تخلص من العادات السيئة باختراق العقل وإعادة برمجة الروتين اليومي
هل تكافح من أجل التغلب على العادات السيئة؟ هل تجد صعوبة في التمسك بروتين يومي من التمارين، وتجد نفسك تعود مرة أخرى حيث بدأت؟، إذا كان الأمر كذلك، هل تعتقد أنني لو قلت لك أنك قادر على إعادة تنظيم روتينك اليومي والتخلص من عاداتك السيئة كما لو أنك مبرمج كمبوتير تعيد برمجة عقلك؟ يبدو الأمر غير منطقى صحيح، ولكنه ليس كذلك.
فعلى غرار إعادة برمجة الكمبيوتر فمن الممكن إعادة برمجة بعض العادات المتأصلة لديك، والبرمجة هي استعارة أو توصيف مناسب لعملية الكتابة أو الاختراق و إعادة برمجة بعض الأوامر العقلية، "فكر في محاولة كسر العادة السيئة، وقم بتكوين عادة إيجابية بدلا منها"، وذلك وفقا لما قاله "شارلز دوهيج"، مؤلف قوة العادة.
فيديو| قائمة بكتب النجاح.. ستساعدك في مجال العمل على الإنترنت
ما نعرفة من الدراسات المعملية، هو أنه لم يفت الأوان على كسر تلك العادات السيئة، فالعادات تتميز بالمرونة طوال حياة الإنسان، وعلمنا أيضا أن أفضل طريقة لتغيير هذه العادات هي فهم هيكلها-فعندما تطلع الأشخاص على الهيكل والمكافأة التي يحصل عليها عند الوصول للهدف، فالأمر يصبح أسهل بكثير للوصول إلى التغيير المطلوب.
فما هو بالضبط ترميز الكمبيوتر، وتكوين العادة، وكيف يمكننا إعادة برمجة عاداتنا المتأصلة بعمق؟
ما هو الترميز Coding؟
الترميز هو مجموعة منتهية من الأوامر والمعروفة بالبرنامج، فعلينا كتابة الرموز بطريقة محددة كي يعمل البرنامج، وهذه الرموز يتم كتابتها بلغة معينة كي يتمكن الكمبيوتر من فهمها وهناك العديد من اللغات الخاصة بالكمبيوتر مثل HTML5, CSS, C, C++, Python JavaScript.
فكر في حياتك على أنها مجموعة جاهزة من الأوامر ،من أجل إعادة برمجتها، يجب أن نكتب قانوننا الخاص بطريقة من شأنها أن تغير عاداتنا السيئة. أساسا، يجب أن نجد نظام المكافأة المناسب لعقولنا واجسامنا كي يندمجوا معه.
فرموز الكمبيوتر يشبه الحمض النووي البشري، والتي تعمل تماما مثل التعليمات البرمجية في برامج الكمبيوتر. "خوان إنريكيز".
تسلسل الحمض النووي فك رموز نواياها البرنامجية من خلال علاقتها إلى مزيج من أربعة أحرف أبجدية: A، C، T، G. الحمض النووي هو مادة متماثلة ذاتيا موجودة في جميع أشكال الحياة الحية وتحمل المعلومات الوراثية لدينا.
توم بونزيل يوضح أوجه التشابه في كتابه DNA” هو برنامج، من"كتب" رموزه؟"، وذلك عن طريق وضع جانب شفرة وراثية متسلسلة جنبا إلى جنب مع لغة الترميز التشعبي (HTML)، وهو رمز لصفحة الانترنت.
الترميز كمجاز لكتابة التعليمات في حياتنا:
هدفنا هنا ليس لنسأل من غكتب لنا تعليمات حياتنا أو من وضع الأوامر في حياتنا-أيا كان فقد حدث-، ولكن الهدف هو إثبات أن لغة برمجة الكمبيوتر (الكود) هي استعارة للحياة. برنامج الكمبيوتر هو حياتنا، حيث رمز الكمبيوتر هو عاداتنا.
يمكننا تغيير عاداتنا وتبديل الجينات من خلال epigenetics، ونحن نعلم أن علماء الوراثة المعاصرين قادرون على تبديل الجينات وإيقافها باستخدام برنامج DNA الداخلي. وهي تقوم أساسا بنسخ الشفرة ولصقها.
وعلاوة على ذلك، الترميز هو كتابة تعليمات لأجهزة الكمبيوتر، حيث مجموعة كاملة من التعليمات ينتج عنها برنامج كمبيوتر. الحياة ليست مختلفة. وكما أن الترميز يكتب تعليمات لجهاز كمبيوتر، فإن إجراءاتنا وعاداتنا اليومية تكتب تعليمات مدى الحياة. وبالتأكيد الشفرات البرمجية قادرة على إنشاء برنامج كمبيوتر أفضل، فلماذا لا تقوم بتعليم شفرتك البرمجية لبناء شخص أفضل لك؟.
إنفوجراف| الروتين كلمة سيئة السمعة.. إليك إيجابيات الروتين اليومي المذهلة
كتب تشارلز دوهيج، أن كل عادة تبدأ بنمط نفسي يسمى "حلقة العادة" وهي عملية مكونة من ثلاثة أجزاء:
أولا، الحجه ونضغط على الزناد لإبلاغ الدماغ للذهاب إلى وضع معين تلقائيا.
ثانيا، نحدد الروتين، وهو السلوك نفسه.
ثالثا، نحن نحدد المكافأة، وهو الشيء الذي سيجعل عقولنا تتذكر "حلقة العادة" في المستقبل.
دعونا نرى كيف استخدم دوهيج "حلقة العادة" لكسر عادته للذهاب إلى الكافتيريا وشراء كعكة رقائق الشوكولاته كل ظهر اليوم.
الخطوة الأولى: تحديد الروتين
على غرار فهم هيكل ومكونات رمز الكمبيوتر، يقول دوهيج أنه يجب علينا أولا فهم مكونات "حلقة العادة" لدينا.
إنفوجراف| لأصحاب الأعمال.. كيف تحصل على موظفين مثاليين بسهولة ؟
الخطوة الثانية: جرب المكافآت
نحن نستخدم مدخلات محددة عندما نقوم بعملية التعليمات البرمجية، فلماذا لا تنقوم بغيير المدخلات لمعرفة ما إذا كنا سنحصل على مخرجات مختلفة. فاختبر دوهينج مكافأته من خلال تعديل روتينه لمعرفة ما إذا كان سيحصل على نوع مختلف من المكافأة. على سبيل المثال، بدلا من التوجه إلى الكافتيريا، قام بالمشى حول المبنى.
الخطوة الثالثة: عزل الحجه
يقول دوهيج، أنه يمكننا أن نطرح بعض الأسئلة على أنفسنا عند الشعور بالضغوط وشعروك بالرغبة وذلك من أجل تشخيص عاداتك اليومية، هذه الأسئلة هي الوسيلة التي ستمكنك من اختراق شفرة البرمجة الخاصة بالروتين اليومي.
1-أين أنت؟
2-كم الساعة؟
3-ما هي حالتك العاطفية؟
4-من الموجودين حولك؟
5-ما هي الأحداث التي سبقت تلك الرغبة؟
الخطوة الرابعة: وضع خطة
وجدت دوهيج أنه بمجرد معرفتنا بـ "حلقة العادة" يمكننا تغيير سلوكنا. هذا هو مماثل لإعادة كتابة التعليمات البرمجية.
"وبصيغة أخرى، العادة هي صيغة جاهزة تتبعها عقولنا تلقائيا: عندما أرى الحجة أو العلامة، فتقوم بالعادة من أجل الحصول على المكافأة" شارليز دوهيج.
من خلال نصيحة دوهيج يمكننا إعادة برمجة أو اختراق عاداتنا من خلال اتخاذ بعض الخيارات الفعالة، ونحقق ذلك بواسطة بعض الخطط والاستراتيجيات من خلال نوايا التنفيذ.
استراتيجية "If- Then":
استراتيجية " If- Then" لا تختلف عن لغة الكمبيوتر. إذا قمت بكتابة رمز، ثم سوف تحصل على النتائج.
على سبيل المثال، دعونا نتصور أولا أننا نولد كهاتف ذكي فارغ. يجب علينا أن نتعلم التعليمات البرمجية أو كتابة التعليمات من أجل أن يصبح الشخص صحي ومناسب. أساسا، يجب علينا أن نتعلم لإعادة برمجة (عادات) حياتنا.
(دعونا نلقي نظرة على بعض الكتل الأكبر من الكود الذي بنيته) حيث أن المخرجات قد خلقت شخصا صحيا ومناسبا: روتين الصباح، وممارسة الرياضة، والتغذية، والمياه، والمعرفة، والتعليم، والأسرة، والروحانية، والتوظيف.
إذا كنا نتابع روتين الصباح، يمكننا أن نقفز ثم بدء تدريب الصباح الصحي.
فوفقا للقاعدة، إذا قمنا بالتمارين وتعرقنا وتناولنا الطعام الصحي المناسب، عندها سنبدو ونشعر بأننا أفضل.
إذا كنا نسعى جاهدين لتحسين معرفتنا وخبرتنا وعلاقتنا الوثيقة مع عائلتنا، سيمكننا أن نعيش حياة سعيدة وصحية.
ملخص الفكرة:
كل شخص يمتلك القدرة على تغيير روتينه وعاداته السيئة، وذلك من خلال حصرها وتحديدها ومعرفة الأسباب التي تدفعنا لارتكابها والتعلق بها.
بعد ذلك عليك معالجة الأمور المحيطة بتلك العادات بعد طرح الأسئلة الخمسة السابقة، واستبدال العادات السيئة بعادات جيدة ومفيدة، عندها ستتمكن من تغيير "حلقة العادات" الخاصة بك.