الغالبانوم.. نبتة عطرية مدهشة من كتاب أبقراط إلى قارورتك!
هناك الكثير من المفردات التي نقرأها أحيانا على غلاف القارورة، لكننا في أغلب الاحيان نجهل معناها. في هذا التقرير، سوف نواصل عملية "فك الرموز"، التي بدأناها قبل اكثر من عام عندما باشرنا نشر تقارير عن المكونات الغريبة التي تدخل في صناعة العطور وتمنحها ذاك السر الغريب الذي يأسر حواسنا.
هنا، نطلعكم على معنى كلمة "غالبانوم" وما تشتمل عليه من خصائص عطرية مدهشة.
- الغالبانوم هو صمغ مرّ، عادة ما يستخرج من بعض انواع النبات الذي يزرع أساساً لهذه الغاية، وهو في الغالب نبتة "فيرولا غالبانيفلوا".
- تشتق كلمة "غالبانوم" على الارجح من كلمة "غيلب" أي الاصفر، وذلك يعود الى لون ازهارها الصغيرة انما الكثيفة.
- غالبا ما يستخدم الصمغ في صناعة العطور من اجل تثبيت المكونات العطرية المختلفة التي تدخل في تركيب العطر المعني والحفاظ على تماسكها. كما يعتبر صمغ الغالبانوم من أهم الانواع التي تستخدم في هذا المجال.
- يخضع الغالبانوم للمعالجة عبر البخار والتقطير مما يؤدي في نهاية المطاف الى الحصول على زيت الغالبانوم الذي بدوره يستخدم في بعض انواع العطور، خصوصا الشرقية منها وذلك بهدف تغليفها بلمسة طبيعية "خضراء".
- ترجع أصول زراعة هذه النبتة الى بلاد ما بين النهرين، لكنها استقدمت الى الهند والصين ومصر. أما حاليا فتنتشر بوفرة في تركيا وايران اللتين تعتبران المصدر الاساسي لها.
- منذ القدم، استخدم الغالبانوم في مجالات طبية متنوعة. لا بل كان يخضع الكثير من المرضى لجلسات علاج باستنشاق الغالبانوم من اجل الاسترخاء وابعاد التوتر.
- يمكن العثور على ذكر للغالبانوم في الوثائق القديمة خصوصا تلك التي تعد لأبقراط الذي يلقب بـ"أب الطب الحديث". فقد كثر استخدامه بفضل مزاياه المطهّرة والمقاومة للالتهابات. كذلك استخدم لدى النساء اللواتي يعانين آلام المخاض عند الولادة، اذ انه يساعدهن في تخفيف حدة التشنجات.
- استقدم المصريون القدماء كميات هائلة من الغالبانوم من بلاد الفرس، من اجل استخدامه في احتفالات دينية وفي التحنيط ومن اجل تلبية حاجات طبية مختلفة.
- تشبه رائحة الغالبانوم رائحة الغابات، لا بل هناك تهافت على استخدامه في تركيب العطور المميزة بفضل رائحته الخشبية الحادة. لذلك، غالبا ما يستعمل في النوتات العليا من العطر او في النوتات القاعدية وذلك بعد مزجه، إما مع المسك او الصنوبر او سواهما من العناصر النباتية.
لماذا تعتبر برشلونة الوجهة السياحية المفضلة لدى الأوروبيين؟
أهم الاصدارات العطرية التي يدخل الغالبانوم في تركيبتها:
"سانتوس دو كارتييه" (Santos De Cartier):
عطر أنيق يلائم الاجواء الباردة. هو الاصدار الاول للرجال من دار المجوهرات العريقة كارتييه. كذلك، ينصح به للمساء بفضل مزاياه العطرية الدافئة. ترتكز قاعدته على الغالبانوم، القرنفل، زهر البرتقال، الباتشولي وخشب الصندل.
"أمواج ليريك" (Amouage Lyric Man Eau de Parfum):
عطر نفيس صُمّم للرجل النبيل الواثق الذي يجرؤ على التحدي ويهوى لعبة الاغواء، فيما يتمتع بكاريزما عالية. يشتمل على نغمات عليا من البرغاموت الممزوج بالليمون، فيما القلب يتكئ على عبق الورد، الانجليكا، زهر البرتقال، الغالبانوم، الزنجبيل الحار، جوزة الطيب، الزعفران. اما القاعدة فترتكز على الصنوبر، خشب الصندل، الفانيليا، المسك، اللبان.
"تروساردي أومو" (Trussardi Uomo):
قارورة تحتفي بالرجل الانيق والرصين، صاحب الاطلالة المرموقة. يعكس هذا العبق شخصية مميزة واستثنائية. تضم نفحاته العليا مزيجا من الليمون والبرغاموت الممزوجين بالغالبانوم الذي يفتح الباب امام قلب العطر من البنفسج والجيرانيوم. أما المريمية فتضفي لمسة من الرقي التي تتعزز مع الجلود الفاخرة والبتشولي. يمنح هذا التناغم بين المكونات المختلفة، توليفة مميزة لعطر دافئ يلائم اجواء الشتاء بامتياز.
كيف تعشق الحلاقة؟
"برادا ميلانو انفيوجن دوم" (Prada Milano Infusion d’homme):
عبق يتمتع بشذى المسك الممزوج بالخشب، رغم انه يفوح بجرعة من الانتعاش. كيف ذلك؟ الواقع ان نغماته العليا تحتضن المندرين وزهر البرتقال. بعدها، تتكشف تدريجيا المكونات الوسطى التي تشتمل على مزيج من زهرة السوسن، الغالبانوم، الارز ونجيل الهند. هذه المكونات الاربعة تمنح هذه القارورة الكثير من الفرادة إذ تأسر الحواس بمزيج مميز. أخيرا تضم النغمات القاعدية زيت الجاوي العطري الذي يشبه برائحته رائحة الفانيلا، إضافة الى أوليبانوم المهدئ.
"أراميس ديفاين" (Aramis Devin):
عطر كلاسيكي قديم جدا، إنما يعتبر من الاصدارات التي لا يتخطاها الزمن. يحتل صمغ الغالبانوم مقدمته الى جانب مزيج متماسك من اللافندر والبرغاموت والليمون، فيما تتّحد أزهار الياسمين مع القرفة لتؤسس القلب. أما القاعدة فتتكئ على الجلود والعنبر والمسك والباتشولي وخشب الارز.
"لاورا بياجوتي روما" (Laura Biagiotti Roma Per Uomo):
عطر شرقي خشبي يعود اصداره الى العام 1995. يفوح من مقدمته البرغاموت مع الريحان الممزوجين بالغريب فروت والغالبانوم. أما القلب فينبض بالياسمين والعرعر والصنوبر، فيما ترسو القاعدة على خشب الارز والبتشول وخشب الصندل.