لماذا تنتشر ناطحات السحاب الهزيلة والطويلة في نيويورك ؟
بات السكن في ناطحات السحاب حلما ورغبة كثير من الناس، ومن قبيل الأمنيات نشأت مدن تميَّزت وانفردت بتصاميم شبيه بتلك الناطحات ومنها عاصمة الولايات المتحدة نيويورك ولا شك بأنها تعتبر موطناً لبعض ناطحات السحاب الأكثر شهرة في العالم مثل بين مبنى إمباير ستيت، ومبنى الكرايسلر، ومركز التجارة العالمي.
وتمتلئ نيويورك بأغرب ناطحات السحاب المعمارية التي قد تذهل المشاهد لها بما تمتاز به من روعة التصميم وغرابته، وستبنى في المستقبل الكثير منها لتكون أكثر حداثة بعناصر فريدة ومميزة لم يتم تنفيذ مثلها بعد. وقد باتت تشهد ناطحات السحاب المدينة المزدحمة تشهد تغيراً هيكلياً جديداً، يجعلها تبدو أكثر "رشاقة" ونحالة،" من تلك التي اعتدنا عليها.
وفي هذا السياق قالت كارول ويليس، مؤرخة معمارية ومؤسسة متحف سكاي سكريبر في مدينة نيويورك، إن النحالة في مجال التصميم المعماري تعتبر مصطلحا هندسيا تقنيا يطبق على المباني بناء على نسبة عرض قاعدة المبنى وارتفاعه، مضيفة إن المهندسين يصفون ناطحات السحاب بالهزيلة، عندما تتراوح نسبة عرضها وارتفاعها بين 1:10 و1:12.
كيف استفاد الاتحاد السعودي للأمن السيبراني من زيارة ولي العهد لواشنطن ؟
وأوضحت ويليس أن استراتيجيات الهندسة والتطوير المتعلقة بالمباني الهزيلة، بدأت بالظهور في حوالي العام 2007، مشيرة إلى أمثلة أيقونية مثل الوحدات السكنية الفاخرة في "وان مادسيون بارك،" و"سكاي هاوس"،
مبينة أن قوانين تقسيم المناطق المعقدة في المدينة كانت أحد العوامل المحفزة لاعتماد تصاميم هزيلة بشكل أكبر.
وأشارت ويليس إلى أن هذه القوانين تقيد مساحة الأرض التي يمكن البناء عليها داخل منطقة ما، دون تحديد "مساحة أفقية" معينة، ما يسمح بشراء قطعة أرض صغيرة، ثم كسب "حقوق هواء" من الأراضي المجاورة، من أجل بناء ناطحات سحاب مرتفعة. لافتة الى ان "حقوق الهواء" تتمثل في المباني القصيرة التي لا ترتفع عن المسموح به، ما يسمح للمطورين الجدد المجاورين لهذه المباني القصيرة، بشراء "حقوق الهواء" غير المستخدمة، وتكديسها في مبانيهم الجديدة."
«جوجل» تحارب الأخبار الكاذبة وتخصص ميزة فريدة للمؤسسات الصحفية
من جهته يقول جوناثان ميلر، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة ميلر سامويل للاستشارات العقارية في نيويورك إن التطورات التكنولوجية ساهمت أيضاً في انتشار المباني الهزيلة والطويلة، مبينا أنه خلال العقد الماضي "أدت التقدمات في المواد المستخدمة وأساليب الهندسة الجديدة إلى جعل بناء ناطحات السحاب المكدسة أمراً ممكناً. خاصة تلك التي تتمتع بمساحة عرضية صغيرة".