هكذا تتغلب على تحديات التحول الرقمي الخمسة لتضع شركتك في المقدمة
لقد غيّرت التحولات "الرقمية" توقعات المستهلكين بشكل أساسي، فتمتلك العلامات التجارية الكبرى خيارين، حيث يمكنها تحويل مسيرة وتجربة عملائها بشكل جذري لجعلها أنيقة رقميًا تجذب العملاء إليها وتصبح جزءا من السوق الرقمي الحديث، أو يمكنها التنازل عن جزء كبير من سوقها إلى الشركات الرقمية الأولى التي تلبي توقعات العملاء وتوفر الخدمات والشكل الرقمي لهم.
توفير «السعادة» يفرغ حياة الموظفين.. كمسؤول تنفيذي هكذا تزيد جهدهم لتحقيق «ازدهار الإنسان»
ففي الوقت الذي تكافح فيه العديد من العلامات التجارية الكبرى للعثور على موطيء قدم بين الشركات الرقمية، هناك أيضًا أمثلة رائعة عن الشركات القديمة التي تنجح في عملية التحول الرقمي وتأمين مكان لها في عالم رقمي جديد بما في ذلك شركات WalMart و Federal Express و The New York Times و HBO.
ومع ذلك، فإن العديد من الشركات الكبيرة تكافح بشدة لإطلاق هذا النوع من التحويل، وذلك من خلال مواجهة مجموعة مكونة من خمسة تحديات لتحقيق التحول الرقمي.
وهنا سنناقش ما هي هذه التحديات الرئيسية للتحول الرقمي وما الذي يتعين عليك فعله حيال ذلك لتحقيق التحول الرقمي المناسب وتلتحق شركتك بمصاف الشركات الرقمية:
1- مقاومة التغيير:
الشركات الكبيرة ليست مصممة للتغيير السريع. وبشكل عام، تم تصميم الشركات الكبرى لتنظيم الأوضاع الراهنة والسماح بالتغيير فقط عندما تتأكد تمامًا أنها مفيدة لدرجة أنها لا تخلق أي نوع من المخاطر. ورغم أن هذا يبدو معقولاً ويمكن أن يكون فعالاً في الأسواق الثابتة نسبيًا، ففي العالم الرقمي المتطور بسرعة الذي نعيش فيه، فإن هذا النهج يشكل عائقًا تنافسيًا كبيرًا أمام الشركات الكبيرة للتحول الرقمي.
"إذا كنت تقدرأهمية استقرار الشركات وتضعها فوق كل شيء ، فالتحويل الرقمي لا يناسبك".
المقاومة للتغيير تحدث أيضا على المستوى الفردي والوظيفي، فالمديرين التنفيذيين يميلون في غالبية الشركات إلى رؤية التحول المحتمل من حيث وظائفهم وأمنهم الوظيفي وحماية مناصبهم.
وبالنسبة لأولئك المديرون الذين قاموا ببناء إمبراطورياتهم الصغيرة داخل الهيكل الوظيفي الحالي، فإن إحداث تحول كبير حتى إذا رأوا أنه سيكون في مصلحة الشركة، فإنهم قد لا يشعرون أنه في مصلحتهم الشخصية، وبالتالي كنتيجة طبيعية لهذا التفكير فإنهم سيقاومون هذا التغيير بشكل غير معلن.
فما الذي يمكنك فعله حيال ذلك؟
- أولاً ، كن مستعدًا للطريق الصخري الصعب، فكما قلنا من قبل، إذا كنت تقدر قيمة استقرار الشركة ومتنحها أولوية أكثر من أي شيء آخر، فإن التحول الرقمي ليس مناسبا لك.
- ثانيا ، استعين بـ"وكلاء التحول الرقمي" وضمهم إلي فريق القيادة الخاص بك و "احصل على دعمهم" لأنهم سيقودنوك للتحول.
- ثالثًا ، العمل على خلق ثقافة الابتكار والمكافأة العلنية لأولئك الذين يقدمون السلوكيات الصحيحة على جميع مستويات المنظمة لتشجيعهم.
إنفوجراف| 5 طرق يتبعها المدراء في قيادة الشركات.. تعرف عليها
2- الخوف من الفشل:
يعني التحول الرقمي إيجاد طرق جديدة للقيمة وطرق جديدة للتفاعل مع العملاء، كما يتطلب الأمر قبول التعرض للفشل طوال طريق عملية التحول الرقمي، فالذين ينجحون هم من يتعلمون "احتضان الفشل" ويتعاملون معه كفرصة للتعلم، وفي الواقع الفشل ليس ممتعاً أبداً، ولكن الفشل المتكرر هو علامة مميزة لكل شركة رقمية ناجحة لأنها تسبب التعلم والتكيف.
كيف تتجاوز الخوف من الفشل؟
اعمل على الحالة النفسية الخاص بك حول تقبل الفشل، فكّر بطريقة عرضك لمحفظة الأسهم، فلا تضغط على نفسك إذا اخترت بعض الاستثمارات التي لا تجدي نفعاً، واعترف أنه في بعض الأحيان سوف تفقد قيمة المحفظة بأكملها ، ولكن إذا قمت بتطبيق المبادئ الأساسية للتحول الناجح، يمكنك الفوز بمرور الوقت.
3- عدم فهم العميل:
إن تحديد الطرق الأساسية لإضافة قيمة لمسيرة عميلك هو الطريقة الأولى لصياغة تجربة رقمية وناجحة، و يتطلب القيام بذلك فهمًا عميقًا للعميل واحتياجاته غير المحققة ورغباته ومخاوفه.
فمعظم الشركات لا تفهم عملائها بشكل جيد، في حين أن العديد منها يمتلك أقسام بحثية متخصصة، إلا أن هذه الإدارات البحثية تركز في الغالب على مقاييس ومعايير محددة ولا تنتج فهمًا حقيقيًا ثلاثي الأبعاد حول احتياجات ورغبات العميل ، كما أنها لا تجمع الاختلافات الاجتماعية داخل المؤسسة.
كيف تتوصل إلى احتياجات العميل وتفهم رغباته؟
حل كلتا المشكلتين وأنت تمتلك البصيرة التأسيسية التي من شأنها زيادة معدل مضاعفة التحول الرقمي.
هل يفضل رواد الأعمال في الشرق الأوسط مساحات العمل المشتركة ؟
4-فقدان السرعة:
فالشركات الرقمية الناجحة تأخذ رؤى العملاء وتستكشف بسرعة وتجرب ومن ثم تقوم بقياس الفرص المختلفة للقيمة الرقمية، فالمفتاح الرئيسي هنا هو "السرعة"، فتُعد السرعة مهمة لأنها تسمح للشركة بإجراء العديد من التجارب، وتوسيع نطاق تلك التي نجحت بسرعة، وتكرار تلك التي لم تنتج بعد.
لكن هذا الأمر يتطلب القدرة على تصور وتنفيذ الأفكار في أسابيع بدلاً من شهور أو سنوات، والعديد من الشركات الكبيرة لديها اثنين من القيود العملاقة التي تعرقل المبادرات والأفكار من التنفيذ السريع.
التحدي الأول هو التكنولوجيا، فبدون بنية حديثة تتميز بسهولة الوصول إلى بيانات العملاء وواجهات برمجة التطبيقات إلى أنظمة المعاملات يكون الانتقال بطيئًا ومكلفًا من الفكرة إلى التنفيذ. وتحتاج الشركات إلى تحديث هذه الكومات التقنية واعتبارها أدوات أساسية لمستقبل مشاريعها. إذا كان هذا يبدو وكأنه مشروع متعدد السنوات، فيمكن لمديري تكنولوجيا المعلومات بالشركة إيجاد طريقة لإنشاء بيئة خارجية في Cloud يمكن أن تسمح بالتجريب السريع والتدريب بينما يتم تحسين البنية الأساسية. وإذا أخبروك أنه لا يمكن فعل ذلك بسبب المخاوف الأمنية ، فقم بتعيين فريقاً أو مستشاراً أمنياً أفضل.
تحدي السرعة الثانية هو صنع القرار. إذا كانت عملية اعتماد رأس المال في شركتك تتطلب جداول بيانات وشهراً من اجتماعات اللجان للموافقة على بضعة مئات الآلاف من الدولارات من التمويل لفكرة جديدة، فإنك لا تتحرك بسرعة رقمية.
في حين أن إدارة الإنفاق هي جزء من إدارة الأعمال التجارية المدارة بشكل جيد، إلا أنه في حال تحولت إلى تحول رقمي ، فإنها بحاجة إلى الإصلاح. وامنح الأشخاص الذين يديرون مشاريع الابتكار الخاصة بك الاستقلالية والسلطة لاتخاذ القرارات حتى تحدث بالسرعة اللازمة لمواكبة العالم الرقمي. أما إذا كنت لا تثق بهم، فابحث عن أشخاص تثق بهم، فالميزانية ليست هي الوجه الوحيد لصنع القرار.
ففي بيئات الشركات، يمكن للمراجعة القانونية أو مراجعة العلامة التجارية أو غيرها من البوابات ذات النوايا الحسنة أن تعمل على إطالة جداول الإطلاق من أسابيع إلى ثلاثة أشهر. أما الشركات الناجحة فلديها عمليات سريعة المسار لمبادرات التحول الرقمي.
5- ثقافة تعاونية غير كافية:
لا يمكن أن يكون إنشاء مسيرة رقمية أنيقة للعملاء بشكل مميز أو حتى يتم تنفيذها بشكل أساسي بواسطة الفريق "الرقمي"، فالأمر يتطلب التنسيق الحميم مع التسويق وتكنولوجيا المعلومات والعمليات ودعم العملاء وتطوير المنتجات وعلى الأرجح كل جزء من المؤسسة. عندما يتم دمج هذا المطلب مع بعض التحديات المذكورة أعلاه ، يمكن أن يخلق تحدٍ للمبتكرين الرقميين الذين قد يبدو من المستحيل اجتيازه.
كيف تحل تلك المعضلة؟
توظيف أو تحديد القادة الرقميين الذين لديهم طبيعة تعاونية وملهمة، وادعمهم من خلال تحديد توقعات التعاون الوثيق. وقم بقياس جميع أعضاء فريقك القيادي بشكل جزئي من خلال مساهماتهم في مسيرة موحدة للعملاء. وقم باﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻷدوات واﻟﻌﻣﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌزز اﻟﺗﻌﺎون اﻟﻣﺷﺗرك ﺑﯾن اﻟموظفين ﻋﻟﯽ اﻟرؤﯾﺔ اﻟرﻗﻣﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذ.
الملخص والاستنتاج:
يتطلب تحقيق التحول الرقمي غالبًا تحوُّلًا تنظيميًا أوسع يلامس كل جزء من المؤسسة وعملياتها وتقنياتها. فقد يبدو الأمر جميلاً إذا كان الأمر أسهل، ولكن من ناحية أخرى عندما تنجح كما فعل البعض، سيكون لديك ميزة تنافسية حقيقية مقارنة بالمؤسسات القديمة الأخرى التي ما زالت تكافح من أجل الوصول إلى التحول الرقمي بعد أن سبقتهم شركتك.
أيضا، لا يوجد بديل عن الرئيس التنفيذي النشط في مجال التحول الرقمي. فأنت في حاجة للمطالبة بتقدم تحويلي حقيقي، وليس مجرد "مسرح ابتكار" مصمم لصرف الانتباه عن اللعب الرقمية الرائعة بينما تظل الأعمال الأساسية دون تغيير. إن العالم والعملاء يواصلون التغيير بطرق عميقة، فالشركات التي ستزدهر في المستقبل هي تلك التي تقود موجة التغيير هذه، ولا تتشبث بالقرن العشرين وتقاوم التغيير وتخشى من الفشل، وتفتقر لسرعة القرارات، ولا تمتلك ثقافة تعاونية غير كافية، ولا تفهم عملائها.