جيف بيزوس ولورين باول والآن مارك بينيوف.. لماذا يشتري المليارديرات المؤسسات الإعلامية؟
قرر ملياردير تقني آخر الانضمام إلى باقي المستثمرين ورواد الأعمال الذين يشترون المؤسسات الإعلامية، إذ أعلن كل من مارك بينوف مؤسس شركة "سيلز فورس" وزوجته لين بينوف، الأحد الماضي، شرائهما مجلة التايم مقابل 190 مليون دوالر من مؤسسة ميرديث.
وتبلغ ثروة بينوف حوالي 6.6 مليار دولار، وفقًا لمجلة فوربس، كما أن شركته تقدّر قيمتها بحوالي 118 مليار دولار.
وحسب البيان الصحفي الصادر بخصوص هذه البيعة فإن بينوف وزوجته قاما بشراء مجلة التايم لأسباب لا تتعلق أبدًا بسيلز فورس.كوم؛ وأكد البيان أن الزوجين لن يشاركا في العمليات اليومية أو اتخاذ القرارات الصحفية.
ويعد بينوف أحدث ملياردير تقني يشتري شركة إعلامية، إذ سبقه في هذه التجارة عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين الأثرياء.
استثمارات المليارديرات في مجال الإعلام
في يوليو 2017، اشترت مجموعة إيمرسون، وهي منظمة تديرها أرملة الملياردير ستيف جوبز مؤسس شركة آبل، لورين باول جوبز حصة كبيرة من مجلة ذي أتلانتيك.
وقالت جوبز، في بيان صدر في شهر يوليو، إن ذي أتلانتيك مؤسسة صحفية وإعلامية هامة جدًا يبلغ عمرها أكثر من 160 عام. وخططت شركة إيمرسون لضمان استمرار عمل المجلة، وإنجاز مهامها الحيوية كما المعتاد.
بيزوس وصحيفة واشنطن بوست
وقال الملياردير جيف بيزوس إنه اشترى صحيفة واشنطن بوست لأسباب مشابهة، ويجدر الإشارة إلى أن الصحيفة كانت تخسر الكثير من أرباحها وعائداتها في السنوات التي سبقت شراء بيزوس لها.
وقال بيزوس لجمهوره في النادي الاقتصادي في واشنطن في 13 سبتمبر أنه تحدث مع نفسه بخصوص مسألة شراء الصحيفة في الوقت الذي تعاني فيه من ضعف العائدات والأرباح، ووضع في اعتباره أن واشنطن بوست من أهم المؤسسات الصحفية في العالم، لاسيما وأنها صحيفة تصدر من عاصمة أهم بلد في العالم، كما أنها تلعب دورًا مهمًا في نشر الديمقراطية في البلاد.
اشترى بيزوس، مؤسس شركة أمازون وأغنى رجل في العالم، واشنطن بوست عام 2013 مقابل 250 مليون دولار.
وفي عام 2015، اشترى المستثمر بيتر باربي مجلة " ذا فيليج فويس" الأسبوعية، وتعهد بالاستثمار في المجلة ومساعدتها على أن تعود إلى سابق عهدها، وأن تصبح من أهم المجلات الثقافية في نيويورك.
صحيفة لوس أنجلوس تايمز
وفي شهر يونيو، اشترى الجراح السابق والملياردير باتريك سون شوينج صحيفة لوس أنجلوس تايمز بالإضافة إلى العديد من الصحف المحلية مقابل 500 مليون دولار، وقال لشبكة "سي إن بي سي" إنه لا يتعامل مع الصحف الأخرى باعتبارهم خصوم أو اعداء، ولكن كزملاء في نفس المهنة أو الصناعة.
وسائل الإعلام أدوات القوة والنفوذ
قال جوشوا بينتون، مدير معهد ليمان للصحافة في جامعة هارفارد، إن رجال الأعمال يشترون المؤسسات الإعلامية باعتبارها أدوات للقوة والنفوذ وزيادة التأثير.
وسبق وقال بينتون، في حديثه مع شبكة سي إن بي سي، إن المنصات الإعلامية رخيصة نسبيًا، كما أنها نشاط تجاري ممتع للغاية، بالإضافة إلى أن امتلاك مؤسسة ثقافية مُهمة يجعل رجال الأعمال يشعرون بالارتياح.
ويؤكد بينتون أن تأثير جيف بيزوس في واشنطن أصبح أقوى من ذي قبل بعد شرائه للصحيفة الأمريكية الكبيرة واشنطن بوست.
استثمارات مُهددة بالفشل
ومع ذلك يقول آدم بيننبرج، الأستاذ في قسم الصحافة في جامعة نيويورك، إن شراء المليارديرات شركات الإعلام التي تكافح وتعاني من أجل الصمود في السوق الآن، لن ينقذها من هذه المشاكل إذا لم يجدون حلاً سريعًا.
يقول بيننبرج إن شراء بينيوف لمجلة التايم لن ينقذها من خطر الإغلاق، إذا لم يستطع من التوصل إلى استراتيجية تساعدها على تحقيق أرباح.
ويطرح بيننبرج مثالاً بمجلة "نيو ريبابليك" والتي أُغلقت بعد أن اشتراها كريس هيوز، أحد مؤسسي فيسبوك، مقابل 20 مليون دولار، بأربعة أعوام لأنها لم تستطع تحقيق أي أرباح.