الأسهم العالمية تستمر في التعافي والدولار يظل ضعيفاً
استمرّت أسواق الأسهم الآسيوية في البناء على المكاسب التي سُجّلت الأسبوع الماضي بعد أن حققت الأسهم الأميركية أفضل أسبوع لها منذ 2013، وقد تحسّنت معنويات المستثمرين تدريجياً بعد أن كانت المخاوف من تصاعد التضخّم قد تسبّبت في حصول تصحيح في معظم المؤشرات العالمية.
وقد أنهى مؤشر التقلبات (VIX) جلسة الجمعة دون مستوى 20، ممّا يشير إلى أنّ الاتهامات التي وجهها المحقق الخاص روبرت مولر ضد الروس على خلفية تلاعبهم بانتخابات العام 2016 لم تؤثّر كثيراً على قرارات المستثمرين، وفقاً لما قاله حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM.
وبما أنّ الأسواق الأميركية أغلقت يوم الاثنين بمناسبة عطلة يوم الرئيس، وبما أنّ منطقة الصين الكبرى أيضاً تظل في إجازة رأس السنة القمرية الجديدة، فمن المتوقع أن تكون أحجام التداولات دون المعتاد.
وظل ضعف الدولار يشكّل نوعاً من اللغز بالنسبة للعديد من المتداولين بالعملات بما أنّه من المفترض أن يتبع الفوارق بين العوائد. فقد اتسع الفارق بين عوائد سند العشر سنوات الأميركي ونظيره الألماني إلى 217 نقطة أساس وكسب 28% منذ أواسط يوليو/ تمّوز 2017. وعلى المنوال ذاته، فقد اتسع الفارق بين عوائد سند العشر سنوات الأميركي ونظيره الياباني إلى 285 نقطة أساس، وهو الأعلى منذ 2017. ومع ذلك فقد تراجع الدولار مقابل اليورو والين الياباني والعملات الرئيسية الأخرى.
وأشار حسين السيد إلى إن أحد التفسيرات لكسر علاقة الارتباط هذه بين الدولار والفوارق بين العوائد في الآونة الأخيرة هو أنّ المشاركين في الأسواق يتطلعون إلى الأمام. فالمستثمرون يعتقدون بأنّ تنامي التضخّم في الولايات المتحدة سوف ينتشر إلى الاقتصادات الأخرى ممّا يقود إلى سياسات نقدية أكثر تشدّداً في دول العالم. وإذا بدأت البنوك المركزية الرئيسية مثل البنك المركزي الأوروبي، والبنك المركزي الإنكليزي، والبنك المركزي الياباني بتطبيع السياسة النقدية، فإنّ الفوارق بين العوائد سوف تضيق بوتيرة سريعة، بما أنّها تنطلق من أساس منخفض جدّاً.
والعوائد في أميركا لا ترتفع فقط بسبب تنامي توقعات التضخم، وإنما بسبب تنامي العجز المزدوج – أي العجز المالي وعجز الحساب الجاري – مما يجعل الدين الأميركي أقل جاذبية، وسيكون الذهب هو المستفيد الأساسي على الأغلب بما أنّه ظل يستفيد من المخاوف المتعلقة بالضغوط التضخّمية والعجز في الموازنة.
لكنّ وجهة النظر هذه قد تتغيّر إذا قرّر الفدرالي اتخاذ مقاربة أكثر تشدّداً في محاربة التضخّم. وستكشف محاضر اجتماعات الفدرالي التي ستصدر يوم الأربعاء على الأغلب عن آراء متشدّدة جديدة، ولكن لكي يعكس الدولار مساره فإنّه بحاجة إلى أن يشدّد الفدرالي السياسة النقدية بوتيرة أسرع من الوتيرة التي كانت متوقعة سابقاً. وأي إشارة إلى أربع أو خمس عمليات رفع في 2018 ستعطي النتيجة المرجوّة، لكنّ هذا لن يظهر في محاضر يوم الأربعاء على الأغلب، وقد يضطر المستثمرون إلى الانتظار حتى اجتماع مارس/ آذار المقبل.