فجوة الكفاءات المؤهلة في الشرق الأوسط تهدد الاقتصادات العالمية عام 2030
كشفت دراسة حديثة صدرت مؤخرا أنّ فجوة الكفاءات المؤهلة والتي تشكّل تحدياً حالياً ستستمر في كبح النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي حال لم يتم التصدي لها، فقد تترك تأثيراً هائلاً على الاقتصادات العالمية الرئيسية بحلول عام 2030، بما في ذلك خسارة إيرادات سنوية محتملة بقيمة 50.6 مليار دولار في دولة الإمارات العربية المتحدة وأكثر من 206 مليارات دولار في المملكة العربية السعودية.
التحدي الأكبر للمدير التنفيذي: المبيعات والتنفيذ في السوق
ووفقا للدراسة التي نشرتها شركة “كورن فيري” فان أزمة المواهب ستؤثر بشكل كبير على نمو الشركات الفردية بالإضافة إلى استراتيجيات التنمية الاقتصادية الوطنية الطموحة التي تهدف إلى تنويع وتنمية الاقتصادات المحلية. وعلى القادة وصانعي القرارات الآن في كل من القطاعين العام والخاص الاستعداد والتخطيط بشكل استباقي لمواءمة القوى العاملة المستقبلية لتتناسب مع احتياجات النمو في اقتصاد المستقبل.
وأوضحت الدراسة أنه بالرغم من أن القادة العالميين يراهنون بشكل كبير على التكنولوجيا باعتبارها محركاً أساسياً لتحقيق النمو المستقبلي إلا أنهم يقللون من أهمية وقيمة رأس المال البشري. وكشفت الدراسة أن اعتقاد القادة بأن رأس المال المادي سوف يتفوق على رأس المال البشري في مستقبل العمل سيؤدي إلى خسارة جانب مهم بقيمة تريليون دولار.
وأثبتت الدراسة أن الموظفين سيضيفون قيمة تقدر بنحو 1.215 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي، وهو ما يعادل نحو 2.33 مرة من القيمة التي سيضيفها رأس المال المادي بما في ذلك التكنولوجيا. كما أظهرت الدراسة أيضًا أنه مقابل كل دولار يُستثمر في رأس المال البشري ، يضاف نحو 11.39 دولارًا إلى الناتج المحلي الإجمالي.
هل من الأفضل بدء الأعمال التجارية برأس مال كبير؟
وتلقي الدراسة الجديدة الضوء على التحدي الذي ستواجهه الشركات في مهمة العثور على المواهب التي تمتلك الكفاءات والخبرات المناسبة لتحقيق إمكانات رأس المال البشري بشكل كامل وكذلك لزيادة الاستثمارات في التقنيات المتقدمة والتي تؤثر بدورها على متطلبات القوى العاملة.
وعلى المستوى العالمي، يرجح أن تصل الفرص الاقتصادية غير المحققة إلى أكثر من 8.5 تريليون دولار بسبب النقص في المواهب والذي يقدر بأكثر من 85 مليون عامل مؤهل بالمهارات المطلوبة. وتستحوذ الأسواق في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا على ما يقرب من 1.9 تريليون دولار من الإيرادات غير المحققة سنوياً بحلول عام 2030 مع وجود فجوة في المواهب يقدّر حجمها بنحو 14.3 مليون عامل.
شركة برمجيات تمنح موظفيها 1500 دولار للترفيه !
وبهذه المناسبة قال جورج كرم العضو المنتدب لمجموعة “كورن فيري هاي”: “تقوم بعض الدول مثل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية باتخاذ إجراءات استباقية للتعامل بشكل استراتيجي مع فجوات المواهب التي تلوح في الأفق كجزء من خططها التنموية الاقتصادية والاجتماعية بعيدة الأمد.فمثلا وضعت دولة الإمارات استراتيجية التعليم العالي الوطنية الجديدة وأنشأت مجلس التعليم والموارد البشرية الذي أطلق مؤخراً شراكة جديدة مع القطاع الخاص في الدولة بهدف تعزيز جهود تطوير المهارات المتقدمة للمستقبل، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات مثل مبادرة مليون مبرمج عربي، مما يعكس رؤية واضحة تهدف إلى التخطيط وتعزيز جاهزية الدولة لمستقبل العمل.
أما المملكة العربية السعودية فأنشأت وحدة التحول الرقمي في إطار رؤية المملكة 2030 وتمت هيكلتها لضخّ ما يقدر بـنحو 200 ألف وظيفة في الاقتصاد بحلول عام 2025 جميعها مرتبطة بشكل مباشر بالدور الذي ستؤديه التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والأتمتة الصناعية في مستقبل المجتمعات.