القمر ما زال يحير العلماء.. هذه ألغازه العصية عن الحل
البشر يزورون القمر منذ العام ١٩٥٩.
فالمرة الأولى كان مع المركبة الفضائية لونا ٢ التابعة للاتحاد السوفياتي عام ١٩٥٩ ثم أول بعثة مأهولة مع أبولو ١١ الاميركية والتي هبطت على سطح القمر في ٢٠ يوليو عام ١٩٦٠ وأصبح نيل أرمسترونغ أول رجل يخطو على سطح القمر وليحذو حذوه ١١ رائد فضاء خلال فترات لاحقة بالإضافة الى عدد لا بأس به من الرحلات غير المأهولة.
الواقع هذا لم يساعد العلماء على كشف كل أسرار القمر، ورغم «سهولة» الوصول اليه مقارنة بغيره من الكواكب والاجرام السماوية إلا أن الالغاز ما تزال تحير العلماء الذين يأملون بانهم سيتمكنون يوماً ما من حلها.
من أين أتى القمر؟
لطالما قدمت الحضارات المتعاقبة مجموعة من النظريات والاساطير حول نشوء القمر، ولكن العلماء لم يتمكنوا من الخروج بنظرية متفق عليها حول القمر وتكونه. هناك عدة فرضيات لعل أشهرها هي ان كوكباً يعادل في حجمه كوكب المريخ ويدعى ثيا ارتطم وان القمر تشكل من سحابة ركام اطلقت في الفضاء.
ولكن هناك مشكلة في الصورة العامة، فالكوكب ثيا كان من المفترض ان يترك بعض البقايا التي تملك مميزات وخصائص معينة ولكن لا وجود لهذه البقايا كما ان بعض المواد الموجودة على سطح القمر كالمياه المتجمدة لا تتناسب مع نظرية نشوء تصادمية عنيفة ذات حرارة مرتفعة جداً.
لماذا لم يؤثر التصادم على الارض؟
في حال تم التسليم جدلاً بأن القمر تكون من خلال عملية تصادم بين الارض وكوكب ثيا فإن هناك مشكلة اخرى لم يتم حلها وتتعلق بأسباب عدم تأثر الارض بشكل كبير بعملية التصادم هذه. فالتصادم كان يجب ان يكون بالقوة الصحيحة التي تجعل الاجسام تتطاير حول مدار الارض وفي الوقت عينه لا تؤدي الى تدمير الارض أو إخراجها من مدارها.
بعدما شهدت سلسلة حوادث مشابهة.. غرق عبارة إندونيسية في واحدة من أعمق بحيرات العالم
من أين أتت المياه؟
وجود كميات كبيرة من الماء على سطح القمر جعل العلماء في حيرة من امرهم. العلماء وفي كل مكان يبحثون فيه ويدرسونه يجدون الماء وبعض النظريات تقترح أن باطن القمر اكثر رطوبة من سطحه. النظرية الاولى تقول أن مصدر الماء هو المذنبات والكويكبات التي تحتوي على ما يسمى بكوندريت كربونية.
النظرية الثانية تقول أن المياه جلبتها الرياح الشمسية و الثالثة هي ان الماء كانت على القمر منذ ولادته.مؤخراً تم إكتشاف معدن يتطلب وجود الماء لتشكيله في نيزك قمري. المعدن هو عبارة عن بلورة من ثاني أكسيد السيليكون ولم يسبق اكتشافه من قبل في عينات من صخور القمر.
لماذا يملك القمر وجهين ؟
نتيجة للتزامن الكامل لدوران القمر حول نفسه مع دورانه حول الأرض، فإن نصفاً واحداً من القمر فقط يظهر للأرض في حين يبقى النصف الثاني غير مرئي. الوجه الاخر للقمر يختلف كلياً عن الوجه الذي نراه فالجانب البعيد عبارة عن مساحات ممتدة من أراض مرتفعة وعرة بألوان رمادية. النظرية تقول ان جاذبية الارض سببت موجات قوية من المد والجزر على القمر منذ مليارات السنوات وذلك عندما كان القمر فتياً ومنصهراً. التفسير الثاني يرتبط بواقع ان سماكة القشرة الارضية هي اكبر على بعد ١٥ كلم من جانبي القمر وهذا الاختلاف سهل عملية تكسر القشرة.
ما سبب وجود الفخاخ الباردة؟
درجة الحرارة على سطح القمر يمكنها ان تصل الى ١٠٠ درجة مئوية ثم تنخفض الى ١٤٤ تحت الصفر خلال ساعات الليل وذلك لعدم وجود هواء يخفف من صدمة أشعة الشمس. هذه الحرارة من شأنها ان تجعل الماء يتبخر وبسرعة بالغة ولكن وسط «جحيم» الحرارة هذا هناك مناطق بدرجات حرارة منخفضة جداً. هذه المناطق يطلق عليها إسم الفخاخ الباردة والفخ البارد هو منطقة باردة جدًا حيث يستقر بخار الماء وغيره من المواد المتطايرة التي تلامس السطح لفترة طويلة من الزمن ربما تصل إلى عدة مليارات من السنين.
وهذه الفخاخ التي تكثر في منطقية القطبين قد تحمل أسرار تاريخ القمر التي لم يكتشفها العلماء بعد.
ما قصة الغلاف الجوي؟
كان الاعتقاد السائد بان القمر لا يملك غلافاً جوياً.. ولكن الدراسات الحديثة اكدت انه يملك غلافاً جوياً ولكنه هش ورقيق جداً لدرجة ان محركات المركبات الفضائية يمكنها ان تؤثر عليه. وعلى الرغم من كون هذا الغلاف الجوي كان سميكاً بالمقاييس القمرية فإنه يعتبر ضئيلاً عند مقارنته مع الغلاف الجوي للأرض. وقد بلغ الضغط الجوي للقمر قبل ٣،٥ مليار سنة تقريباً حوالي ١ كيلوباسكال مقارنة مع الضغط الجوي للأرض عند سطح البحر والذي يبلغ ١٠٠ كيلوباسكال.
ما سبب الزلازل القمرية؟
الأجهزة التي وضعت على سطح القمر كشفت للعلماء معلومات مذهلة وهي ان ما بين ٦٠٠ و ٣٠٠٠ زلزال تحدث سنوياً. والسؤال المحير هنا هو عن الية حدوث هذه الزلازل في حين ان جوف القمر هادئاً زلزالياً وأغلب الظن يحتوي على كميات من الماء المتجمد. وفي الواقع وجد العلماء ٤ انوع من الزلازل تختلف لناحية العمق والقوة.
الانواع الثلاثة الاولى هادئة ولاتؤدي الى اضرار ، اما النوع الرابع فعنيف. سبب هذه الزلازل ما زال غير معروفاً. ويعتقد العلماء بان هذه الزلازل تنشأ من تحرر الشد البنائي المرن الموجود في صخور القمر كما تحدث معظم الزلازل وهذا النوع من التحرر ينتج من التكسر الذي يحصل نتيجة للظروف الحرارية غير الطبيعية على سطح القمر.
لتظل دائماً الأب المثالي.. أحذر تلك الأخطاء الكارثية مع أبنائك