عالم الريادة طموحك.. استفد من خبرات المناضل مارتن لوثر كينج
إن كنت من أصحاب العزيمة والإصرار في تحقيق ما تأمله، فاستعن بمرشد عظيم في عالم قوة الذات وما لهذا العالم من دور فعال في مواجهة الصعاب والتغلب على أية ذرة ضعف أوخوف دفين بتلك النفس البشرية،أما ذلك المرشد الدال فهو الشاب المناضل الأمريكي الأفريقي الدكتور مارتن لوثر كينج متحدي العراقيل لآخر لحظات حياته وقبيل اغتياله بساعات قلائل في عمر الزهور.
احترامي لنفسي وثقة القول
نشأته كانت عاملاً رئيسياً في بزوغ روح القيادة بشخصيته، وكانت والدة مارتن لوثر هي من علمته احترام الذات والثقة بها بينما اتسمت معاملة والده بالشدة والصرامة، فيما كانت البداية الحقيقية لمولد قائد سيكون له شأنه في يوم ما بل وتأثيره سيدوم على مدار عقود متتالية.
7 قصص ملهمة لرؤساء تنفيذيون.. كيف تُحول النكسات لأعظم النجاحات؟
تلك الرغبة التى ملأته لإثبات حقه وحق أقرانه وأجيال من قبله ومن بعده في الحياة بوطن تسوده المساواة وعدم التفرقة العنصرية على أساس اللون. وذلك عندما قرر في عمر السادسة أن يشارك اللعب مع صديق أبيض البشرة، ووقتها نهره والدا الطفل الأمريكي الأشقر بقولهم له "لايمكنك على الإطلاق اللعب مع أولادنا مرة أخرى"، بينما كان رد مارتن لوثر الصغير هو "نحن نحب أعداءنا ونحب الناس، وعليكم أن تغيروا مفاهيمكم ومنظوركم تجاهنا" ومن هنا بدأت خطوط رسم الشخصية تبرز لتشكل هوية القائد المرتقب القادم لتغيير تلك المفاهيم الراسخة بأذهان الكثيرين وقتها.
الإيمان وتوقع الحدوث.. سمة الكبار
وأمام إيمانه الشديد بهذه الفكرة وسعيه الدؤوب لتحققها، أعدّ جيداً لذلك اليوم، الذي توقع حدوثه بالمستقبل، بأداء الكثير من التحضيرات المكثفة على مدى سنين عمره لنيل ذلك المطلب، فيما كانت انطلاقة الإعداد والتحضير من عنده أولاً وذلك عندما قرر استكمال دراسته العليا والحصول على درجتين للماجيستير والدكتوراه في تخصص الفلسفة وعلم اللاهوت، علماً بأنه عندما تخرج من الثانوية العامة كان هو الأسود الوحيد ذو الثلاثة عشر عاماً يستطيع القراءة وقادر على إجادتها.
لم يخلو بناء شخصية القيادي العظيم لوثر كينج الإبن من عظماء أمثاله كانوا بمثابة المرشدين والموجهين له في باكورة شبابه وهم من أشهر الأساتذة في عصره، كالدكتور جورج كيلسي، والدكتور بينيامين مايوس والذي صار فيما بعد رئيساً لكلية مورهاوس بالولايات المتحدة.
شد أزرك باتصالاتك ومحيطك الاجتماعي الواسع
وكقسيس كنسي، تساءل إذا كان سيقصر دوره في خدمة الكنسية فحسب، أم سيوسع من نطاق تلك الخدمة ويطالب بمساعدة الأمريكيين الأفريقيين في مواجهة مشاكل العنصرية التي تحاصرهم من كل تجاه. فيما كان قوله وقتذاك أنه لا يستطيع عبور ذلك الطريق المفخخ الممتلئ بالعراقيل دون أن يكون من خلفه أناس يشدون من أزره ويقفون وراء ظهره لدعم موقفه ورؤيته الطامحة للتغيير. بينما كان من بينهم زوجته كوريتا سكوت التي وصفها مارتن لوثر كينج بـ"الشريك العظيم" وإحدى أقوى ملهميه بالإقدام على تولي أبرز الأدوار القيادية في حياته من أجل الدفاع عن قضيتهم ورفع شأنها عالياً.
في تناول مختصر لأبرز منحنيات حياة القيادي المناضل مارتن لوثر كينج الإبن، فمن الممكن أن يزاح الستار عن الكثير من الدروس المستفادة لكل طامح للريادة والقيادة، ومن بينها:-
1. الثقة واحترام الذات.
2. تحديد ماترغب في نيله وتحققه.
3. الإيمان بهدفك وتوقع حدوثه مستقبلاً.
4. التحلي بصفة الشجاعة للتغلب على المخاوف المستقبلية والحالية.
5. الإعداد الجيد ورسم الخطط والاستراتيجيات قريبة وبعيدة المدى على حد سواء.
6. توسيع رقعة العلاقات الاجتماعية لما لها من دور فعال في كسب مزيد من الخبرات، مع مراعاة إيجاد الرعاة المرشدون لك.
7. النزول لأرض الواقع وملامسته بالتعامل مع كل أنواع البشر لكسب الدعم والمساندة جنباً لجنب فريقك الداعم.
ومن أهم النصائح التي أدلى بها أيضاً الخبير الأكاديمي في مجال الريادة بيل جورج، خلال حديثه التليفزيوني وتناوله سيرة الأمريكي المناضل لوثر كينج الإبن، ضرورة التحضير المسبق عند الإقدام على إنشاء أي مشروع كبير، مؤكداً أن عدم الاستعداد المبكر والإعداد لأسوأ السيناريوهات المحتمل حدوثها قد يؤدي بالضرورة إلى خنوع قوتك في مواجهة التحديات الأكبر المقرر ملاقاتها في وقت لاحق.