ما لا تعرفه عن حريق ميريكي العظيم.. سببه ثوب ملعون وضحاياه 100 ألف قتيل
اعتبرت سنة 1657 من أتعس الأحداث التي مرت في تاريخ اليابان بعدما تعرضت فيها العاصمة اليابانية إيدو (Edo) ، والتي أعيدت تسميتها سنة 1868 طوكيو، إلى حريق هائل تسبب في خراب النسبة الأكبر منها.
ووفقا لإحدى الأساطير اليابانية، يعزى اندلاع هذا الحريق الهائل والذي عرف بحريق ميريكي العظيم (Great fire of Meireki) إلى قطعة ثياب تقليدية ملعونة تم التخلص منها.
تعرف على القصة الكاملة لإغلاق مرصد شمسي في نيو مكسيكو
وإضافة إلى زلزال كانتو العظيم سنة 1923 ، الذي أسفر عن مقتل 120 ألف شخص، وعملية قصف طوكيو بالقنابل الحارقة سنة 1945، التي أدت إلى احتراق ما يزيد عن 100 ألف شخص، يعتبر هذا الحريق الهائل واحدا من أفظع الكوارث الدامية التي منطقة هونغو (Hongō) الموجودة بالعاصمة إيدو، لينتشر سريعا نحو بقية الأحياء بسبب الرياح العاتية، التي ساهمت في تأجيج النيران.
وشب الحريق حين اتجه أحد الرهبان البوذيين اليابانيين إلى إحراق ثوب ملعون، فارق كل من حاول ارتداءه الحياة، وبالتزامن مع إشعاله هبت عاصفة قوية تسببت في اندلاع حريق هائل التهم العاصمة إيدو.
الإمارات تسمح لمواطني 54 دولة بدخول أراضيها بدون تأشيرة
وقد تزامن كل ذلك مع عدد من العوامل الأخرى التي سهلت تمدد ألسنة اللهب. فخلال تلك الفترة، كانت منازل العاصمة إيدو مبنية من الخشب والورق حسب التقاليد القديمة، فضلا عن ذلك مرّت المنطقة بفترة جفاف، بسبب شحّ الأمطار ، ساهمت في تصلب الخشب وجعله سريع الالتهاب.
بالإضافة إلى ذلك، عانت "إيدو" من ضيق طرقاتها وتلاصق منازلها كما تميزت المدينة بامتلاكها لفرقة رجال مطافئ محدودة الإمكانيات، حيث لم يكن أفرادها قادرين على التعامل مع الحرائق الكبيرة المدمرة.
وفي اليوم التالي وبسبب تغير اتجاه الرياح، امتدت الحرائق لتبلغ وسط العاصمة، وتلتهم منازل العديد من كبار "الشوغونات" (shoguns) . كما لحق الخراب مناطق عديدة من قلعة إيدو التاريخية التي كانت تلقب أيضا بقلعة تشيودا.
تعرف على الأفلام العربية المرشحة لجائزة الأوسكار في دورتها الـ91
وفي اليوم الثالث، انخفضت شدة الرياح لتتراجع معها سرعة انتشار النيران، فتمكّن رجال الإطفاء من السيطرة على الحريق، لتبدأ خلال الأيام التالية عملية جمع الجثث المتفحمة وإعادة البناء.
وأدى الحريق إلى دمار 70% من العاصمة إيدو، فضلا عن ذلك تجاوز عدد القتلى 100 ألف، وبسبب هذا العدد المرتفع من الضحايا حتى اضطر الرهبان إلى حفر عميقة كمقابر جماعية لدفن الجثث. وقد استغرقت عملية إعادة بناء أحياء العاصمة إيدو سنوات، حيث أقدمت سلطات المدينة على إعادة هيكلة المنطقة لتجنب إمكانية وقوع كارثة مشابهة.