لماذا استحوذت Walmart على Flipkart؟ هذه هي الأسباب
أعلنت Walmart مؤخرا عن استحواذها على حصة قدرها 77 في المئة من منصة التجارة الإلكترونية الهندية Flipkart وهي الخطوة التي كلفتها حوالي 16 مليار دولار أمريكي. وقتها انقسم المستثمرون في الشركة إلى قسمين، قسم يشكل الاغلبية غير متفائل بهذه الصفقة، وقسم متفائل بالصفقة ويرى أنها خطوة جيدة لمنافسة أمازون في الهند والأسواق الناشئة.
ومن المعلوم أن شركة Walmart تواجه منافسة وضغوط كبيرة من أمازون التي تواصل زيادة حصتها السوقية في الولايات المتحدة، والتي توسعت إلى الشرق الأوسط من خلال الاستحواذ على سوق دوت كوم في الإمارات العام الماضي، وأيضا دخولها إلى السوق الهندية.
لماذا استحوذت Walmart على Flipkart؟ هذا هو السؤال الذي نجيب عنه من خلال البيانات التي حصلنا عليها ونشرها موقع recode التقني.
في البداية نجد ان الهند هي ثاني أكبر دولة في العالم على مستوى عدد السكان، وهي خلف الصين مباشرة، ويعتبر هذا البلد موطنًا لطبقة وسطى متنامية، مما يغذي نمو الإنفاق الأسري على قدم المساواة مع الصين بنمو أسرع من سوق الولايات المتحدة الأكثر نضجًا.
ومع وجود سوق التجزئة المجزأة في البلاد ، فإن المزيد من هذا الإنفاق ينجذب إلى الإنترنت حيث يمكن للمتسوق الهندي شراء مجموعة واسعة من المنتجات في مكان واحد سواء من Flipkart أو أمازون.
في عام 2017 أنفق المستهلكون في الهند 21 مليار دولار على التجارة الإلكترونية، مما يجعله عاشر أكبر سوق للتجارة الإلكترونية في العالم، وفقًا لبيانات شركة الأبحاث الإلكترونية eMarketer.
ولكن الأهم من ذلك بالنسبة إلى وول مارت مقارنة بالحجم الحالي للسوق هو نموها المتوقع. من عام 2017 إلى عام 2021 ، من المتوقع أن تنمو التجزئة عبر الإنترنت في الهند بنسبة 141٪ لتصل إلى أكثر من 50 مليار دولار.
ولأن شركة Flipkart هي الرائدة في السوق الهندية فإن Walmart التي تعاني من أمازون في الولايات المتحدة ستجد طريقة فعالة إلى تعزيز عائداتها وأرباحها، مع العلم أن عائدات أمازون خلال 2017 وصلت إلى 108.4 مليار دولار أمريكي مقابل 17.5 مليار دولار عائدات من الإنترنت حققتها Walmart.
حل لغز «لوريل» أم «ياني».. أحدث الخدع المحيرة على وسائل التواصل
من المنتظر مستقبلا أن تشهد الهند ما تشهده الصين حاليا من ثورة في التجارة الإلكترونية واقبالا على الشراء من الإنترنت، والصفقة التي أقدمت عليها Walmart تحاول بها أن تضمن استمراريتها مستقبلا لان هناك تقارير تتحدث عن أن الشركة في حالة استمرت على الوضع الحالي قد تنهار كما انهارت الكثير من شركات تجارة التجزئة التي تعتمد على سلسلة متاجرها التقليدية وتجاهلت الإنترنت والتجارة الإلكترونية.
الهند تعد سوقا صاعدة ومنفتحة أيضا على الشركات الأمريكية والعلامات التجارية العالمية عكس الصين التي تحتكرها شركات صينية محلية هناك مثل علي بابا، إضافة إلى ما سبق فالمنافسة في الهند ممكنة باقل تكلفة مقارنة مع السوق الصينية أو الأمريكية.
تبدو إذن الصفقة من وجهة نظر مراقبين على أنها خطوة للأمام وأن Walmart ذكية في اختيارها، وهي عازمة على المضي قدما في منافسة أمازون وعدم الاستسلام أو التراجع.
يجب أن نؤكد على أنها ستدخل للسوق الهندية ليس من خلال علامة تجارية جديدة كليا أو من خلال عمليات توظيف المزيد من الموظفين، بل من خلال شراء حصة من الشركة الهندية وهي أزيد من 77 في المئة، يعني أنها ستحصل على أغلب الأرباح وستشارك كطرف رئيسي في إدارة المنافسة بالهند دون أن تحتاج إلى القيام بتغييرات كبيرة وجوهرية.
شركة Flipkart تنمو بقوة كل ما تحتاجه وول مارت هي اتمام الصفقة ومتابعة التطورات وتقديم خبراتها وأدواتها لمواجهة أمازون وشركات أخرى في السوق الهندية.