خسوف القمر الدمويّ
شهدتْ كافة أنحاء العالم أمس أطول خسوفٍ كليِّ للقمر في القرن 21، فيما يعرف بظاهرة "القمر الدموي"؛ حيث أطل قمر دام أو "دموي" في السماء على معظم أنحاء العالم، حينما تحرك القمر نحو ظل الأرض وبدا القمر بلون أحمر يميل الى النحاسي بعض الشيء.
كما ظهر المريخ المعروف بالكوكب الأحمر، يلمع إلى جانبه، ولونه مائل الى البرتقالي.
كيف يحدث خسوف القمر الدامي؟
ويرجع سبب تسميته بالقمر الدامي لأن أشعة الشمس تخترق الغلاف الجوي للأرض في طريقها إلى القمر، ويحول الغلاف الجوي للأرض الأشعة إلى اللون الأحمر في الشكل عينه الذي يصطبغ فيه قرص الشمس بالأحمر عند الغروب".
ومصطلح القمر الدامي ليس مصطلحا علميا ولكن استخدم بسبب اللون المحمر للقمر الكامل المخسوف كليا ويرجع ذلك إلى نفاذ طيف الشمس الأحمر (ذو طول موجة طويلة) في جو الأرض ويتشتت جزء الطيف الأزرق (ذو طول موجة قصيرة).
الخسوف الثاني
ويعد خسوف القمر الكلي، الذي حدث أمس هو الخسوف الكلّي الثاني عام 2018، بعد ذاك الذي حدث في 31 كانون الثاني الماضي حينها وقعت ظاهرة يطلق عليها العلماء اسم "القمر العملاق"، لأن القمر بدا كبيرا جدا في السماء.
ومن المتوقع أن يحصا خسوف القمر المقبل في الفترة الزمنية نفسها سنة 2123.
وقد بدأ الخسوف الكلي في الساعة السابعة والنصف مساء بتوقيت غرينتش، وتحركت مساحة بقعة الظل الداكن للقمر على القسم الشرقي من القارة الإفريقية والقسم المتوسط من آسيا وشبه القارة الهندية، وهي البلاد التي حظيت المراقبون فيها برؤية الخسوف الكلي للقمر الأحمر .
بينما تبقى بلاد أخرى تحتل القسم الغربي للقارة الأفريقية والقارة الأوروبية بمعظمها وبعض أجزاء من أوقيانوسيا وأمريكا الجنوبية مغطاة بشبه ظل القمر لا بظله، أي أنهم سيشاهدون خسوفا جزئيا لن يغطي كل وجه القمر.
اقرأ أيضًا: لماذا أطلقت السعودية برنامجًا لرواد الفضاء؟
الخسوف الكلّي الثاني
وكشفت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) إن الخسوف الكلي استغرق ساعة و42 دقيقة و57 ثانية، مشيرة إلى أن خسوفا جزئيا سبق الخسوف الكلي، مبينة أن القمر قبع ثلاث ساعات و54 دقيقة في الجزء المعتم من ظل الأرض .
وكانت أطول مدة خسوف كلي للقمر قد سجلت خلال المائة عام الأخيرة، ساعة و40 دقيقة، بما يمنح الخسوف الذي سيحدث يوم الجمعة قيمة علمية وتاريخية؛ كونه الأطول، كما يؤكد تادرس.
ومنذ آلاف الاعوام، يجول الإنسان بنظره في السماء بحثا عن بشير خير أو نذير شؤوم.
لكن علماء الفلك قالوا إن لا يوجد ما يستدعي القلق.
وتحدث ظاهرة خسوف القمر عندما يقع على خطّ واحد مع الشمس والأرض والخسوف هو ظاهرة فلكية تحدث عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس من القمر في الأوضاع العادية.
اقرأ أيضًا: الكهوف المكتشفة على سطح القمر.. هل يعيش فيها البشر؟
ماذا يحدث على سطح القمر أثناء الخسوف؟
تكون درجة حرارة سطح أكثر من 130 درجة مئوية أي إذا وضعنا الماء فسوف يغلي مباشرة، وعندما تعترض الأرض أشعة الشمس الساقطة على القمر فتحجبها تماماً تنخفض درجة الحرارة على سطح القمر إلى ما دون -99 درجة تحت الصفر، وهذا يعني أنه في غضون الساعة والنصف وهي مدة الكسوف تقريباً يعاني سطح القمر من تغير في درجة حرارته بحدود 229 درجة مئوية.
يذكر أنه عند بداية أو نهاية الشهر القمري فإن القمر يتوسط بين الأرض والشمس ولو كان القمر يدور في نفس مستوى دوران الأرض حول الشمس لكان الخسوف والكسوف يحدثان كل شهر، ولكن لأن مستوى دوران القمر حول الشمس يميل بزاوية مقدارها خمس درجات تقريباً.
مرتين كل سنة
ولذلك السبب لا يحدث الكسوف أو الخسوف إلا عندما تمر الشمس (بسبب دوران الأرض حول الشمس) في نقطة التقاء المستويين أو ما تسميان بالعقدتين.
وتمر الشمس مرتين كل سنة فيهما. لذلك تحدث تلك الظاهرة بمعدل مرتين كل سنة مثل ظاهرة خسوف القمر.
وتسمى الفترة التي تبقى الشمس في العقدتين بفترة الخسوف والكسوف حيث تبقى في كل عقدة أكثر من شهر وهو ما يجعل كل كسوف شمس يرافقه على الأقل خسوف قمر إما قبله أو بعده بنصف شهر والعكس صحيح.
وتستغرق الشمس فترة 346.62 يوم كي تعود إلى نفس العقدة وتلك الفترة تسمى السنة الكسوفية لذلك يتوقع بعد تلك الفترة أو نصفها حدوث خسوف وكسوف ما على سطح الأرض.
وبسبب الفرق بين السنة الكسوفية والسنة الشمسية فإن القمر يعود إلى نفس النقطة التي يحدث فيها الخسوف أو الكسوف بعد 18 سنة و 11.3 يوم أو ما تسمى بدورة الساروس للقمر والتي اكتشفها البابليون في عصور ما قبل الميلاد.