الالتهاب الرئوي... هكذا تتجنبون مرض أحواض السباحة الأشهر
يشكل الالتهاب الرئوي أحد الأمراض الأكثر شيوعاً في العالم. ففي الولايات المتحدة وحدها، يصاب به 3 ملايين شخص كل عام. أما دول الخليج، فليست بمنأى من هذا التهديد الذي يطارد المئات سنويا، فيحصد عشرات الأرواح.
قبل عام، ضجت وسائل الإعلام بخبر إصابة المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون، بالالتهاب الرئوي، فصار الجميع يبحثون عن مزيد من المعلومات عن هذا المرض، ومدى خطورته.
في تقرير صادر عن "منظمة الصحة العالمية"، شكل مرض الالتهاب الرئوي 16 في المئة من أسباب الوفيات لدى الاطفال دون الخامسة، إذ حصد نحو مليون طفل عام 2015.
في هذا التقرير، نسلّط الضوء على هذا المرض وسبل الوقاية منه.
ما هو الالتهاب الرئوي؟
مرض خطر يصيب الجهاز التنفسي، ينتج عموماً عن عدوى فيروسية أو بكتيرية، إنما في بعض الحالات يحصل نتيجة الإصابة بأنواع من الفطريات. هذا ما يؤدي إلى مهاجمة المرض إحدى الرئتين أو الاثنتين معاً.
حينها تتسلل هذه الجراثيم والميكروبات إلى الحويصلات الهوائية، حيث تتكاثر بكميات كبيرة، ما يدفع الجهاز المناعي إلى مهاجمتها لمنع تكاثرها. فتنتج عن هذه المعركة سوائل مخاطية (بلغم) وتقرحات تملأ المنطقة "المنكوبة". فيحاول المريض التخلص من هذه المخلفات عبر السعال والكحة الشديدة.
لهذه الأسباب تجنّب أحواض السباحة
كيف تحصل العدوى؟
ينتقل المرض عن طريق استنشاق الهواء المحمل بالفيروسات والبكتيريا المسببة له، التي غالباً ما تصدر عن العطاس أو السعال المستمر للمصاب.
غالباً ما "يهجم" هذا المرض في فصل الشتاء، لكن المعادلة تختلف في دول الخليج، حيث أحواض السباحة المغلقة تصبح مقصد الكثيرين صيفاً، بسبب استحالة التوجه إلى الهواء الطلق. ما يحدث أن بعض هذه الأماكن بسبب اكتظاظها وفي حال عدم الحرص على تنظيفها باستمرار، تتحول بؤرة للجراثيم، فيقع السابحون في مصيدة الالتهاب الرئوي.
في هذا الاطار، يشدد الاختصاصي في أمراض الرئة الدكتور مرينال أشوك رايكر، من عيادة "أستر بر دبي" على ضرورة التوجه إلى الأحواض التي تراعى فيها شروط النظافة، بعدها على المرء أن يستحمّ ويجفف جسمه وأذنيه جيداً، لتجنب توفير بيئة ملائمة لتكاثر البكتيريا.
أحواض السباحة، ليست إلا مثالاً واحداً، إنما الأماكن المكتظة كالمدارس والجامعات والمطارات ودور الحضانة وأماكن الحج وحتى المستشفيات، توفر، كذلك، بيئة ملائمة لاتساع رقعة هذا المرض.
من الأشخاص الأكثر عرضة للالتهاب الرئوي؟
الأطفال والمسنون، وتحديداً من بلغوا عتبة الخامسة والستين، يشكلون الحلقة الأضعف؛ إذ إنهم معرضون للإصابة بشكل أسرع، بسبب ضعف عمل جهاز المناعة لديهم. إنما في دول الخليج، يعدّ البالغون الفئة الأكثر عرضة لهذا المرض، لا سيما من يدخنون ومرضى السكري والقلب والربو، وسائر مرضى الرئة والأمراض المزمنة، ومن يعانون ضعفاً في جهاز المناعة أو يخضعون لعلاجات طويلة باستخدام أدوية مثبطة للمناعة.
أما إذا كنتم تستغربون اتساع رقعة هذا المرض، فالسبب جليّ، ويتلخص بالعيش وسط المكيفات في ظل عدم تهوئة الغرف من وقت الى آخر، فضلاً عن تعرض الجسم لمستويات حرارية متفاوتة بين الحر الشديد والبرودة الشديدة. كل هذه العوامل تجعل المرء عرضة لهذه الفيروسات.
في هذا الاطار، يلفت الدكتور أشوك رايكر إلى أن "الراشدين في الإمارات العربية المتحدة، هم الفئة الأكثر عرضة للالتهاب الرئوي، بسبب عوامل عدة، منها الحرارة المرتفعة، واتباع أنماط حياة غير صحية، والتدخين. وهذه كلها تعدّ عوامل أساسية مسببة للالتهاب الرئوي. السن تشكل، كذلك، عاملاً حاسماً في درجة تطور الحالة، إذ بمجرد أن يتخطى المرء الخامسة والستين، تصبح إصابته بهذا المرض سهلة جداً.
العلاجات المتاحة
عن هذا الجانب، يجيب الدكتور رايكر، بأن العلاجات المتاحة تعتمد على درجة الحالة التي يعانيها المريض، فضلاً عن إمكان إصابته بأي أمراض كامنة. إنما في أغلبية الحالات، يوصي الطبيب الاختصاصي بالعلاج في المنزل، ويحتاج المرء إلى بضعة أسابيع للشفاء الكلي.
في المقابل، إن الاطفال والمسنين، والذين يعانون ارتفاعاً في ضغط الدم وأمراضاً رئوية وأمراض القلب والسكري، فإن علاجهم غالباً ما يستدعي نقلهم إلى المستشفى.
في كل الحالات، تستخدم المضادات الحيوية في معالجة الالتهاب الرئوي الحاد، سواء كانت بكتيرية أو فطرية.
كما يلفت الدكتور رايكر، إلى أن المضادات الحيوية يجب أن تؤخذ كاملة، بغضّ النظر إذا كان الالتهاب الرئوي حاداً أم لا. أما في حال عدم متابعة مسار الدواء إلى نهايته، فيمكن أن تصبح البكتيريا مقاومة للدواء. كما ينصح المرضى بشرب الكثير من السوائل، منعاً للجفاف.
ينبّه إلى أن الذين تخطوا سن الخمسين، لا سيما أولئك الذين يعانون مضاعفات صحية، من المستحسن أن يتلقوا لقاح المكورات الرئوية (pneumococcal vaccine).
المؤكد أيضاً، أن على المريض الحصول على قسط من الراحة والبقاء في المنزل وعدم مخالطة الآخرين، لتفادي انتشار العدوى.
وينصح الأطباء بضرورة الوقاية من الالتهاب الرئوي وتجنب الاقتراب من المصابين بسعال شديد، فضلاً عن أهمية الحفاظ على النظافة الشخصية، خصوصاً نظافة اليدين، لمنع انتشار الجراثيم.
أحواض سباحة وملاعب كرة قدم داخل «مترو» تايوان!
ما سبل الوقاية؟
- اتباع حمية غذائية صحية تعزز عمل جهاز المناعة. على الحمية أن تكون متنوعة، فتشمل مثلاً منتجات الألبان الخالية من الدهون، والفاكهة والخضار والحبوب الكاملة.
- الحصول على اللقاحات المناسبة، لا سيما بالنسبة إلى جميع الفئات المعرضة للالتهاب الرئوي، كالذين تخطوا سن الخامسة والستين، والمصابين بأمراض مزمنة والمدخنين... الخ. عموماً، يوصى بنوعين من اللقاحات: لقاح المكورات ولقاح الأنفلوانزا. تضاف إليهما اللقاحات الفموية التي تعزز مناعة الجسم.
- يلفت الدكتور آشتر إلى أن "اللقاحات فاعلة للغاية ضد العوامل المسببة للالتهاب الرئوي وهي، كذلك، جزء من جدول التحصين الوطني الذي أوصت به هيئة الصحة في دبي. بما أن الالتهاب الرئوي يعدّ أحد أهم أسباب وفيات الاطفال ما دون الخامسة، فإن من الضروري إعطاءهم لقاحاً ضد الالتهاب الرئوي.
رغم ذلك، هناك الكثير من الآباء والامهات الذين لا يدركون أهمية حصول طفلهم على هذا اللقاح. الهدف الأول هو توفير الوعي عن هذا المرض وأخطاره الصحية على البالغين والأطفال. لقاح المكورات الرئوية هو اللقاح الأكثر فاعلية للوقاية من الالتهاب الرئوي".
- قبل مواسم الحج، على المصلّين، لا سيما أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة ومن تخطوا الخامسة والستين، التأكد من أخذ هذا اللقاح مسبقاً، إذ إن التجمعات الضخمة توفر بيئة حاضنة للفيروسات والجراثيم التي يمكن ان تسبب الالتهاب الرئوي.
- الأنفلوانزا أحد المسببات الرئيسة للالتهاب الرئوي. لذلك، يوصى بأخذ لقاحات ضدها في بداية سبتمبر / أيلول من كل عام، إذ إنه موسم الانفلوانزا في الإمارات العربية المتحدة.
- ضمان بيئة نظيفة وبعيدة من الرطوبة.
- الابتعاد عن التدخين، إذ إنه يخفف عمل جهاز المناعة.
- الحصول على قسط كاف من النوم يومياً، و ممارسة الرياضة باعتدال، لتعزيز عمل جهاز المناعة.
أعراض الاصابة
تختلف أعراض الالتهاب الرئوي الفيروسي عن الالتهاب البكتيري، إذ إن الأخير أكثر خطورة وفتكاً. من بين الاعراض، نزلة برد شديدة، وارتجاف، وارتفاع حاد في حرارة الجسم، وسعال قوي يصاحبه بلغم، وحمى تستمر فترة أطول من متوسط المدة، التعب، وآلام في الصدر والجسم.
مهما كان مسبب المرض، فإن المريض سيعاني صعوبة في التنفس وألماً في عظام القفص الصدري. قد تتطور هذه الاعراض وتزداد حدتها، فيعاني ألماً في كل عضلات جسمه وصداعاً شديداً، وصولاً إلى بروز بقع زرقاء على البشرة، نتيجة عدم وصول الأوكسيجين إلى كل أعضاء الجسم.