المستثمرون السياديون في الشرق الأوسط الأكثر التزاماً بالإدارة النشطة
كشفت دراسة حديثة عن نجاح صناديق الثروة السيادية في منطقة الشرق الأوسط في تعزيز استثماراتها في الأسهم على حساب أدوات الدخل الثابت وعلى رأسها السندات لتستحوذ الأسهم على أكبر حصة من الأصول، مبينة أن المستثمرين السياديين في الشرق الأوسط هم الأكثر التزاماً بالإدارة النشطة.
ووفقاً للدراسة الصادرة عن شركة إنفيسكو تحت عنوان “إنفيسكو جلوبال سوفيرين أسّيت مانَجمنت ستَدي”، والتي استعرضت السلوك الاستثماري المعقَّد لصناديق الثروات السيادية والبنوك المركزية فإن معدل مخصصات الاستثمار في الأسهم ارتفع إلى 33٪ مقارنة مع 29٪ في عام 2017 فيما بلغت عوائد الأسهم في المتوسط نحو 8.7٪ بين المستثمرين الذين شملهم الاستبيان، الأمر الذي دعم بشكل كبير النتائج القوية على مستوى المحافظ الاستثمارية.
كيف تكسب ود رئيسك في العمل وتصبح العضو المفضل في فريق العمل؟
مخصصات استثمارية
وأوضحت الدراسة أن المخصصات السيادية العالمية في الأسواق الخاصة تضاعفت خلال السنوات الخمسة الماضية مع تفضيل الاستثمار في البنية التحتية والائتمان الخاص لتزداد مخصصات الاستثمار فيهما بنسبة 33%، و44% على التوالي لافتة إلى أن هناك عددا مماثلاً من المستثمرين السياديين في أسهم الشركات الخاصة يقومون بتخفيض المخصصات الاستثمارية في سبيل تخصيص استثمارات جديدة لأشكال أخرى من فئات أصول الأسواق الخاصة.
وأشارت الدراسة إلى أنه رغم تزايد مخصصات الاستثمار في الأسهم على مدى السنوات الخمس الماضية، إلا أن ما يقرب من نصف المستثمرين السياديين أصبحوا الآن يواجهون زيادة كبيرة في مخصصات الأسهم، ويخطط أكثر من ثلثهم (35٪) لتخفيض مخصصاتهم تدريجياً في الأسهم على المدى المتوسط تحسباً للمخاطر الجيوسياسية أو الاقتصادية، لاسيما مع مخاوف نشوب حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي تهدد الاقتصاد العالمي.
وأكدت الدراسة أن المستثمرين السياديين في الشرق الأوسط هم الأكثر التزاماً بالإدارة النشطة، حيث تتم إدارة ما نسبته 65٪ من المحافظ بشكل فعال. مبينة أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، قام أقل من نصف المستثمرين السياديين (45٪) وبدرجة معينة بالتناوب من الاستراتيجيات النشطة إلى الاستثمار السلبي واستثمارات العوامل المرتبطة بالعائدات المرتفعة، لدرجة أن أقل من نصف محافظ الأسهم أصبحت الآن تدار بنشاط، وكان هذا النهج الأقوى في أوساط المستثمرين السياديين في الغرب.
وأشارت الدراسة إلى أن اكتسب عامل الاستثمار أهمية كبيرة ضمن محافظ الأسهم ، ويبدو من المرجح أن يظل هذا الوضع على ما هو في المستقبل القريب. فعلى مدى السنوات الثلاث السابقة، عزز أكثر من نصف المستثمرون السياديون (53٪) مخصصاتهم في استراتيجيات العوامل المرتبطة بالعائدات المرتفعة، ويخطط 56٪ منهم لمواصلة تعزيز مخصصاتهم على مدار السنوات الثلاث المقبلة.
محافظ استراتيجية
وأوضحت الدراسة أن الاستثمار في العوامل المرتبطة بالعائدات المرتفعة يكتسب أهمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ حيث تستخدم 6٪ من محافظ الأسهم هذه الاستراتيجية، ولكن لا يزال الاستخدام الإجمالي لهذه الاستراتيجية حتى الآن متباطأَ في الغرب والشرق الأوسط ،حيث تستخدم 14٪ و10٪ من محافظ الأسهم على التوالي استراتيجيات العوامل المرتبطة بالعائدات المرتفعة.
رجال أعمال قلبوا حياتهم رأساً على عقب ووصلوا لذروة نجاحهم بعد سن الـ30
وكشفت الدراسة عن أن أكثر من ثلث المستثمرين السيادين يعتزمون تخفيض المخصصات السلبية إما لصالح الاستثمار في استراتيجيات العوامل المرتبطة بالعائدات المرتفعة أو في نهج إدارة نشطة هادفة. مبينة أنه على الرغم من بقاء الأسهم في صميم محافظ المستثمرين السيادية، فقد تضاعف متوسط المخصصات في فئات الاستثمارات البديلة في السنوات الخمس الماضية، حيث بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق 20٪ في عام 2017.
ولفتت الدراسة إلى أن هناك تباينا هائلا في الرسوم بين الصناديق السيادية ليتراوح نطاق الرسوم الشائعة بين 25 و 45 نقطة أساس، ولكن المستثمرين الذين شملهم الاستبيان ذكروا أن نسبة إجمالي المصروفات تتراوح من 5 إلى أكثر من 100 نقطة أساس، وسط سعي من الجهات السيادية على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية لخفض نسب النفقات وتحسين صافي العوائد.
مناطق جذابة
وأشارت إلى ارتفاع جاذبية منطقة آسيا والمحيط الهادي للاستثمار في البنية التحتية، حيث يرى 64٪ من المستثمرين السياديين هذه المنطقة فرصة جيدة، وفي حين أن البنية التحتية في أمريكا الشمالية تعتبر جذابة فقط بالنسبة إلى 41٪ من المستثمرين السياديين، فهناك إمكانية لإعادة الإقبال عليها إذا قامت إدارة ترامب بتنفيذ خطة البنية التحتية المفترضة.
ونوهت الدراسة إلى تفضيل كل من أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا حيث يعتبرها 83٪ من المستثمرين السياديين كمناطق جذابة، فيما تعد الأسواق غير المركزية في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا جذابة بشكل خاص للمستثمرين في أمريكا الشمالية حيث أنهم يسعون إلى التنويع بعيداً عن أصول السوق المحلية.
يذكر أن الدراسة استطلعت آراء 126 مسؤول استثمارات سيادية ومديري احتياطيات بنوك مركزية في مختلف أنحاء العالم ،يديرون حوالي 17 تريليون دولار من الأصول السيادية، منها 62 بنكاً مركزياً.