فضل دعاء يوم عرفة .. ماذا كان يقول النبي فيه؟
الوقوف بعرفة أهم أركان فريضة الحج وهو يوم من الأيام التي أقسم الله بها في كتابه الخالد، كما شرف الله هذا اليوم وفضله بفضائل عظيمة، فهو اليوم الذي خصه الله بالأجر الكبير والثواب العظيم عن كل أيام السنة، وهو اليوم الذي يعم الله عباده بالرحمات، ويكفر عنهم السيئات ويمحو عنهم الخطايا والزلات ويعتقهم من النار وبالتالي فإنه من أعظم الأيام وأجلّها.
فضل يوم عرفة
وليوم عرفة مزايا عديدة، وفضائل كثيرة، فهو يوم عظَّمه الله، ورفع قدره، وجعل الوقوف في ذلك اليوم ركناً من أركان الحج؛ وقد وردت بعض الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل هذا اليوم منها: ما رواه أبو هريرة عن النبي محمد أنه قال: "إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا»، وما روته عائشة عن النبي محمد أنه قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلى، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي أني قد غفرت لهم".
ومن أبرز فضائل يوم عرفة أنه جاء من ضمن أيام الأشهر الحرم عند المسلمين كما أنه أحد أفضل أيام الحج وأحد الأيام العشرة التي أقسم الله تعالى في القرآن الكريم بها، والله تعالى عظيمٌ لا يُقسِم إلّا بعظيمٍ، قال تعالى في سورة الفجر" وَلَيَالٍ عَشْرٍ"، إضافة إلى أنه يعتبر من ضمن الأيام التي أثنى الله تعالى بها، وفي يوم عرفة أكمل الله تعالى فيه الملة وأتمّ فيه النعم. فضلا عن أن الله يكفِّر صيام يوم عرفة سنتين؛ سنةً سابقةً وسنةً تاليةً كما أنّ الله تعالى يُباهي أهل السماء بالحجاج الواقفين على الجبل. كذلك يعد يوم عرفة اليوم الذي أخذ فيه الله تعالى الميثاق على ذرية آدم، وهو أكثر يومٍ يعتق به عز وجل الرقاب من النار.
دعاء يوم عرفة
يعدّ يوم عرفة من أفضل الأيام التي يمكن الدعاء فيها، وليس هناك دعاء معين يقوله الحاج في عرفة لذا فإنه يدعو بما تيسر، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
ولأن ساعات هذا اليوم معدودة ونفحاته مباركات وتحتار الألسنة في اختيار الأدعية التي تبتهل بها للمولى عز وجل، هذه أيضا مجموعة من الأدعية التي أثرت عن النبي من الدعاء في هذا اليوم ومنها ما رواه الترمذي عن علي بن أبي طالب، قال: "أكثر ما دعا به رسول الله عشية عرفة في الموقف "اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيرا مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يجيء به الريح".
من أشهر مؤلفات الإمام مالك
ومنها دعاؤه صلى الله عليه وسلم "اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا كبيرا، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني رحمة أسعد بها في الدارين وتب علي توبة نصوحا لا أنكثها أبدا وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنها أبدا.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم "اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز الطاعة، واكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك، ونور قلبي وقبري، واغفر لي من الشر كله، واجمع لي الخير". وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم يسرني لليسرى وجنبني العسرى، وارزقني طاعتك ما أبقيتني، أستودعك مني ومن أحبابي والمسلمين أدياننا وأماناتنا وخواتيم أعمالنا، وأقوالنا وأبداننا وجميع ما أنعمت به علينا".
فضل الدعاء في يوم عرفة
لا شك في أن الدّعاء يوم عرفة مع إخلاص التوجّه إلى الله، والصّدق في الطّلب، والتّوكّل عليه وحده، يجعل الدّعاءُ مُستجاباً بإذن الله تعالى، وهذا من أعظم فوائده في يوم عرفة؛ إذ يستجيب الله لكَ دعاء هذا اليوم، لذا ينبغي أن يستفرغ المسلم وسعه في الذّكر والدّعاء وفي قراءة القرآن، وأن يدعو بأنواع الأدعية، ويأتي بأنواع الأذكار، ويدعو لنفسه، ويذكّر في كلّ مكان، ويدعو منفرداً وفي جماعة، ويدعو لنفسه ووالديه وأولاده وأقاربه ومشايخه وأصحابه وأصدقائه وأحبابه وسائر من أحسن إليه وجميع أفراد المسلمين.