استحواذ برودكوم على كوالكوم أين وصلت أكبر صفقة تاريخية بقطاع التكنولوجيا ؟
في خضم سباق دمج بقطاع معدات التكنولوجيا اللاسلكية تدور معارك بين الشركات الكبيرة للحصول على الرقائق بأسعار أقل، ومن بين أهم صفقة استحواذ شركة “برودكوم” للشرائح الإلكترونية ومقرها سنغافورة على أسهم منافستها شركة الاتصالات الأمريكية العملاقة “كوالكوم” وذلك في صفقة القرن التي إن تمت فستكون الأضخم في عالم التكنولوجيا وربما لسنوات قادمة أيضاً.
وتُستخدم رقائق الاتصالات التي تصنعها برودكوم، ومقرها سنغافورة، في منتجات شتى من الهواتف المحمولة إلى الخوادم. أما كوالكوم فتبيع التراخيص لاستخدام تقنياتها في اتصالات النطاق العريض ونقل البيانات وهو نشاط مرشح للاستفادة بقوة من بدء نشر تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات اللاسلكية.
وقد بدأت شركة برودكوم الأمريكية في نوفمبر الماضي المفاوضات عندما قامت بعرض 105 مليارات دولار لشراء شركة كوالكوم المنافسة لها، والتي ردت بأن العرض أقل من قيمة الشركة وفي تطور جديد في هذه الصفقة رفعت برودكوم عرضها لشراء كوالكوم بنسبة 15% ليصبح العرض 121 مليار دولار وردت الأخيرة بأنها سوف تراجع العرض بشكل كامل قبل الرد.
ويتضمن عرض برودكوم الجديد، البالغ 82 دولارا للسهم، دفع 60 دولارا نقدا و22 دولارا في شكل أسهم برودكوم. كان العرض الأول المقدم من الشركة، البالغ 70 دولارا للسهم، يتكون من 60 دولارا نقدا وعشرة دولارات في صورة أسهم. وتعني زيادة شق الأسهم إخضاع الصفقة لتصويت مساهمي برودكوم.
ما هي عُملة الأثريوم ؟..وماذا يجب أن تعرفه عنها ؟!
وكانت برودكوم قدمت أول عرض للاستحواذ على كوالكوم فى نوفمبر – تشرين الثاني من العام الماضي بقيمة 103 مليار دولار، ورفضتها كوالكوم حينها زاعمة أن القيمة المعروضة أقل من تقييم الشركة.
وتراجعت أرباح كوالكوم بقوة خلال الربع الرابع من 2017 بـ 90%، بينما انخفضت إيراداتها بنسبة 4.5%، وذلك على خلفية نزاع قانوني مع شركة آبل، والتي استخدمت معالجات المعلومات الخاصة بها في أجهزة أيفون وأي باد.
وبدأت الأزمات عندما تلقى مجلس التجارة الفيدرالي شكوى تشير إلى أن كوالكوم كانت تجبر آبل على استخدام الشرائح التي تنتجها بمقابل أعلى، وقامت آبل في وقت لاحق بمقاضاة كوالكوم للحصول على تعويض بقيمة مليار دولار.
ولدى برودكوم تاريخاً في الإنفاق ببذخ على استحوذت وتوسعات في شراء أصول، أكثر من التركيز على التدريب والتطوير، وهو ما قد يكون السبب وراء رفض عرضها لشراء كوالكوم، لأن ذلك الأمر من شأنه ضخ استثمارات أقل في تطوير المنتجات.
كيف يؤثر الإشراف السيئ على سير العمل داخل الشركات ؟
وتصارع الشركات الصينية العملاقة للعمل في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي يناير – كانون الثاني 2018، قامت شركة هواوي الصينية بإلغاء اتفاق لطرح منتجها Mate 10 Pro بالشراكة مع AT&T بالولايات المتحدة، وأوضح مراقبون أن ذلك الاتفاق كان يعد بمثابة موطئ قدم لـهواوي – مشغل الهاتف الصيني العملاق المملوك للدولة – في السوق الأمريكي.
وعلى الرغم من عدم نجاح مساعي برودكوم للاستحواذ على كالكوم، إلا أن الأولى أشارت إلى استمرار خططها في نقل مقرها للولايات المتحدة، وضخ 1.5 مليار دولار في التدريب والتعليم.
ويبقى المثير بشأن هذه الصفقة ليس فقط المبلغ الذي قامت برودكوم بعرضه، ولكن أيضاً أن كوالكوم هي الشركة الأكبر دون الحاجة للكثير من المقارنات، وأيضاً أن دمج الشركتين سيتطلب موافقات بالإضافة إلى أنه ربما يتأخر لشهور أو ربما سنوات بسبب المشاكل القضائية التي تواجهها كوالكوم في الوقت الحالي.