وهنالك سبع أشخاص من هؤلاء المرضى لم يصابوا بإلتهاب الزائدة الدودية وربما كان من الممكن تجنب إجراء عملية جراحية. وإن النتائج تشير الى أن معدل نجاح العلاج بإستخدام المضادات الحيوية وصل تقريبا الى نسبة أربع وستون بالمئة ، هذا ما ذكره باحثون والكتاب.
أثارها يدوم أطول مما تتخيل.. كم تبقى المخدرات بأعضاء الجسم؟
كان لدى شخص من أصل أربع أشخاص قاموا بإجراء الجراحة مضاعفات ، مثل إلتهابات شديدة حول الجرح ، وألم في البطن والفتق ، ومقارنة مع السبعة بالمئة فقط الذين عولجوا بالمضادات الحيوية. فقد إستغرق بهم المرض للشفاء حوالي إحدى عشر يوما فقط وهي أقل مدة من متوسط المجموعة التي أجريت الجراحة. وفي السنة الآولى من العلاج ، كانت تكاليف علاجهم أقل بحوالي الستون بالمئة. وهذه التكلفة لم تتضمن التحاليل والإختبارات للسنوات الخمس الكاملة التي نشرت نتائجها.
معظم المرضى الذين أجروا جراحة في هذه الدراسة الفنلندية كان لديهم تشققات جراحية مألوفة في أسفل البطن بدلا من تلك التشققات الأقل جاذبية " اللافتة للنظر كحصولك على ثقب مفتاح في أسفل بطنك " من خلال إجراء الجراحات الأكثر شيوعا لإزالة الزائدة الدودية في الولايات المتحدة الأمريكية. أما المرضى الذين لم يجري لهم عمل جراحي فقد تلقوا علاج لمدة ثلاثة أيام في المستشفى من خلال حقن المضادات الحيوية في أوردتهم ، وتلاها أيضا علاج مدته سبعة أيام في المنزل من خلال تناولهم حبوب الأدوية.
تشارك الدكتورة جيانا دافيدسون ، وهي جراحة من جامعة واشنطن ، بدراسة أمريكية مشابهة في مراكز متعددة. وهذه الدراسة ستظهر نتائج المضادات الحيوية مقابل الإجراء الجراحي أو حصولك على " تشققات أسفل بطن بحجم ثقب المفتاح تانجة عن الجراحة ".
وصفت الدكتورة دافيدسون الدراسة الفنلندية " بأنها جزء حاسم من هذه الأحجية واللغز ولكنها لا تعتقد بأنها تجيب على كافة التساؤلات ".
وهيذر فاندوسون قد عولجت في جامعة واشنطن في عام 2016. وقالت أنها إختارت علاج المضادات الحيوية بشكل مؤقت لتجنب الحصول على أي ندوب جراحية على جسدها ، وهي الآن تقوم بتقديم النصائح للمرضى لصالح دراسة الدكتورة دافيدسون وأبحاثها.
" لقد أدركت أن أسوأ سيناريو هو أن ينتهي بي المطاف بمستشفى فلماذا لا أجرب علاج المضادات الحيوية أولا ". هذا ما قالته فاندوسون ، والتي تعمل في الإتصالات الجامعية.
وقد قالت أيصا بأنها تحسنت جيدا منذ معالجتها ، لكن أكبر عبئ هو " التساؤل فيما إذا كانت أي حادثة عرضية سيئة للمعدة أو إطلاق الغازات ، سيجعل الإلتهاب يعود مجددا أو يكون مؤشر لذلك ".