جت سمارتر.. عندما تتحول هواية السفر لأكبر منصة رقمية لحجز الطائرات الخاصة في العالم
عندما أراد حجز طائرة خاصة للسفر كلفه الأمر كثيراً من الوقت لإنجاز هذا الحجز من معاملات ورقية ومكالمات هاتفيه إضافة إلى مظاهر الإسراف وإهدار الأموال، ففكر الشاب الروسي سيرجي بتروسوف في عمل تطبيق لتسهيل الحجز للمسافرين على الطائرات الخاصة أطلق عليه اسم "جيت سمارتر" الذي أصبح من أهم الشركات التي تسمح للأشخاص في جميع أنحاء العالم بحجز رحلات السفر عبر تطبيق بجوالهم المحمول باستخدام الطائرات الخاصة الفاخرة.
كيف تغلب أصحاب الثروات على فقرهم وأصبحوا الأعلى دخلاً في العالم؟
و"جت سمارتر" هو عبارة عن تطبيق على الأجهزة الذكية يعمل على تقديم العديد من العروض والأسعار للسفر عبر الطائرات الخاصة في جميع أنحاء العالم، ويساعد هذا التطبيق على توفير الطائرات الخاصة لجميع الراغبين بالسفر على متنها وبأسعار مخفضة ويساعد أيضاً شركات الطيران الخاصة على استقطاب المزيد من الحجوزات في أسواقهم. ويعمل التطبيق على إلغاء دور الوسطاء عند استئجار الطائرات الخاصة، وتحويل هذه العملية إلى منتهى البساطة والسهولة من خلال تطبيق على الهاتف الذكي.
ومنذ بدايتها في نوفمبر 2012، حققت الخدمة الشاملة التي تقدمها جت سمارتر إلى أعضائها ومستخدميها من الرحلات المجانية إلى ملاءمة حجز طائرة في الوقت المناسب، شعبية كبيرة جداً. وخلال السنة الماضية فقط، شهدت الشركة زيادة في الإيرادات بنسبة 1000%، كما أبرمت شراكة مع مؤسسات معروفة مثل بنك دويتشه، وحققت وصولاً إلى أكثر من 3000 طائرة على المستوى العالمي لتوفير خيارات طيران أكثر لمستخدميها.
ويكمن سر نجاح جت سمارتر في عقل مؤسسها الشاب الروسي سيرجي بتروسوف البالغ من العمر 29 عامًا الذي جاءته الفكرة عندما كان مسافرا على متن طائرة خاصة عام 2009، وكان مندهشًا للغاية، ليس فقط من مظاهر الترف المحيطة به ولكن أيضًا من تعقيد وقِدم عملية الحجز.
جيف بيزوس: كسب المال أسهل أعمالي وأصعبها كيفية صرفه !
ولد بيتروسوف في روسيا لكنه انتقل إلى ولاية فلوريدا في سن مبكرة مع عائلته، وكافح من أجل تحديد وجهته في عشرينيات عمره.
يقول بيتروسوف: أعتقد أن بعض الأشخاص لديهم محرك داخلي وشغف لما يفعلونه، هذا هو الشيء الأكثر أهمية لرجال الأعمال، إذا كان لديك محرك عميق حقيقي، لا يهم كم مرة ستسقط، يمكنك دائمًا رفع رأسك.
تميز مؤسس "جيت سمارتر" بهذه الروح منذ سن المراهقة، ففي المدرسة الثانوية حاول تدشين شركة لاستيراد وتصدير بعض عجلات السيارات، وعندما أصبح طالبًا في جامعة فلوريدا، بدأ الاحتكاك بعلوم الحاسوب وانضم إلى شركة ناشئة تعمل في مجال الدردشة الحية.
وقبل إنشاء "جيت سمارتر"، أسس بتروسوف شركة ناشئة تعليمية لبيع برامج قائمة على التكنولوجيا السحابية للمدارس والجامعات في أوروبا الشرقية وروسيا (بلدان يصعب على الكثيرين فيها تحمل تكاليف الأنظمة التعليمية التقليدية)، وكان الطيران آنذاك هوايته الجانبية.
وبعد أولى رحلاته رأى "بيتروسوف" أن الطائرات الخاصة أحد مظاهر الإسراف وإهدار الأموال إلى جانب عدم الفاعلية القصوى لهذه الصناعة، وهو ما سعى لتغييره.
ويشرح بيتروسوف الأمر قائلًا: لديك هذه الصناعة التي تقدر بمليارات الدولارات والتي تتطلب منك الاتصال وتوقيع الوثائق لحجز الرحلات، ولم يكن هناك أي شكل رقمي للوصول إليها، بالتالي كانت غير فعالة بدرجة كبيرة علاوة على عدم كفاية الطائرات المستخدمة، فعادة ما يشغل شخصان أو ثلاثة طائرة متوسطة، ما يجعل التكلفة أيضًا مرتفعة.
ملامح غير معروفة في حياة ثالث أغنى رجل في العالم.. تعرف عليها
ومن هنا نبعت فكرة "جيت سمارتر" والتي تركز على تنظيم استخدام هذه الطائرات بطريقة رقمية تعزز فاعليتها الجماعية بما يقلل التكلفة، لكن الأمر لم يكن سهلًا حيث كان على "بيتروسوف" بناء علاقات وطيدة في قطاع الطيران من خلال حضور المعارض التجارية.
ويقول سيرجي بتروسوف المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة جت سمارتر:"طٌورت جت سمارتر لسد الفجوة الكبيرة ولربط بين الرحلات التجارية وقطاع الطيران الخاص. وأصبح السفر الخاص الآن لا يقتصر على المشاهير والأغنياء والمسؤولين والمتنفذين فقط، بل يمكن لكافة المسافرين أن يستقلوا الطائرات الخاصة الآن بلمسة واحدة على تطبيق جت سمارتر".
وتابع بتروسوف: "نقدم الحصرية والرفاهية في السفر الخاص بين متناول الناس، كل ذلك من خلال تطبيق رقمي سهل الاستعمال يجرد تجربة السفر من المتاعب ويملأونها بالراحة والفخامة والرفاهية."
وبفضل عقلية واحترافية سيرجي بتروسوف تعد جت سمارتر اليوم أسرع ناد للطائرات الخاصة نموا في الأجواء. وعلى مدى الأشهر الستة الماضية، نمت الشركة بشكل استراتيجي في جميع أنحاء أمريكا الشمالية والشرق الأوسط، وأوروبا، وتوفر52 بالمئة المزيد من خيارات الرحلات للمستخدمين من خلال ثلاث خدمات رئيسية تشمل خدمة "جت ديلز" وخدمة "جت شتل" وخدمة "جت تشارتر".
وقد نجحت الشركة مؤخراً في جمع مبلغًا وقدره 20 مليون دولار من مجموعة من المستثمرين ذوي النفوذ في زيادتها الأحدث لأسهم الفئة “ب”. ويتضمن المستثمرون: أفراد من العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية وشخصيات بارزة معروفة عالميًا في مجال الموسيقى والترفيه وصندوق استثمار مقره لندن ومجموعة من شركات العائلات والأفراد أصحاب الثروات الكبرى بما في ذلك مسؤولين تنفيذيين كبار من شركات مثل جولدمان ساكس وتويتر.