يوتيوب يبذل جهودا للإحتفاظ بالناشرين من أطماع فيس بوك والمنافسين
كانت جوجل محقة عندما استحوذت على يوتيوب عام 2006 في صفقة وصلت قيمتها إلى 1.65 مليار دولار، إذ من خلال هذه المنصة تسيطر على صناعة الفيديو بالإنترنت، بل وأصبح لديها الملايين من الناشرين الذين تتقاسم معهم العائدات والأرباح.
منذ ذلك الوقت وإلى الآن تتحكم عملاقة البحث الأمريكية في مجال الفيديو على الإنترنت، إلا أنها تواجه منافسة قوية من عملاق آخر، فيس بوك وشبكته الإجتماعية الكبرى وانستقرام المملوك له ومنصته الجديدة IGTV الخاصة بمقاطع الفيديو العمودية الطويلة.
تبحث يوتيوب حاليا عن طرق جديدة ليكسب جيشه من الناشرين المزيد من الأموال وحمايتهم من أطماع فيس بوك و انستقرام وبقية المنافسين.
تخلص من إشعارات IGTV المزعجة في ثواني معدودة
ومن المعلوم أن الإعلانات التي تظهر على مقاطع الفيديو وعلى صفحات يوتيوب هي التي تعد المصدر الأساسي للعائدات والأرباح التي يتقاسمها مع الناشرين، لكن من المعلوم أن ظهور الإعلانات على مقاطع فيديو غير مرغوب بها للمعلنين يدفعهم لإيقاف الحملات الإعلانية.
كحوافز إضافية، يتطلع يوتيوب إلى مساعدة منشئي المحتوى على بيع السلع إلى المعجبين، من ألعاب الأطفال إلى القمصان، وإضافة أنواع جديدة من خيارات الاشتراك المدفوعة أيضًا.
وقال نيل موهان، رئيس المنتج في يوتيوب: "نريد أن تكون هذه المنتجات الجديدة مصادر دخل ذات مغزى، وليس مجرد نسبة صغيرة مما كانت تصنعه مع الإعلانات". وأضاف: "إن الهدف ليس فقط زيادة العائد إلى أقصى حد ممكن، بل تعزيز المجتمع بين المبدعين ومعجبيهم".
وتعتبر هذه الحوافز المادية الجديدة بدورها، حيوية للحفاظ على منشئي المحتوى المخلصين لموقع يوتيوب في وقت يتوفر فيه منتجو الفيديو والشخصيات عبر الإنترنت على بدائل أكثر من أي وقت مضى للوصول إلى جمهورهم.
كان ذلك واضحًا في VidCon، وهو الاجتماع السنوي للمبدعين في جنوب كاليفورنيا منذ أيام، حيث كان المنافسون بما فيهم فيس بوك و سناب شات و أمازون و تويتر حاضرين تمامًا مثل يوتيوب.
مؤسسي Prisma حصلوا على مليون دولار لبناء تطبيق اجتماعي جديد
قبل سنوات قليلة كان هذا الحدث السنوي محصورا على حصور يوتيوب حتى أن هناك من يعتبره مؤتمر خاص بها، ومع حضور المنافسين إليه وتعزيز وجودهم فيه فقد تغيرت قواعد اللعبة، جوجل لم تعد الوحيدة في هذه اللعبة وربما قريبا لن تكون هي الوحيدة التي ترسم مشهد المنافسة.
من المعلوم أن نسبة مشاهدة الشباب للتلفزيون آخدة في الانخفاض عاما بعد عام، وهؤلاء يقضون أوقاتا متزايدة على يوتيوب ومنافسه، وكلمة السر هي الصراع على الشباب والمراهقين وللاستحواذ على أكب نسبة من هذه الفئات يجب أن تملك خدمة فيديو ناجحة مثل يوتيوب وتضمن البقاء في الصدارة دائما.
بعد سنوات من استحواذ فيس بوك على انستقرام ونجاحه في اكتساب المؤثرين والفنانين والين ينشرون المحتوى عليه كانت خطوة إطلاق منصته الجديدة IGTV امتدادا لاستراتيجية تعمل عليها الشركة وهي بناء منصة فيديو منافسة ليوتيوب وهذا ما تحقق الآن مع هذا التطبيق الذي يركز على مقاطع الفيديو العمودية وهي النوعية الملائمة للموبايل.
الأرقام تظهر لنا أن لدى يوتيوب حوالي 200 مليون مستخدم تقريبا في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها، بينما لدى انستقرام أزيد من 100 مليون مستخدم في نفس البلد.، وحسب التوقعات من المنتظر أن يتقلص الفارق بين المنصتين.
خلافا لنظرية المؤامرة.. تطبيقات الهواتف الذكية لا تسمع ولكنها ترى كل ما تفعله
عندما أطلق Instagram IGTV، وهو أول تطبيق فيديو مستقل عن فيس بوك، كان قد تم ملؤه بالفعل بمقاطع فيديو لامعة من مؤثرات وسائل الإعلام الاجتماعية والمشاهير، بما في ذلك كيم كاردشيان التي بدأت تنشر عليه مقاطع الفيديو.
أطلق فيس بوك بالفعل خدمة Watch، وهي التي تظهر على شكل علامة تبويب الفيديو الخاصة به داخل التطبيق الرئيسي، حيث يحاول إقناع منشئي المحتوى على يوتيوب بمنصته. ومنذ أيام، عززت Watch بميزات جديدة مثل استطلاعات الرأي مما يسمح للمؤثرين بإنشاء استطلاعات الرأي ومساعدة منشئي المحتوى مع العلامات التجارية.
وقال فيدجي سيمو الذي يقود منتجات الفيديو على فيس بوك: "خلال السنوات الثلاث الماضية، استثمرنا بشكل كبير في إنشاء منتجات مخصصة للمبدعين". وأضاف: "يتطلب الأمر تفانيًا حقيقيًا لتنمية نظام أساسي جيد لمنشئي المحتوى".
بالإضافة إلى مقاطع الفيديو نفسها، يوفر فيس بوك ميزات أخرى مثل المجموعات، حيث يمكن لمنشئي المحتوى الدردشة مع المعجبين بين الحلقات.
تعرف على نسبة تعرض الإمارات للاحتيال الإلكتروني مقارنة بدول العالم
ولكن إلى حد الآن لا تتقاسم فيس بوك العائدات الإعلانية على منصتها مع منشئي المحتوى، فهي لا تعرض الإعلانات على مقاطع الفيديو في شبكتها الإجتماعية على خدمة Watch ونفس الأمر أيضا لمنصة IGTV، وتكتفي بتمويل بعض المشاهير مثل كيم كاردشيان لبدء نشر مقاطع الفيديو والتواجد على منصاتها.
أما يوتيوب الذي تشكل عائداته وأرباحه أساسية للكثير من منشئي المحتوى فهو يدرك بأن منافسيه سيعملون على عرض الإعلانات وتقاسم العائدات وهو ما يتم التخطيط له، ويسعى إلى طرق جديدة للربح من أجل مواجهة المرحلة القادمة التي قد يختار فيها الناشرين البقاء مع المنصة التي تدفع أكثر وترك الأخرى التي يعد الوجود فيها مجرد مضيعة للوقت.