لماذا تقدم مؤسس واتساب باستقالته لمارك زوكربيرغ ؟
أعلن أحد مؤسسي تطبيق واتساب جان كوم استقالته من منصبه عبر رسالة نشرها على موقع فيسبوك. وكتب كوم على صفحته على فيسبوك أنه "يريد أن يستمتع ببعض الأشياء التي يحبها خارج نطاق التكنولوجيا". وتبعاً لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الاثنين فإن كوم "تشاجر مع الشركة الأم فيسبوك حول استراتيجية واتساب".
كيف تحول دو تشانج من حارس عقار لواحد من أكبر رجال الأعمال في العالم ؟
ويأتي تخلي كوم عن منصبه بسبب رفضه لمحاولات فيسبوك استخدام البيانات الشخصية لمستخدمي واتساب ومحاولات تقليل مستوى تشفير البيانات. وقال كوم في بيان له " مر عقد من الزمن منذ تأسيسي أنا وبراين تطبيق واتساب، وكانت تجربة رائعة ، إلا أنه حان الوقت لبداية جديدة".
وأضاف أن "فريق العمل أقوى من أي وقت مضى وسيستمر في القيام بأشياء مذهلة".
وكان الأميركي براين أكتون والأوكراني جون كوم أسسا واتساب في عام 2009 قبل أن يبيعوها لفيسبوك في عام 2014 بنحو 19 مليار دولار أميركي.
وأظهرت دراسة أجرتها مؤسسة "ديجيتال نيوز ريبورت" العام الماضي، أن تطبيق واتساب أصبح واحدا من أكثر الوسائل السائدة للاطلاع على الأخبار ومناقشتها غير أن استخدام تطبيق المراسلات الفورية بدا متباينا بدرجة كبيرة بين الدول.
يف تحول دو تشانج من حارس عقار لواحد من أكبر رجال الأعمال في العالم ؟
وقد علق مارك زوكربيرغ على المنشور قائلا: "جان، سأفتقد العمل بالقرب منك، وأنا ممتن لكل شيء قمت بفعله لمساعدة العالم على التواصل ولكل شيء علمتني إياه وخصوصا التشفير وقدرته على نقل القوة من الأنظمة المركزية ووضعها بين أيدي الناس، وهذه القيم ستظل دائماً في قلب واتساب".
استقالة في وقت حرج لشركة فيس بوك
تأتي هذه الاستقالة في وقت حرج جدا للشركة الأمريكية التي تحاول أن تؤكد على تماسكها وقوتها ومصداقيتها، في ظل التقارير والتحقيقات التي أكدت بأنه لا مجال للشك في الممارسات المشبوهة للشركة بخصوص مواضيع متعددة بداية من الأخبار المزيفة إلى التساهل مع خطاب الكراهية نحو خصوصية المستخدمين التي يتم انتهاكها بشكل صارخ.
وقد شكلت الاستقالة فرصة للمحللين للحديث على أن الأزمة لم تعد متعلقة بالشبكة الإجتماعية لوحدها بل بخدمات الشركة منها واتساب، هذا الأخير لم يتعرض لاختراق أو تسريب بيانات مختلفة، لكن هناك توجهات لدى الشركة من أجل التخفيف من الأمان والتشفير في تطبيق التراسل الفوري منها وهو ما يعترض عليه جان كوم.
ومن المعلوم أن مؤسس التطبيق الشهير حصل على نسبة من الأسهم بشركة فيس بوك عندما انضم إليها، لكنه خلال الأشهر الماضية عمل على بيع أسهمها بشكل تدريجي، وهو ما فسرته وسائل الإعلام حينها على أنها خطة منه للخروج من الشركة وأيضا تأكيد على أنه لم يعد يمسك بزمام الأمور في تطوير تطبيقه والتغييرات التي تجريها الشركة المستحوذة لا تروق له خصوصا ما يتعلق بالخصوصية.
فيس بوك تتجه إلى استغلال بيانات المستخدمين على واتساب
من المعلوم أن الشركة الأمريكية ستعمل على استرجاع المبلغ الذي أنفقته على شراء التطبيق والاستحواذ عليه، من خلال استغلاله تجاريا.
وقد بدأت الإستفادة منه بداية من إعلانها العام الماضي تبادل البيانات بين واتساب و فيس بوك، ثم أكدت في الآونة الأخيرة أن معلومات الدفع على واتساب يتم مشاركتها مع فيس بوك وهي التي اعترفت بذلك بقولها: "نحن نشارك المعلومات مع مزودي الخدمات والجهات الخارجية لمساعدتنا على تشغيل وتحسين المدفوعات، والحفاظ على سجل معاملاتك، وتقديم دعم العملاء، والحفاظ على خدماتنا آمنة، بالإضافة إلى منع الاحتيال أو إساءة الاستخدام أو غير ذلك من سوء السلوك، كما أننا نشارك المعلومات التي نجمعها بموجب سياسة خصوصية المدفوعات مع موفري الخدمات التابعين لجهات خارجية بما في ذلك فيس بوك، ولتقديم المدفوعات إليك، نشارك المعلومات مع جهات خارجية أخرى بما في ذلك PSPs، مثل رقم هاتفك المحمول، ومعلومات التسجيل، ونوع الأجهزة، ورقم تعريف UPI الخاص بالمرسل، والمبلغ المدفوع".
وخلال الأشهر الأخيرة أطلقت واتساب للأعمال وهو الذي سيساعد الشركات على استخدام التطبيق في التواصل مع العملاء والرفع من المبيعات.
فيما أكدت شبكة cnbc بأن استقالة جان كوم تعني قرب قدوم الإعلانات إلى واتساب وأيضا التقليل من التشفير واتاحة خوارزميات تعمل على رصد الأخبار المزيفة وحذفها ومنع انتشارها.