قبرص: الوجهة المتوسطية المثالية على مدار السنة
يبحث الجميع عن وجهة فريدة تتيح أوقاتاً ممتعة لكل أفراد العائلة مع اقتراب موسم الإجازات الصيفية، ولا يختلف اثنان على المقومات السياحية المتميزة التي تمتلكها قبرص، فقد تزايدت شعبية هذه الجزيرة المتوسطية بوتيرة متسارعة، لتصبح إحدى الوجهات العائلية المفضلة للزوار القادمين من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
فعلاوةً على قربها من الخليج العربي؛ حيث تستغرق الرحلة الجوية بينهما أربع ساعات فقط، فإن الجزيرة توفر مختلف أنواع التجارب والوجهات، بدءاً من الجبال والشواطئ الساحرة، مروراً بالمواقع الأثرية، وانتهاءً بالأطباق الشهية والسهرات الفريدة، لتتيح لكافة زوارها على اختلاف أذواقهم قضاء عطلة لا تنسى تتجاوز توقعاتهم.
وفيما يلي لمحةٌ موجزة عن بعض أهم المحطات التي تستحق الزيارة، والتي يمكن استخدامها في تصميم برنامج سياحي حافل يلبي تطلعات الجميع، ويضمن لهم الاستمتاع برحلةٍ ساحرة.
لارنكا
تشكل مدينة لارنكا الساحلية الميناء الذي تنطلق منه كل مغامرة قبرصية مشوقة. وقد نهضت هذه المدينة على أنقاض بلدة كيتيون القديمة، والتي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وهي مسقط رأس الفيلسوف الشهير زينون الرواقي.
وتحتضن لارنكا العديد من المرافق ذات الخمس نجوم، والتي ستلبي توقعات السياح من عشاق الفخامة، كما أنها تضم وجهات سياحية متعددة أخرى، كالواجهة البحرية المزينة بأشجار النخيل، والمواقع التاريخية العظيمة مثل كنيسة القديس لازاروس وقلعة لارنكا وقناطر كاماريس.
أما الكنز الحقيقي للمدينة فيتمثل في مسجد "أم حرام" (مسجد لارنكا الكبير)، الذي يتربع على ضفاف بحيرة لارنكا المالحة، وقد بني في القرن الثامن عشر تكريماً لذكرى أم حرام بنت ملحان، المرأة التي كانت ترعى النبي (ص) كواحد من أولادها.
10 نصائح ذهبية من رويال كاريبيان انترناشيونال للاستمتاع برحلة بحرية رائعة
بافوس
يقال إن بافوس، والتي تبعد مسافة 1.5 ساعة بالسيارة عن لارنكا، هي مسقط رأس أفروديت، أسطورة الحب والجمال عند الإغريق. وتحمل البلدة شهرةً عالمية مرموقة، فهي مدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، كما تم اختيارها عاصمة للثقافة الأوروبية عام 2017.
في بافوس، يمكن للزوار إحياء ذكرى أفروديت عند صخرة ’بيترا تو روميو‘ التي شهدت ولادتها حسب الأسطورة، والتي تتربع على قمة تلة بحرية لتتيح للسياح إطلالة تخطف الأنفاس عند غروب الشمس فوق المياه ذات الزرقة الصافية.
ولهواة السباحة حصتهم أيضاً في هذه البلدة الساحرة، حيث يمكنهم التوجه إلى ’كورال باي‘، الشاطئ الرملي المزود بكافة المرافق بدءاً من المظلات وكراسي الاستجمام وانتهاء بالمطاعم والمقاهي والرياضات المائية، ليتيح تجربة مليئة بالمرح لكافة أفراد العائلة طيلة فترة ما بعد الظهيرة.
وتستمر الرحلة في هذه البلدة المذهلة لتصل إلى محطتها الجديدة، وهي متنزه بافوس الأثري. شهد هذا الموقع المهيب اكتشاف أربع قرى رومانية تتميز بأرضياتها الفسيفسائية التي لا تزال بحالة رائعة، إلى جانب حجرات الدفن القديمة تحت الأرض، والتي تُعرف باسم "قبور الملوك"، وهي منحوتة من الصخور القاسية وتضم أعمدة من الطراز الدوركي وجدراناً مزينة بلوحات الفريسكو.
بلاتريس
تقدم بلاتريس، إحدى أكثر القرى ارتفاعاً على جبال ترودوس، فرصةً لتغيير المشاهد البحرية والانتقال إلى أخرى جبلية ذات تضاريسٍ مذهلة.
وفي الطريق إلى هذه القرية، سيمرّ الزوار بمجموعة من القرى الساحرة تعج بالمنازل ذات السقوف الحمراء التي تتربع على السفوح الجبلية، ويقطنها أناس طيبون يستقبلون الزوار بكل ودٍّ وترحاب.
إحدى هذه القرى تُدعى أومودوس، وهي تشكل المحطة المثالية للتعرف على أهالي المنطقة والتلذذ بمذاق المطبخ القبرصي، الذي يحمل لمسات من المطبخ اليوناني والمتوسطي والشرق أوسطي، لذا فإن القائمة ستضم العديد من الأطباق المألوفة لدى الزوار الوافدين من الخليج العربي، كجبنة الحلومي وورق العنب المحشو والكبة.
لكن لا حاجة للقلق حيال السعرات الحرارية على وجبة الغداء، حيث سيتاح لهم التخلص منها لدى وصولهم إلى بلاتريس، الوجهة المثالية للسير في أحضان الطبيعة الخضراء، وتحديداً على مسار كاليدونيا، الذي يقودهم إلى أعلى شلال في قبرص، والذي يشكل بدوره الموقع المثالي لالتقاط الصور التذكارية المذهلة.
ليماسول
في نهاية هذه الرحلة، يعود البرنامج السياحي بالزوار إلى الساحل مجدداً، ولكن هذه المرة إلى ليماسول. تحتضن هذه المدينة، وهي ثاني كبرى مدن قبرص، مجموعة من أفضل الشواطئ على مستوى الجزيرة، وهي تتميز بأجوائها النابضة بالحياة وسهراتها المليئة بالمرح.
كما تضم العديد من المواقع التاريخية التي تجذب الزوار، كمدينة كوريون الأثرية المتاخمة لحدودها، والتي تتميز بلوحات فسيفسائية مدهشة تجعل من زيارة هذه المدينة تجربة لا تفوت.